روى أبو داود و الترمذي وغيرهما عن عثمان بن عفان-رضي الله عنه-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَا مِن عَبدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوم وَمَسَاءِ كُلِّ لَيلَةٍ:بِسمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ, ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ,لَم يَضُرَّهُ شَيءٌ))(1)
فهذا من الأذكار العظيمة التي ينبغي أن يحافظ عليها المسلم كل صباح ومساء ,ليكون بذلك محفوظاً-بإذن الله تعالى-من أن يصيبه فجأة بلاءٍ أو ضر مصيبة أو نحو ذلك
قال القرطبي-رحمه الله-عن هذا الحديث:((هذا خبر صحيح وقول صادق علمناه دليلَه دليلاً وتجربة, فإني منذ سمعته عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته, فلدغتني عقرب بالمدينة ليلاً, فتفكرت فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات))(2)
وجاء في سنن الترمذي عن أبان بن عثمان-رحمه الله-وهو راوي الحديث عن عثمان-أنه اصابه طرف فالج –وهو شلل يصيب أحد شقي الجسم-فجعل رجل منهم ينظر إليه فقال له أبان:(( ما تنظر؟ أمَا إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله عليّ قدره))
وقوله في هذا الحديث : ((بسم الله)) أي:بسم الله أستعيذ, فكل فاعل يقدر فعلا مناسباً لحاله عندما يبسمل, فالآكل يقدر آكُلُ, أي:بسم الله آكُل, والذابح يقدر أذبح , والكاتب يقدر أكتب, وهكذا.
وقوله : (( الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء)) أي:من تعوذ باسم الله فإنه لا تضره مصيبة من جهة الأرض ولا من جهة السماء.
وقوله: ((وهو السميع العليم)) أي : السميع لأقوال العباد, و العليم بأفعالهم الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
أنتهى من كتاب فقه الأدعية و الأذكار للشيخ عبد الرزاق البدر(3/13-14) بتصرف يسر
---------------------
(1) أبو داوود رقم (5088) و الترمذي رقم (3388) وصححه العلامة الألباني-رحمه الله-في ((صحيح الجامع))رقم (6426)
(2) انظر:الفتوحات الربانية لابن علان (3/100).
__________________