من دروس الشيخ الشنقيطي حفظه الله :
السؤال الأول :
فضيلة الشيخ: ما الحكم فيمن نوى الوضوء بعـد مـا غسل وجهه؟، وجزاكم الله خيراً.
الجواب :
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.
فيجب أن تسبق نية الوضوء أول فرض من فرائضه، وبينا أن من غسل وجهه ولم يكن قد نوى الوضوء فإنه لا يصح ذلك الغسل، ويجب عليه أن يعيد غسل وجهه، لابـد في نية الوضوء أن تكون سابقة لأول فرض وهو غسل الوجه، وعلى هذا فلو تذكر النية أثناء غسله لـوجه لم يجزئ، بل لابد وأن تسبق الغسل، حتى يقع الغسل كاملاً بعد نية صحيحة معتبرة والله تعالى أعلم.
السؤال السابع :
إذا توضأ الإنسان بنية الاستباحة لصلاة الظهر مثلاً فهل يصلي بالوضوء صلاة العصر إذا لم يحدث ..؟؟؟
الجواب :
هذه المسألة تعتبر من مسائل النية في الوضوء والنية في الوضوء لها حالتان :
الحالة الأولى : أن تكون نية خاصة ،
والحالة الثانية : أن تكون نية عامة .
فالنية الخاصة أن ينوي أن يصلي صلاة نافلة كانت أو فريضة ، أو ينوي استباحة لمانع عرض كأن ينوي مس المصحف يتوضأ لمس مصحف أو يتوضأ للطواف بالبيت وقس على ذلك من المسائل الخاصة فهذه تعتبر نية خاصة ، وأما الحالة الثانية فهي أن ينوي رفع الحدث وهذا يشمل جميع الأحداث ويرتفع بهذه النية الحدث كله فيجوز له أن يصلي الصلاة مفروضةكانت أو نافلة ، وكذلك يستبيح المحذورات على اختلاف مراتبها .
أما في الحالة الأولى : فقال جمع من العلماء من نوى الوضوء للأدنى لايستبيح الأعلى ، فمن نوى الوضوء من أجل صلاة النافلة لايصلي فريضة ، ومن نوى الوضوء لفريضة لايصلي به أخرى إلا إذا كانت فائتة ودليلهم في ذلك قوله-عليه الصلاة والسلام-: (( وإنما لكل امرئ ما نوى)) قالوا هذا محدث وقد نوى أن يرفع من حدثه ما كان متعلقاً بالنافلة فبقي على وصف الحدث إلا في استباحة النافلة قالوا فلا يستبيح الفرض وهو أعلى وأما إذا نوى النية العامة وهي رفع الحدث فيجوز له أن يصلي ما شاء وأن يستبيح من الموانع ماشاء وقد جمع بعض الفضلاء هذه الأحوال في النية في قوله :
ولينوِ رفع حدث أو مفترض أو استباحة لممنوع عرض
"ولينوِ رفع حدث" هذه نية عامة "أو مفترض" أي نية لصلاة الفريضة "أو استباحة لممنوع عرض" كأن يصلي نافلة أو يطوف بالبيت أو يمس المصحف فهو ممنوع من ذلك حال حدثه فيتوضأ لإزالة هذا المانع ولذلك فالأفضل للإنسان والأكمل أنه إذا توضأ أنه ينوي رفع الحدث حتى يستبيح بوضوئه مايشاء من الموانع ، والله تعالى أعلم .