الأخ الفاضل الشريف ، شرفنا الله وإياك بالانتساب الصادق للسنة ، وحبب الله إلينا وإياك أهلها والمنافحين عنها الذابين عن حياضها .
من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة ، وأبو محمد البربهاري يرحمه الله من أهل السنة المنتسبين إليها المدافعين عنها ، وأخطاؤه كما سبق أن ذكرتُ ليست في تأويل الصفات ولا في باب عظيم كباب الإيمان فإنه لم يوافق الخوارج في تكفير أهل القبلة ولا هو على مذهب أهل الإرجاء في التسوية بين إيمان أهل الكبائر وإيمان جبريل عليه السلام، ولا هو من الروافض الطاعنين في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإنما أتي - رحمه الله - من قبل غيرته على السنة وعقيدة أهل السنة في وقت كثرت فيه البدع وتبوأ أهلها المناصب وأصبحت لهم دولة وسطوة.
فمثل هذا ينبه على أخطائه بأرق عبارة مع التماس العذر وذكر المبرر وتقديم الحسنات ومواضع الإصابات بين يدي بيان الخطأ ، ولو جاز للمسلم أن يستر من الباطل شيئًا ستر أخطاء هؤلاء المشايخ لكن الأمر دين ولا يسع أحدًا أن يكتم شيئًا من الحق له من الكتاب والسنة عليه دليل ، لكن يكون ذلك مع وافر الأدب والتزام السنة في الستر على المسلم - الذي هو واجب في حق عوام المسلمين وأوجب في حق علمائهم - والأدب وإظهار الأسف والألم والحزن لوقوع هذا الشيخ المعدود في أهل السنة في مثل هذا الخطأ أو تلك المجازفة ، وإن وسعه أن يقدم بين يدي بيانه للحق تأويلا سائغًا يخرج ذاك الشيخ من قصد الخطأ بادر إليه وأبرزه .
أما أهل الأهواء والبدع فيطيرون فرحًا بأخطاء أهل السنة ويبادرون إلى إشهارها وتفخيمها وتعظيمها والعمل على إذاعتها ويحسبون ذلك هينًا وهو عند الله عظيم ، إذ هو فتنة لعوام الناس وصغار طلبة العلم.
هدانا الله وإياكم إلى السنة ورزقنا حبها وحب أهلها .