بسم الله الرحمن الرحيم:
هذان نصان نُقلا من كتاب (بيع أمهات الأولاد) للإمام حافظ المغرب في زمانه أبي بكر ابن سيد الناس اليعمري الإشبيلي الظاهري (ت:659هـ) رحمه الله، و يعد هذا الكتاب من نفائس التراث الظاهري، و الذي لا نعلم عن وجوده شيئا، و ما يجلي لنا قيمة و نفاسة هذا الكتب ، شهادة الحافظ الذهبي (ت:748هـ)، حيث قال عنه :"رأيت لأبي بكر " كتاب بيع أمهاب الاولاد " في مجلد، يدل على سيلان ذهنه ،وسعة حفظه ،وسعة إمامته،"، (تذكرة الحفاظ،4/1451).
و لعل الأيام تجود بإيجاد هذا العلق النفيس، و قبل ذلك نقر العيون بنقلين نفيسين عن هذا الكتاب من (نكت) الزركشي(ت:794هـ) على (مقدمة) ابن الصلاح(ت:643هـ)، و هما في مسألتين:
المسألة الأولى: سماع الزهري من ابن عمر رضي الله عنهما.
قال الزركشي-رحمه الله-:" ..، و قال محمد بن سيد الناس في كتاب (أمهات الأولاد):" عامة العلماء لا يثبتون له -أي للزهري- سماعا من ابن عمر على تأخر مدة ابن عمر ، و كونه معه بالمدينة"."اهـ. (النكت، 1/452).
المسألة الثانية: سماع الزهري من المسور بن مخرمة رضي الله عنه.
قال الزركشي : " و قال محمد بن أحمد بن سيد الناس في كتاب (أمهات الأولاد) :" ..لم يسمع منه -أي من المسور-، و لا يُرى أنه لقيه، لأن المسور خرج من المدينة إلى مكة و قت قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين، ومات سنة أربع و ستين، أصابه وهو مقبل حجر المنجنيق، و ابن شهاب إنذاك ابن عشر أو اثنتي عشرة، و الزهري لم يكن إذ ذاك يطلب هذا الأمر"، و قال -أي ابن سيد الناس-:"و ليس في الدنيا من يقول: إنه رأى المسور ، فضلا عن أن يكون روى عنه."."اهـ.(النكت،457/1).
فائدة: و أشير إلى أن مسألة " بيع أمهات الأولاد" قد صنف فيها الحافظ ابن كثير (تـ:774هـ)، مصنفا مفردا ، فقد قال :" و قد أفردنا لهذه المسألة، و هي بيع أمهات الأولاد، مصنفا مفردا على حدته، و حكينا فيه أقوال العلماء بما حاصله يرجع إلى ثمانية أقوال، و ذكرنا مستند كل قول،و لله الحمد و المنة".اهـ. نقلا عن (البداية و النهاية،5/348)، ط:دار الفجر.
قلت: و لا شك أن ابن كثير أفاد من كتاب االإمام أبي بكر الظاهري، و أكثر من النقل عنه ، و لكن لا أعلم عن كتاب ابن كثير شيئا، هل هو مخطوط أو في حكم المفقود، و الله تعالى أجل و أعلم.