قال المؤلف رحمه الله :﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[طه:5-7]،﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]،وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا، ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾[طه:110]، مَوْصوفٌ بما وَصَفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلىٰ لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ.
معنى :﴿الرَّحْمَنُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوَى
أي استواء الله على عرشه وهو علوه على العرش واستقراره عليه على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى
والعرش مخلوق .
معنى :ِ)لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ((6)
عموم ملكه للسموات والأرض وما بينهما من المخلوقات الذي لا يعلمها إلا هو وما تحت الثرى ( الأرض ) من المخلوقات هي ملكه هو الذي خلقها
ومعنى :)وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى([طه:5-7]،﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ
معنى :
يعلم السر واخفى أي يستوي في علمه الجهر والسر , لا يخفى عليه شيء سبحانه ( الله لا اله الا هو له الأسماء الحسنى )
ثم قال :﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾[الطلاق:12]، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا،ووسِعَ كلَّ شيءٍ
أي : سعة علمه وقـوة قهره وحكمه وأن الخلق لا يحيطون به علماً لقصور إدراكهم عما يستحقه الرب العظيم من صفات الكمال والعظمة قال تعالى (وسِعَ كُلَ شيءٍ علماً ) وقال سبحانه : ( يعلمُ ما في السمواتِ و ما في الأرضِ وما بينهما ) .
ثم قال :ووسع كل شيء رحمة وعلماً
قال تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء ) وعلمه أيضا وسع كل شيء بخلاف المخلوق يعلم أشياء ويجهل أشياء , ورحمته وسعت كل شيء حتى الكفار وسعتهم رحمة الله حتى الحيوانات يعطيها ويرزقها ويشفيها هذا في الدنيا أم في الآخرة فرحمة الله خاصة للمؤمنين فقط .
ثم قال :مَوْصوفٌ بما وَصَفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلىٰ لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ.
موصوف بما وصف به نفسه: الأسماء والصفات توقيفية لا يجوز لنا أن نثبت له اسماء لم يثبته لنفسه و لم يثبته له نبيه في كتابه أو في سنته او نثبت له صفة فلا يجوز لنا ذلك .