قال المؤلف رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمـٰن الرحيم
الحَمْدُ للهِ المحمُودِ بِكُلِّ لِسانٍ، المعبودِ في كُلِّ زَمانٍ، الَّذِي لا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكانٌ، ولا يشغَلُه شانٌ عن شان جلَّ عَنِ الأشباهِ والأنْداد
البسملة: ابتدأ بها المؤلف رحمه الله تعالى اقتداءً بكتاب الله العظيم وإتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
ومعنى بسم الله الرحمن الرحيم :أي أفعل الشيء مستعيناً ومتبركاً بكل اسم من اسماء الله تعالى الموصوف بالرحمة الواسعة.
ومعنى ( الله ) : المألوه أي المعبود حباً وتعظيماً وتألهاً وشوقاً.
ومعنى ( الرحمن ) : ذو الرحمة الواسعة وهي رحمة عامة لجميع المخلوقات , والرحمن أسماً لله تعالى فقط ولا يجوز التسمي به من مخلوقاته.
ومعنى ( الرحيم ) : الموصل رحمته من شاء من خلقه , ويسمى بها الله سبحانه تعالى ويسمى بها غيره من البشر.
[ فالفرق بين الرحمن والرحيم ]
أن الأول باعتبار كون الرحمة وصفاً له سبحانه والثاني باعتبارها فعلاً له سبحانهيوصلها من شاء من خلقه .
والبسملة بتدأ الله بها في كتابه و ابتدأ بها سليمان عليه السلام , وهي أية مستقلة وليست من الفاتحة ولا غيرها من السور إلا في سورة النمل فهي بعض آية
ثم قال : الحمد لله المحمود بكل لسان
معناه -1 الثناء على الله بالحمد والحمد ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع المحبة له والتعظيم .
-2 أن الله محمود بكل لسان ومعبود بكل مكان [ أي في السماء والأرض] أي مستحق وجائز أن يُحمد بكل لغة ويُعبد بكل بقعة .
ثم قال : لا يخلو من علمهِ مكان ٌ
معناه : سعة علم الله بكونه لا يخلو من علمه مكان وكمال قدرته وإحاطته حيث لا يلهيه أمر عن أمر , يعلم ما كان وما يكون وما سيكون و أين يكون وكيف يكون.