أهلا بعودتك،وأحبذ الابتداء بما نأيتَ به عن موضوعنا:فأما المشاركة رقم: (73)، فقد راجعتُ الموطن الذي نبهتَ عليه، فألفيتُ كلامي مُشكِلاً خافياً، غير مُفصحٍ عن قصدي حق الإفصاح، وهو: "أني أجهل كثيرا من الأمور التي علمني الله بعضها"، واللفظُ المثبت في تلك المشاركة لا يؤدِّ المعنى المراد بيانه حق الأداء، وهذه زلَّة أعترف بها، ونقص في التعبير أقرُّ به (و إن كان مرادي معلوما من سياق الكلام).ولكن العجَب كل العجب من صنيعك، المعهود من ضعاف طلبة العلم:"وإنّي أجهل كثيرًا ممّا علّمني الله (ولله الحمد)".فما هو قصدك من تضخيم هذا النقل، وزبره باللون الأحمر؟؟بل أعدتَ ذكره في مشاركة مفردة، وهي:أما قلة اطلاعي فهذا أمر أقر به، وإني أجهل كثيرا مما علمني الله (ولله الحمد)
لأنّني مرهَق، ولا أقوى على مراجعة الكلام، خشيتُ أن أكون قد أخطأت في نقل كلام الأخ الحميدي. فإذا لاحظ أحد الإخوة فرقًا بين الأصل والنقل، فلْيصوّبْ مأجورًا...
هل ظننتَ أنني ممن يخشى الخطأ في التعبير أو في إسقاط كلمة أو في لحن أو ما جرى هذا المجرى؟؟، وهل تراك ستبلغ أربك بتضخيم هذا الخطأ و "تقبيب" هذه "الحبة" ؟؟، وهل ظفرتَ بما يروي غلتك ويذهب غيظك ويطفئ النار التي تذيب منك الأكباد والفؤاد؟؟فهون على نفسك، فإنني ممن يُقر بأخطائه و أغلاطه وعيوبه إذا بُينت له وأرشد إليها، وأحمد الله تعالى أن ألان طبعي لاستعذاب مرارة الانتقاد والاعتراض.ومن المعلوم أن طلب الأدب مقدم على طلب العلم، فلا لوم عليَّ إن بينتُ السبيل السوي، والصنيع المرضي، في مثل هاته المواطن:فلو أن صاحبنا صرف وقت تضخيمه وتكريره لـ(كلامي) في كتْب رسالة خاصة إليَّ، فحواها التنبيه على الإشكال الذي يعتور كلامي في تلك المشاركة، لحُمد صنيعه، وشُكر سعيه، وقطع عليه بصفاء الطوية، ونقاء النية، ولكن همُّ الرجل أحط من طلب الأجر (والإفادة) ببيان خطإ وقعتُ فيه، وكلٌّ يجازى بحسب نيته، ونسأله تعالى الإخلاص في القول والعمل.أو يفعل كما فعل ذاك الأخ الفاضل، والأستاذ الماجد القارئ المليجي في مشاركته رقم: (25)، حيث قال:.متابعون إن شاء الله.
قولكم:
و الصحيح : " التي أجمعت عليه النسخ"
إن أردت التصحيح - بحق - فهو: "الذي أجمعت عليه النسخ".
لكن لا تقلق؛ فمثل هذا في الكتابة في المجالس والمنتديات مغتفر، لا تشغل نفسك بتصويبه في مشاركة مستقلة.
فقط .... اقرأ المشاركة جيدًا قبل رفعها، أو بعد رفعها مباشرة، وسيمكنك التعديل.
والله يوفقكويعلم الله كم طربتُ لهاته المشاركة (لندرة نظيرها)، فهي تبين منزلة صاحبها ومقداره في العلم، بعكس مشاركة صاحبنا الواحدي، ولله في خلقه شؤون.حقِّقْ لنا ذلك الكلام الذي كتبه جهبذ آخر هو: أنت!مثل هذا السخف المنحط المشوب بالاستهزاء.، ألفناه من الهمل والدهماء بل من سفلتهم..،نسأل الله السلامة.وأما ماله صلة بالموضوع،فإنني كنت أنتظر من ينتقد تلك المواطن المذكورة، بكلام يجاري كلامي، ويأتي إلى ما أثبت صحته فيبين فساده، ويجلي صحة ما صنعه المحقق، فإذا بأسئلة شبيهة بـ"الامتحانات الإبتدائية" يُلزمني بها صاحبنا على وجه اللجاج، وهذا ضَعف في المنهج العلمي، وجهل بأصول الجدل والتناظر، فإنني أثبت صحة قضية، يجب على المناقش أن يبن فسادها وينقضها بحججه، لا أن يلزمني بما لا يلزم، وقد بين علماء الجدل والمناظرة أن الضعيف والمشغب هو الذي يلتجئ للسؤال عند التناظر، ظنا منه أنه إن كان هو السائل كان الاقوى والأدنى إلى الفلج في المناظرة، (وليراجع مثلا،"التقريب لحد المنطق،327" للإمام ابن حزم).وهذه سبيل رأيتك ترتضيها لنفسك ودينك (في جل مشاركتك)، وأرجو أن تنأى عنها فيما يستقبل من المشاركات، و أن لا تجعل قصدك الغلبة والفلج.مع أن الجواب عن ما سألت عنه مبثوث في ذاك الموطن، فقوله: (يَهْدِفُ لما لا يخفى) بمعنى (يَعْمِدُ لما لا يخفى).ثم قلتَ:وها هو الباب مفتوحٌ لك لتطعن في أمانة الشيخ، بعد أن طعنتَ في فهمه، وذوقه، وإتقانه للغة العرب...قد كنتُ بينت أنني لم أطعن في فهم وذوق المحقق إلا في مواطن معدودة لا يتعداها الطعن إلى غيرها، وكشفتُ ما في كلامك من تدليس وتلبيس، فلا تتعبني بكشفها تارة أخرى، ومن باب إحسان الظن بالشيخ محمود شاكر فيما صنع، يقال: لعله رجَّح أن ما في طبعة رشيد رضا خطأ طباعي، ليس للمحقق (بالإضافة إلى من طالع تحقيقه) فيه حظ، فلهذا ساوى بين طبعة رشيد رضا والأصل في العزو.هذا هو النهج السوي في تلمس الأعذار للعلماء لا ما رميتني به بظنك وتهجمك، من أنني سألج ذاك الباب (الذي فتحته بسوء ظنك وفساد نيتك وسواد طوبتك) للطعن في أمانة الشيخ رحمات ربي عليه.إذا كانت مطبوعة الشيخ رشيد رضا أثبتت: "تهدف"، فكيف استبحت لنفسك، وأنت المقدّس للنُّسَخ، أن تكتب "ولو اختصرناه وقلنا:" ومن قدح في المجاز يهدف لما لا يخفى"، لأتى مستقيما"؟لعل ما تقدم فيه جواب عن هذا السؤال، بالإضافة إلى أن "المخطوطة" و"مطبوعة ريتير" تقدمان على "مطبوعة الشيخ رضا".وبخصوص تقديس النسخ، فليس كما ذهب بك ظنك، فالمواطن المتعقبة على الشيخ رحمه الله بينتْ أن ذكاءه وذوقه في تلك المواطن لم يكن بالصائب، كما بينت أن ما ظنه غير "صواب" أو "جيد" أو "لا معنى له" في الأصول المعتمدة هو الصحيح، كما أنني أميل إلى ذوق وذكاء الشيخ رحمه الله في تحقيقه لـ"أسرار البلاغة" في مواطن عديدة، منها:الموطن الأول: قال المؤلف (ص:73): " ...حتى ينبئ عن مساواة ما في إحدى الكفتين [ما في] الأخرى،"قال المحقق:" ما بين القوسين: زيادة يقتضيها السياق".الموطن الثاني: قال المؤلف (ص: 125): "ونحن بنوع من التسهُّل والتسامح".قال المحقق:" في المطبوعتين: ((التسهيل والتسامح))، والأجود ما أثبت".الموطن الثالث: قال المؤلف (ص:179):" وفتحت باب التفاضُل".قال المحقق: " في المطبوعتين: (باب التفاصيل) وفي المخطوطة كتب: (باب التفاضيل)، ووضع ضمة على الضاد المعجمة، والذي أثبته هو الصواب المحض.وغيرها من المواضع، التي أرى أن ذوق وذكاء المحقق رحمه الله كان مصيبا، ولكن الكمال لله وحده.فلستُ مقدسا للنسخ كما زعمت، وهذا يدل على أنك لم تقرأ تلك المواطن جيدا، أو أنك تغالط وتوهم، فنقدي موجه لذوق الشيخ رحمه الله أولا قبل أن أبين صحة ما في النسخ.وقد رأيتك غضضت الطرف عن انتقادي لتصحيح وتعديل المحقق (المبني على ذوقه وذكائه)، وأخذت تنتقد تصحيحي للمتن الذي أجمعت عليه الأصول المعتمدة،.؟وكأني بك نسيت النظر في المواطن الأولى فهي أولى بالنظر، لما حوته من عبارات قاسية نابية -بحسب تعبير بعضهم-، وهي السبب في التهاب أحشائك واحتراقها.؟أما قولك في آخر مشاركاتك:ماذا تقصد بقولك "الـنّسَخ"؟
كم عددها؟
هل اطّلعتَ عليها أو على صوَر منها؟
عرّفناها من فضلك!فهذه المشاركة على نهجك المعْوَج في الالتجاء للأسئلة التي تظنها تنصرك وهي ليست كذلك، وقد سبقك لمثل هذا السؤال أحد المشاركين في الموضوع، وقد بينت له أننا لو وقفنا على تلك النسخ المخطوطة لما أجدت المحقق شيئا، إذ أخطاؤه في تلك المواطن مرجعها إلى فهمه وذوقه لا إلى كون الأصول غير مصححة ومنقحة، فهو يأتي إلى متن مضبوط مقروء فيغيره لأنه استحسن غيره، وإن كنتَ ترى أن بالوقوف على تلك النسخ يتأيد ما ذهب إليه المحقق فبين ذلك؟؟؟ولا أدر لماذا لم تلزم نفسك بهاته الأسئلة وأنت تنتقد محقق "الإحاطة" للسان الدين ابن الخطيب (وكذا في غيرها) ؟؟، ولله في خلقه شؤون.كما أن الكتاب الذي أنتقد تحقيقه مُهدىً إلي (كما بينت في المشاركة الأولى) ، فإن لم أملك ثمنه فكيف أملك أصوله الخطية ؟؟؟واعلم أنني لا أخشى أن أخطئ في التعقب على العلامة محمود شاكر -رحمه الله-، لأنني قلتُ لأحدهم هنا:.و يعلم الله أن ما خالفتني فيه أحب إلي مما وافقتني فيه، إذ قصدي من هاته "النظرات" قراءة الكتاب كما كتبه مؤلفه، لا قصد لي سوى ذاك، و نسأله تعالى الإعانة
فلا تطل الترصد والترقب..،
فالحق لا يحتاج لمن يغالب ويعاند ويدلس و يتصيد العثرات ويتعصب للرجال، بل يحتاج لمنصف يتكلم بعلم فقط.وليت المشاركات الآتية تكون أقرب للعلم والأدب منها لأخلاق السوقة، حتى لا ألجأ لوسمها بما هي عليه وبما تستحقه، فيطول بنا الأمر، ونسأله سبحانه العدل والإنصاف والأدب في أمرنا كله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الحميدي:
ما للعاطفة التي تلوم عليها غيرك جرفتك، فزلّت بك مرّةً أخرى؟
كنت أتوقّع منك هذا التملّص من جوهر الموضوع، واللجوء إلى الأغاليط، والمزايدة بحسن الأدب، وما إلى ذلك...
لذا، أرجو منك شيئًا واحدًا، لا غير:
عدْ إلى المشاركة رقم: 79، واشرح لنا.
ومن هنا يبدأ النقاش الجادّ.
ملاحظة على الهامش: مسألة اعتماد الشيخ محمود شاكر على "الذكاء" و"الذوق" من أكبر المغالطات التي راجت وانطلت حتى على محبّيه، وأراك توكّأتَ عليها توكأ الأعرج على عصا من إسفنج. وسنعود إليها، بإذن الله؛ لكن بشرط: اشرحْ لنا.
ثم سؤال آخر:
لو يقدَّرَ لك أن تحقّق "أسرار البلاغة" وتتوفّر لك نسخه، ما هي المصادر المباشرة الرئيسة التي ستعتمد عليها؟
هذا السؤال -مثل غيره- ليس امتحانًا؛ بل له صلة وثيقة بمناقشة "نظراتك" كلّها.
والسلام.
السلام عليكم
أخي الحميدي الموقر الكريم
أرجو ألا تصفني بما "أفضت" فيه و"تدفقت" في تعليقك على تعليق أخ ما أساء إلى هذا الحد الذي سمحت لنفسك به!!
يا أخي لم هذا الحد من التعصب للرأي وتضخم الذات وانسداد الأفق في الحوار؟...أهدرت طاقة ووقتا وإمكانات أرى فيها ما قد يكون طيبا في أمر أسأت أنت تقديمه.. ولو فعلت متحسسا لكلامك مراعيا لقدر من تخطّئه-بعلم أو بغيره- دون إسراف في الأمر ، لأحسن الكل الالتفات إلى ما تفضلت به، ولأنصت إليك جمعنا بما يستحق الأمر من اعتناء..لكنك صيّحت وهللت وضججت وصخّبت على لا شيء اللهم إلا الوهم والصخب الذي لا يطرب ويصم عن الحقيقة تحت الغبار المحدق للّاشيء
أرجو-آخرا- أن تتفضل الإدارة بوضع حد لما قد يثير من التنابذ والتلاحي والتباغض بين الإخوة من الموضوعات؛ فتغلقه حين يخرج عن إطار الاحترام في الاختلاف إلى حد التدافع غير الموضوعي على حدود الذوات التي ترى في نقدها انتقاصا يلوث قداستها الطاهرة..
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ودمتم بفضل الله ونعمته
شيءٌ آخر، أخي الحميدي:
لم أصفك بالجهبذ استهزاءًا، بل تسليمًا لك بما وصفتَ به نفسك.
تأمَّل كلامك أخي:
_ فالمعنى على هذا المنوال صحيح مستقيم، و هذا فيه كفاية لأهل التحقيق.
_ و مما يجدر بكل محقق استحضاره -و هو مما فات محققنا هنا- أن إلصاق التهمة بقراءته و ضبطه و فهمه أولى من إلصاقها بنسخة المخطوط أو ناسخ المخطوط، و لا تلصق التهمة بالمخطوط أو ناسخها إلا عن يقين، و شرح هذا يطول ،و أراه بينا.
_ هذه هي القراءة الصحيحة و الفصيحة، التي ليس بعدها إلا مهامه تودي بسالكها إلى الإغارة و العبث بمتن الكتاب.
_ هذا الموطن يجب أن يدرج في "عجائب و غرائب المحققين
_ و لقد أمدني أحد الأصحاب ممن لهم تهمم بتراث الشيخ محمودشاكر -رحمه الله- بأوراق منسوخة من تحقيقه لـ"تفسير الطبري" ، لكي أخرج له بعض الآثار و أبين له صحتها من ضعفها، فألفيت تعليقا للشيخ محمود شاكر -رحمه الله- يدل على عدم فهمه لصنيع الإمام الطبري -رحمه الله- ،
_ و لقد خطرتْ لي خاطرة ، أرى نفسي تُنازعني إلى كتْبها، وهي:
أن هذا الكتاب طبع بتحقيق الشيخ محمود شاكر -رحمه الله- و عمري آنذاك لا يجاوز ثلاث سنوات، و لا شك أن هذا التحقيق وقف عليه مشابخ و أساتذة من أهل اللغة و البلاغة، فقد مرت على هذا التحقيق تسع عشرة سنة، و مع ذلك لم ينبر ناقد أو متعقب لهذا "التحقيق"،و لعل لمعان اسم المحقق في "سماء التحقيق" صرف الابصار عن انتقاده لدواع مظنونة، منها: أنه أدرك ما لم ندركه، أو الخوف من أن يُنتقد " الانتقاد و التعقب"..، و هذه ظنون لا ترق إلى علياء اليقين ،و هو أن المحقق أخطأ عندما تصرف في المتن المجمع عليه، فالأخذ بالظنون و ترك اليقين، داء يساور الكثير من أهل العلم و المنتسبين إليه، و لقد انتظر هذا "التحقيق" الحاوي للأخطاء البيِّنة هذه السنوات حتى يُمحَّص و يُنخل، و لله الأمر من قبل و من بعد.
هذا الكلام لا يجسر عليه إلا الجهابذة أو من فوق الجهابذة... ولا أراهم يقولون مثله، لأنّ العلم يفضي إلى التواضع ونكران الذات...
هل تتذكّر كلامك؟
هل تعي ما تقول؟
كان الله في عونك...
وشيء آخر أيضًا، لعلّه الأخير:
استفساري عن قولك:
"وإنّي أجهل كثيرًا ممّا علّمني الله (ولله الحمد)".
لم يكن من باب تصيّد الأخطاء، كما ذهب بك الظنّ؛ بل تنبيهًا إلى مسألة، لو التفتَّ إليها، لتأنّيتَ قبل المسارعة إلى الكشف عن "نظراتك".
والله ولِيّ التوفيق.
ما ظننتَه حجة يدفع عنك قصد الاستهزاء في نبزي بـ"الجهبذ" لا يفيدك، فكلامي المنقول هو: إخبار عن شيء كما هو عليه، أو حكم على شيء بما هو عليه، ولم أذكر شيئا عن شخصي ولا نفسي (إلا في الإخبار عن سني زمن طبع الكتاب)، وهذا رد مجمل على ما تجشمتَ سوقه وإيراده، ولكنك نسيت ما قلتُ لك عن نفسي باللفظ الصريح (ولا أدر لِمَ لم تنقله) في المشاركة رقم:(20):لم أصفك بالجهبذ استهزاءًا، بل تسليمًا لك بما وصفتَ به نفسك.
ولو وصمتني بـ"النكرة" أو ما شاكلها لصدقت، إذ أنني لا أتوهم نفسي "جهبذا"، فكيف أشك أو أظن أو أجزم ؟؟و لكنني لما كنتُ "نكرة" و أنتقد "العلم" بماهو حق
فإني لكلامي واعٍ وذاكر (ولله الحمد)،
هذا القصد لم تبنه بداية، لهذا جزمت بخلافه، والذي يدل عليه قولك:لم يكن من باب تصيّد الأخطاء، كما ذهب بك الظنّ؛ بل تنبيهًا إلى مسألة، لو التفتَّ إليها، لتأنّيتَ قبل المسارعة إلى الكشف عن "نظراتك".
وكذا ما أتى بعده.فقد تأمّلتها كثيرًا. وكلّما قرأتُها محاولا فهمَها، ازددتُ جهلا!
وجهلي بكثير من الأمور لا يمنعني دون ذكر ما أراه خطأ، ما دمت أدليتُ بما أراه حجة، وما دام هناك من يؤيد الحق لوضوح دليله، ويبين الخطأ بما يدعو المخطئ لللتسليم والإذعان، ولكنني ألفيتُ ما إضماره أروح لصدري من بثه، و لله الحمد من قبل ومن بعد.
أما مشاركة الأخ رضا العربي فإنني أشكر له حسن قصده، وفقني الله وإياه لما يرضاه.
ولي غدا عودة للنقاش الجاد الذي يصبو إليه الأخ الواحدي (على نحو الذي يريد هو)، ولعلي بعدها أوقف نزف اليراع في كتب هاته "النظرات"، فإني أرى الكثير من الإخوة صار صدره أضيق من جحر الضب بسبب تعقبي على ذاك العلامة والجهبذ -بحق وصدق-رحمه الله وجمعني به في فسيح جنانه.
أخي الحميدي:
لم يخطئ ظنّي في أنك لا تذكر ما كتبتَ، أو لا تعي فحواه.
تأمّلْ كلامك هذا...
تأمّل فقط:
وإذا أردت تمحيص ملاحظاتك، أجب عن الأسئلة.
وإنّني لمُصِرٌّ على هذه المسألة، لأنها مفتاح فهمك للتحقيق، ولكلام الجرجاني، ولكلام محمود شاكر.
فأرجو أن تجيب بلفظ صريح، وكلام بيّن الدلالة، لا لبس فيه؛ إن كنت فعلاً تريد الاهتداء إلى الحق وتصحيح نظراتك.
إن قبلتَ بهذا، وتبيَّن أنّك تُدرِك ما تقول، سايرتُك في المذاكرة، وعدتُ إلى ما وعدتُ به من مراجعة ملاحظاتك كلّها.
أمّا إن واصلتَ التنكّب، وكيل الشتائم، واتّهام النوايا، والنيل من الموافق والمخالف على السواء... فأرجو أن تتقبّل اعتذاري؟
والسلام.
أشكر الأخ الحميدي - بارك الله فيه - أن ذكَرني بخير.
وأقسم بالله العظيم، كنتُ أحاول بالأمس أن أكتب مشاركةً في هذا الموضوع أشُدُّ على يديْه، وألتمِس من الإخوة أن يُخفِّفوا من ردودهم، ولكن كتابة المشاركة في ظلّ هذه المعمعة اعتاصت عليَّ.
لا بأس، قد دعاني الأخ الحميدي أن أنضمَّ إلى فسطاطه، وأنا لهذه الدعوة ملبٍّ راضٍ.
لكني - أوَّلا - ليس لي في هذه المسالك ناقة ولا جمل؛ فقد كنتُ قرأتُ كتاب "دلائل الإعجاز" للجرجاني بتعليقات الشيخ رشيد رضا وأستاذيه محمد عبده والشنقيطي، فتعلقت بالكتاب، ولم أنشطْ لقراءة طبعة الشيخ محمود شاكر.
ولا نشطتُ لقراءة كتاب "أسرار البلاغة" إلا كما يقرؤُه عاميّ.
لكنَّ فضلَ الأستاذ محمود شاكر - رحمه الله - عليَّ (من خلال كتب أخرى كتفسير الطبري) وعلى أساتذتي بدار العلوم - ومنهم د. زكريا سعيد و د. محمد جمال صقر و د. عبد السلام حامد وغيرهم - فضلٌ مذكورٌ غير منكور لا منِّي ولا منهم.
= = =
ولا بأس بنقل بعضِ ما احتفظتُ به من مشاركة الأمس التي لم تُكتب:
الأخ الحميدي.
موضوعُك شائقٌ وفيه فوائد، وقد حظِي - ما شاء الله - بكثرة الردود، وبمتابعة ثُلَّة من الأفاضل.
وأرى أنَّ صاحب الموضوع في هذه الحالة ينبغي أن يعُدَّ نفسه مُضيفًا، وأن يُكرم الإخوانَ الذين قبِلوا دعوتَه للمشاركة في موضوعه، مؤيّدين - أو مقوِّمين - أو مناقشين - وحتَّى مُخالفين.
- - -
الأخ الحميدي
أعتذر - بالنيابة عنك - للأخ الفاضل (خزانة الأدب)، وإني أرى أنَّ مشاركته قبل الأخيرة كانت تستحق منَّا كل تقدير، وإني لأرجوه أن يقبل اعتذاري (أخيه الصغير)، وأن يعاود توجيهاته وإفاداته فقد كانت مناراتٍ في طريقِ هذا الموضوع.
- - -
أساتذتنا/ الواحدي، رضا العربي، عادل بن حزمان، أبو فهر السلفي، أبو القاسم، ،
أذكِّركم أنَّ قضيَّة الودّ والمقامات المحفوظة فوق أيِّ خلاف.
الموضوع أدبي شائق على كل حال.
بداية أعتذر للاخ الواحدي مما بدر مني تجهاه بناء على مشاركتيه المردود عليهما، ومادام أنه أبان عن قصده فإني أتراجع عما قلتُ في حقه، وأسأل الله تعالى العفو والغفران.
وأما أسئلتك "الامتحانية" والتي صارت هي "جوهر الموضوع" لا تعقباتي (وهذا من قلب حقائق الأشياء)، وعلَّلتَ ذلك بقولك :بينما ذاك التعقب المقيد مبني على فهمي لما ذكرتَ، إذ أنني بثثت فيه فهمي لتلك الأمور، بحيث يظهر ذاك "الفهم" للناظر فيه، فتعليلك واهٍ لا يدفع عن "أسئلتك" قصد "الامتحان" -لا فهمي..- واللجوء للسؤال الذي لا يلجأ إليه إلا من سبق وصفهم...لأنها مفتاح فهمك للتحقيق، ولكلام الجرجاني، ولكلام محمود شاكر.
وإنما أردت من هذا التعليق بيان بُعد مشاركات كثير من الإخوة عن النهج السوي في المناقشة العلمية، ونأيها عن السبيل المنطقي، وذلك بإلزام الخصم بما لا يلزم، و الهروب للأسئلة، والتعليلات الواهية، والاحتجاج بما ليس بحجة (أي المغالطة)، والاستهزاء وغيرها مما تنضح بها مشاركاتهم.
ولكن مادام أن الإجابة عن أسئلتك (والتي أضحت جوهر الموضوع)، ستفضي بك للنقاش الجاد، وتبقي عليك في هذا النزل، بل ستدفعك لنقد تلك المواطن الأول، فسأرغم نفسي على الإجابة عن "أسلئتك الامتحانية"، فأقول:
فعل: هَدَفَ يَهْدِفُ هَدْفاً، ويتعدى بـ"إلى"، ويأتي بمعنى:قصد وأسرع وكسل وضعف.
هذا ما في جعبتي وما وقفتُ عليه في بعض المصادر، وعندي تذييل على هاته الأجوبة، ولكن أذرها حتى نرى نقاشك الجاد (والنائي عن اللجوء للأسئلة)، و الله الموفق للرشد والصواب.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
اعتذارك مقبول، أخي.
لكنني أتمنى أن تعتذر -قبل ذلك- إلى الشيخ محمود شاكر، وتلاميذه، ومحبّيه، عن كل الألفاظ التي سطرتَها وتضمّنت التطاول على مقامه، واتهام أمانته، والانتقاص من قدره. وعندئذ يصفو الجوّ، وتعود المذاكرة إلى ما كان ينبغي أن تبدأ به؛ بعلمٍ، وعن العلم.
حبّذا لو تفضّلت بذكر مصدرك، ثم تنزيل ما ذكرتَ على الجملة موضعِ الإشكال.
وكان مقتضى التمحيص أن تتساءل عن سبب عدول الشيخ عن معنى يبدو مبذولا للمتأخرين، وتصريحِه بأنه "لا معنى له". فهل المعنى الذي أشرتَ إليه أخفى من أن ينتبه إليه أمثال الشيخ أو من هو دونه؟
والله الهادي إلى سواء السبيل.
رأي
رحم الله تعالى الشيخ شاكراً ، فقد أحيا الكتاب ، وكشف النقاب ، فإذا " الأسرار " تجهر ، والأخبار تنشر .
يقيناً .. ما كان لناظرك يا أخي الحميدي - نفع الله بك - أن يجول في مفاوز هذا الكتاب لولا ما كان من قراءة شاكر له على الوصف الذي أخرجه به ، وما كان لك أن تلم بالفروق بين نسخ الكتاب لو لم تجد ذلك في حواشي شاكر على الرسم الذي دبجه ، وما كان للمقارنات أن تنعقد ولأطرافها أن تنكشف لو لم تنجمع بصنعة شاكر وإضافات شاكر .. وما هذا الذي نقرؤه الآن إلا حاشية على حواشيه وزهرة في روض مغانيه .
لو كان الإمام محمود محمد شاكر غيّر ما غيّره من المتن - كما ادعيت - ولم يخبر عنه لكان ما قلتَه فيه صادقاً ، ولكان اقترف جرماً يتبرأ منه أصغر المحققين ، ولكنت فتى " الأسرار " العاصم لها بإذن الله من الآفات والأغيار !.
ولكن الشيخ في ذروة تفهمه للنص غيّر ما رآه في المتن وأشار إلى الرواية المأثورة في الحاشية ، إما في حال الإجماع وإما في حال الانفراد ، وذكر أن هذا هو منهجه ، في كل قراءاته للكتب التي أخرجها . فسقط مأخذ الأمانة التي ذكرت أنه نأى عنها .
وأسلوب الجرجاني أسلوب بليغ ذو أوجه ، وليس بعض أوجهه بأولى من بعض ، ولا زال الخلف بين قراء بليغ الكلام وشريف اللفظ ودقيق المعنى ، لا يشبعون من تتبع الشوارد وتخير المحامل والاختصام في أرجحها . فسقط مأخذ فساد ذوق الإمام . ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ...
استفدت من قراءتك ، ونقد الإخوة ، ونتتبع المزيد ..
احترامي لك وللجميع .
إني أعتذر للشيخ -رحمه الله- ولتلامذته، ومحبيه، مما قلتُه في حق تحقيقه (أو قراءته) بغير بحق، وكذا أعتذر من بعض ألفاظي الحادَّة، ونسأله تعالى العصمة من الخلل والزلل.لكنني أتمنى أن تعتذر -قبل ذلك- إلى الشيخ محمود شاكر، وتلاميذه، ومحبّيه، عن كل الألفاظ التي سطرتَها وتضمّنت التطاول على مقامه، واتهام أمانته، والانتقاص من قدره. وعندئذ يصفو الجوّ، وتعود المذاكرة إلى ما كان ينبغي أن تبدأ به؛ بعلمٍ، وعن العلم.
منها "العباب الزاخر" للصغاني، و"لسان العرب" لابن منظور، و"المحيط في اللغة" للصاحب بن عباد، وكذا من كتاب "معجم الأفعال المتعدية بحرف" للملياني (وهو معاصر)، كما أنني وقفتُ عند إبحاري في بحر "قوقل" على بحث مفيد لأحدهم، على هذا الرابط:حبّذا لو تفضّلت بذكر مصدرك، ثم تنزيل ما ذكرتَ على الجملة موضعِ الإشكال.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...DD-%E1%DC-quot
وما يعنيني من هاته المصادر، قول الصاحب بن عباد في "المحيط":(و هدفوا إلى موضع كذا: رحلوا إليه.)، بينما نقله صاحب" العباب الزاخر"، فقال: (وقال ابن عباد: هدفوا إلى موضع كذا: دخلوا إليه.)
فلو قلنا: هدفوا لموضع كذا، هل يؤدي هذا معنى قولنا: هدفوا إلى موضع كذا؟؟
فليس هناك فرق بين قولكَ: "هدفَ إلى الشيء"، و"هدفَ للشيء"، فاللام تأتي بمعنى "إلى" وتنوب عنها، وهو كثير في القرآن كما نصّ عليه المرادي في "الجنى الداني في حروف المعاني"، والله تعالى أعلم.
ذاك المعنى المشار إليه ليس خافيا، ولكن هذا ليس فيه حُجُّة على عدم خفائه على الشيخ، فالأكابر قد تخفى عليهم صغار المسائل (وهذا موجود)، والمؤلف قد حمَّل ألفاظا معانٍ لم يسبق إليها(أو لِنَقُلْ لم تُعرف إلا من قِبَله)، كقوله في (ص:256) :"..فكافحتَ هكذا تجعله ليلا لسخط،.."فهل المعنى الذي أشرتَ إليه أخفى من أن ينتبه إليه أمثال الشيخ أو من هو دونه؟
فعلق الشيخ رحمه الله قائلا: "..، قوله : ((فكافحت)) كأنه يعني تعملت وتكلفت. وفي مطبوعة رشيد رضا: ((فطفقتا)) وهي أيضا تحتاج إلى تأويل كالذي سلف."
وعبَّر عن معنى بغير لفظه المشهور (ولم تنص عليه كتب اللغة)،كقوله في (ص:184): "..، على اضطراب مفرط وغيثَرةَ،"
فقال الشيخ رحمه الله :"في المخطوطة ومطبوعة رشيد رضا ((وغثارة))، وكتبها ريتر ((وغيثرة))، وأصاب، قال الأصمعي (( تركت القوم في غيثرة وغيثمة))، أي في قتال واضطراب،...، ولا أستبعد أن يكون عبد القاهر قد كتب ((غثارة))، وهو يعني الاضطراب، وإن لم تكن كتب اللغة قد نصت عليه".
فلعل قول المؤلف: "ويهدف لما لا يخفى"، من قبيل ما سبق، ولا نغفل أن الشيخ رشيد رضا والشيخ محمد عبده وإمام اللغة في زمانه محمود محمد الشنقيطي (وكذا ريتر) لم يستشكلوا هذا التعبير من المؤلف، لكي يقولوا أن "لا معنى له".
قلت: وقد يُضبط نصُّ كلام المؤلف على هذا النحو: "يَهْدُفُ لما لا يخفى"، بمعنى "يلجأ لما لا يخفى" (وهو من معاني فعل "أهدف")، وهذا جيد ومستقيم، والله تعالى أعلم.
الإخوة الأكارم الفضلاء
تنبيه وتنويه : نود أن نلفت انتباه الإخوة المشاركين في هذا الموضوع أنه بسبب كثرة المشاحنات وبعض الردود غير اللائقة المتضمنة للشتم ونحوه تعريضا أو تصريحا ورمي المخالف بأوصاف لا تليق سيتم حذف المشاركة كاملة إذا تضمت ذلك.
ونرجو التزام الهدوء في النقاش وعدم الاحتداد فما وضع الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه
وأرجو ألا نضطر فيما بعد إلى إغلاق الموضوع
بارك الله فيكم وسددكم
...
وريثما أعود، وعلى التسليم بصحة ما دافعتَ عنه، بعيدًا عن قراءة الشيخ الشاكر، أرجو أن تتأمّل العبارة كما رجّحتها أنت:
"ومن قدح في المجاز، وهمَّ أن يصِفه بغير الصدق، فقد خبط خَبْطا عظيما، ويهدف لما لا يخفى".
ألا ترى فيها خللاً؟
هل من دأب الشيخ عبد القاهر الانتقال على هذا النحو المربِك من صيغة الماضي إلى المضارع؟
هل لهذا التركيب شواهد في كتبه؟
وهل مِن تناسُب معنويّ بين الجملتين؟
شكر الله لك أخي الفاضل عصام عبد الله، هذا الرأي الحصيف..،رأي
رحم الله تعالى الشيخ شاكراً ، فقد أحيا الكتاب ، وكشف النقاب ، فإذا " الأسرار " تجهر ، والأخبار تنشر .
يقيناً .. ما كان لناظرك يا أخي الحميدي - نفع الله بك - أن يجول في مفاوز هذا الكتاب لولا ما كان من قراءة شاكر له على الوصف الذي أخرجه به ، وما كان لك أن تلم بالفروق بين نسخ الكتاب لو لم تجد ذلك في حواشي شاكر على الرسم الذي دبجه ، وما كان للمقارنات أن تنعقد ولأطرافها أن تنكشف لو لم تنجمع بصنعة شاكر وإضافات شاكر .. وما هذا الذي نقرؤه الآن إلا حاشية على حواشيه وزهرة في روض مغانيه .
لو كان الإمام محمود محمد شاكر غيّر ما غيّره من المتن - كما ادعيت - ولم يخبر عنه لكان ما قلتَه فيه صادقاً ، ولكان اقترف جرماً يتبرأ منه أصغر المحققين ، ولكنت فتى " الأسرار " العاصم لها بإذن الله من الآفات والأغيار !.
ولكن الشيخ في ذروة تفهمه للنص غيّر ما رآه في المتن وأشار إلى الرواية المأثورة في الحاشية ، إما في حال الإجماع وإما في حال الانفراد ، وذكر أن هذا هو منهجه ، في كل قراءاته للكتب التي أخرجها . فسقط مأخذ الأمانة التي ذكرت أنه نأى عنها .
وأسلوب الجرجاني أسلوب بليغ ذو أوجه ، وليس بعض أوجهه بأولى من بعض ، ولا زال الخلف بين قراء بليغ الكلام وشريف اللفظ ودقيق المعنى ، لا يشبعون من تتبع الشوارد وتخير المحامل والاختصام في أرجحها . فسقط مأخذ فساد ذوق الإمام . ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ...
استفدت من قراءتك ، ونقد الإخوة ، ونتتبع المزيد ..
احترامي لك وللجميع .
اعتذراك له إلى القلب منافذ أخي الفاضل..،وإنّي لأعتذر إليك أيضًا عن كل لفظ سطرتُه وأشعَرَك بالسوء.
وشكر الله للمشرف ما نبه عليه، ونلتزم به إن شاء الله..،