للمصائب وجه آخر:
·لا يوجد في الكون ما يسمى بالشر المطلق, فإذا نظرنا إلى الأمراض التي تصيب الإنسان وتسبب له كثير من المتاعب, هي في الحقيقة تقوى جهازه المناعي لتجعله يستطيع أن يقاوم أمراض أقوى.
·البركان, بكل قدرته على التدمير, هو مصدر التنفيس الوحيد للضغط الداخلي للأرض ولولاه لانفجرت الأرض.
·البنسلين, المضادات الحيوية, السلفا و الطاقة الذرية, كل هذا و أكثر تم اختراعه أثناء ................... الحروب.
·فرز الناس, لا يمكن أن تكتشف المعدن الحقيقي للبشر إلا في الشدة, قال المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم .. ... .. الجود يُفقر والإقدام قِتَّال
·و إليكم قصة حدثت في مستشفى القصر العيني بالقاهرة: أصيب شاب صغير في حادثة سيارة, وكان هناك نزيف داخلي يقتضى استئصال الكلية, شاب صغير يعيش حياته كلها بكلية واحدة, أمر مؤلم, ومن إجراءات المستشفى تحليل للعضو المستأصل, وكانت المفاجأة, الكلية مصابة بسرطان ما زال وليدا, ومن المعروف أن سرطان الكلى سرطان صامت, يصعب اكتشافه إلا بعد تمكنه من المريض, و يكون العلاج بعده مستحيل.
الشر في هذه القصة هو فقد هذا الشاب لكليته, لكن الخير المستتر وراء هذا الشر هو الحفاظ على حياته باستئصال هذه الكلية.
سنة الله في خلقه
·﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ ( سورة البلد الآية: 4 ) كبد هنا تعنى مشقة ومعاناة.
·﴿ خَلَقَكُمْ مّن ضَعْفٍ ﴾ ( سورة الروم الآية : 54 )
·فإذا كان قدره عليك أن تعيش في مشقة و أنت ضعيف, فهذا لأنه يريدك أن تلجا للقوى, و هذه هي سنته في خلقه.
حال المؤمن مع المصيبة:
·الصبر مع القبول و الحب و الثقة في عدله و رحمته.
جاءت امرأة إلى رسول الله وقالت:يا رسول الله إني امرأة أصرع فادع الله لي.
فقال: أتصبرين و لك الجنة؟قالت: نعم، ولكن ادع الله لي أن لا أتكشف.
·إدراك أن هذا الشر وراءه خير مستتر, وان لم تدركه, قال الإمام أبو حامد الغزالي: لولا اعوجاج القوس لما رمت, فالاعوجاج له دور في كمال الوظيفة.
وأخيرا:
نسمع بعض المبتلين يتساءلون: لماذا يا رب ابتليتني بهذه المصيبة؟ لماذا و أنا طائع لك؟
وليس هذا السؤال بغرض الاستفسار, و لكنه بغرض الاعتراض على أمر الله و عدم الرضا عنه. ونقول لهم:
لا تسأله اليوم عما فعل فعسى ألا يسألك غدا عما فعلت
وارض عنه اليوم عسى أن يرضى عنك غدا