أهلُ الحَفيظَـةِ إلاَّ أَنْ تـُجرِّبَهمْ *** وَفِي التَّجارِبِ بَعْدَ الغَيِّ مَـا يَـزَعُيرى الجبناء أن العجز عقل *** وتلك خديعة الطبع اللئيم
إذا غامرت في شرف مرومٍ *** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ *** كطعم الموت في أمرٍ عظيم
وحقّ البيتِ الأول أن يتأخرَأفاضل الناس أغراض لذا الزمن *** يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
أو: لدى الزمنأهل زماني قوم صغار وإن كان لهم أجسام ضخام
ولست منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام
صواب الروايةِ:
ودهرُ ناسُه ناسٌ صِغارُ ... وإن كانت لهم جُثثٌ ضِخام
وما أنا منهمُ بالعيش فيهمْ ... ولكنْ معدِنُ الذهب الرَّغامسبحان خالق نفسي كيف لذتها *** فيما النفوس تراه غاية الألموبعد فهذا ما تيسر من تصويبٍ، واللهُ من وراء القصد.أَفعَالُ مَنْ تَلدُ الكِرامُ كَريمةٌ ***وفعالُ مَنْ تَلِدُ الأعاجِمُ أَعْجَمُ
مشكور أخي على الرابط , الموقع يحوي من الفوائد الشيء الكثير .
( وَلَمْ أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا *** كَنَقْصِ الْقَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ )
أَبُو الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّيُ ..
وَلمّا صَارَ وُدّ النّاسِ خِبّاً *** جَزَيْتُ على ابْتِسامٍ بابْتِسَامِ
وَصِرْتُ أشُكُّ فيمَنْ أصْطَفيه *** لعِلْمي أنّهُ بَعْضُ الأنَامِ
يُحِبّ العَاقِلُونَ على التّصَافي **** وَحُبّ الجَاهِلِينَ على الوَسَامِ
المعنى بارك الله فيك غير الذي سبق إلى ذهنك!
فالمتنبي يمدح شعر نفسه! ويعتذر لابن العميد عن مدح الناس قبله!
وقد وفد عليه قبل مصرعه بأسابيع معدودة!
فيقول له: لقد قطف الممدوحون شعري وهو غير ناضج (لأنني كنت شابًّا)، وقطفتَه أنت ناضجاً!
والغرض طبعاً مضاعفة الجائزة!
ومن طرائف سيرورة شعر المتنبي:
أذكر في سنوات الطفولة أن الناس - من أشباه العوامّ - كانوا يتواصون بشراء الفول المدمس من فلان وعدم شرائه من فلان، وأحدهما منسوب إلى بلد عربي عزيز غير بلد الآخر!
فيقولون:
لا تشتري الفول إلا من ... *** إن ... لأنجاس مناكيدوقد حذفت الطائفتين مراعاة لمشاعر الإخوة!
بأبي مَنْ وَدِدْتُهُ فَافْتَرَقْنَا** * وقَضَى الله بَعْدَ ذَاكَ اجْتِمَاعَا.
فَافْتَرَقْنَا حَوْلاً فَلَمّا التَقَيْنَا*** كَانَ تَسْلِيمُهُ عَليّ وَدَاعَا
لعل طبائع الخَلق ألجأتْ بعضكم لحالٍ كتلك الحال التي دعت أبا الطيب ليقول:
ومن البليّة عذلُ من لا يرعوي ..... عن غيّه وخطابُ من لا يفهمُ
الشيخ / الغريب الحموي
لا أوحش الله منك..
أين أنت يا سيدنا؟
هل ارعوى على وزانِ (افعلَّ)؟
أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي*** بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي المليجي
جميلٌ أن نلتقي من جديد على صفحات الألوكة وفي دوحة أبي الطيب
نعم يا شيخ القريض هو كذلك وإليك ما ذكره أبو المرشد المعري في كتابه (تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي) -ولا أملك من هذا الكتاب إلا نسخة إلكترونية من الشاملة وهي غير موافقة للمطبوع - يقول شارحاً البيت المذكور:هل ارعوى على وزنِ (افعلَّ)؟
قال الشيخ: الارعواء الرجوع إلى الشيء، يقال قد ارعوى فلان إلى الدين أي قد رجع إليه، وحكي عن أبي بكر الخياط النحوي، وكان فيما قيل يعرف مذهب البصريين والكوفيين، أنه قال أقمت عشر سنين اسأل عن وزن ارعوى فلم أجد من يعرفه، وأصله عند النحويين ارعوّ في وزن أحمرّ وأصل أحمرّ احمرَرَ، فكأنهم لما لم يأت في كلامهم واوان مجتمعان، فرّوا إلى أن يجعلوا الواو الثانية في ارعوّ ألفاً، فيقولوا ارعوى، ولو قيل ابنوا من (الغزو) مثل افعلّ لوجب لأن يقال اغزوى، والأصل اغزوّ كما تقدم في ارعوّ .. انتهى
لنكمل المشاغبة على أيّامنا بشعر أبي الطيب :
مغاني الشِّعْبِ طيباً في المغاني *** بمنزلة الربيع من الزمانِ
ولكنّ الفتي العربيّ فيها *** غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
مات أبو الطيب وشغل الناس بشعره ... عفا الله عنه ، وصدق ..
أنام ملء جفوني عن شواردها ..... ويسهر الخلق جراها ويختصم
وهو شاعر المعاني ... ومن أبياته البديعة الرائقة:
وحيد عن الخلان في كل بلدة .... إذا عظم المطلوب قل المساعد
ومن قوله:
وقيدت نفسي في هواك محبة ... ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
ومن قوله:
أشد الغم عندي في سرور ... تيقن منه صاحبه انتقالا
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا *** أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
موضوع جميل جزاكم الله خيراً
مــاذا لَقِيْــتُ مِـنَ الدُنْيـا وأَعْجَبُـها *** أَنِّــي بِمـا أَنـا بـاكٍ مِنْـهُ مَحسُـودُ
هذا البيت لم أجد بيتاً يضاهيه
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه ... أني بما أنا شاك من محسودُ
لا يَخْدَعَـنّـكَ مِــنْ عَــدُوٍّ دَمْـعُــهُ*** وَارْحَمْ شَبابَـكَ مـن عَـدُوٍّ تُرْحَـمُ