فَلاَ السِّجْنُ يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا
خَلِيلي لاَ تَذْرِ الدُّمُوع َ الذَّوَارِفَا *

عَلَيَّ وَلاَ تَبْعَثْ إليَّ الْخَوَالِفَا
فَلاَزَالَ يَسْقِي وَابِلُ الْعِزِّ مَوْقِفِي *

وَلاَزَالَ صَبْرِي نَاعِمَ الْغُصْنِ وَارِفا
وَكَمْ خِفْتُ مِن كيْدٍ بَدَالِي بَرْقُهُ *

فَأَمَّنَنِي الرَّحْمَنُ مَا كُنتُ خَائِفَا
فَلاَ السِّجْنُ إِن رَّاغَتْ ذِئَابُ ظَلاَمِهِ *

إِلَي نَفْسِي يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا
وَلاَ الْبَيْنُ إِن بانَ الصَّدِيقُ وَمَلَّنِي *

وَعَكَّرَ أَيَّامَ الصَّفَاءِ السَّوَالِفَا
تَرَوَّضتُ فِي رَوْضِ الْفضضِيلَةِ يَافِعاً *

أُعَاطِي كُؤوُسَ الْوُدِّ سَمْحًا مُلاَطِفا
وَحَرَّضَ وَقْعُ الْحَقِّ قَلْبِي فَسَاحَ بِي *

بِسَاح يُجَافِي مَن يَعَاف الْمَثَاقِفَا
لَنَا سَلَفٌ عَاشُوا خُطُوباً تَتَابَعَتْ *

إِذَا أَبْصَرَتْهَا الشُّهْبُ تَبْقَي رَوَاجِفا
فَصِفْ لِبَنِي الإِْسْلاَمِ سِيرَةَ جَمْعِنَا *

فَفِيهَا يَطِيبُ الْوَصْفُ إِن كُنتَ وَاصِفَا
لَبسْنَا مِن الْأَخْلاَقِ أَحْسَن حُلَّةٍ *

تمِيت الْهَوَي شَوْقاً وَتسْبِي الْمَتَاحِفَا
وَكَم مَّسْجِدٍ تاقَتْ إِلَيْنَا رِحَابهُ *

نَبُثُّ بِهِ نُورَ الْهُدَي وَالْمَعَارِفَا
وَكَمْ ضَمَّنَا رَبْعٌ جَفَا الأُنسَ أهلُهُ *

فَعَادَ إِلَيْهِ الطَّيْرُ وَازْدَانَ غَاضِفَا
وَلاَحَ جَلاءُ الْحَقِّ مِنَّا لِفِتْيَةٍ *

فَدَاسُوا بِرِجْلِ الْعِزِّ مَا كَانَ زَائِفَا
وَأَسْلاَفُنَا كَانُوا بِذَا الدِّينِ أَنجُمًا *

وَكَانَتْ عَوَالِيهِم برُوقاً خَوَاطِفَا
وَكَانُوا إِذا دَوَّي صَهِيل خُيُولِهِم *

تَهُبُّ مَطَايَاهُم سُيُولاً جَوَارِفَا
سَنَبْقَي كَمَا كَانُوا وَفَاءً لِّدِينِنَا

نُحَكِّمُ فِي كُلِّ الرِّقَابِ الْمَصَاحِفَا
مُحَمَّد سَالم ولد مُحَمَّد الأمِين المجلِسِي
السِّجْن الْمَدَنِي في انواكشوط 2006