النغم والايقاع
بقلم فالح الحجية الكيلاني

النغم هونوع من الاصوات اوهو الصوت ذاته والايقاع هو توزيع الصوت ومداه بمقتضى حركات معينة
والموسيقى نوع من انواع الايقاع والنغم وجد منذوجد البشر على الارض فهو ملازم للانسان منذ القدم وقد تمثل في القديم في دندنة الانسان القديم مع نفسه في فرحه وحزنه حين تغلب عليه عاطفته فيصفق بيديه فرحا او سرورا او يبكي نشيجا يعبر عما في مكامن النفس
مر الايقاع او النغم بمراحل زمنية عريقة على مر الدهور والازمنة وانتقل هذا الفن بين الشعوب بمراحل ملازمة لمراحل تطور الانسان نفسه وحاجته اليه حتى اصبح فنا واسعا وانغاما لها خاصيتها في كل شعب وفي كل عرق انساني
فالشعب الاثيني اختلفت يقاعاته عن الشعب الفارسي والرماني عن العربي وهكذا والشعب العربي في المدن مثلا اختلفت انغامه عن الساكنين في البادية والصحراء فالاختلاف حاصل بين هذا وذاك وحتى في المفصل الواحد
فالنغم او الايقاع العربي عرف بحركات الشعر العربي او في الغناء العربي اللذين هما جزء من كل وتطور بمرور الزمن حسب متطلبات كل مرحلة وعصر وغير حسب المكان ايضا بين ابنا ء الصحراء والبادية والحضر والمدينة وكان حصيلة هذا التطور هذه البحور الشعرية المستنبطة من النغم العربي الحاذق التي اتخذت كما قيل من حركات سير الابل مثلا ولو ر جعنا تاريخيا لوجدنا العناية بالنغم العربي وجدت في او قبيل العصر الاموى مكتوبة مثل كتاب الاغاني لاابي الفرج وتطورت في العصر العباسي هذه الانغام لتصبح فنا مستقلا واسعا علي ايدي فطاحل العلماء والفلاسفة العرب ومؤلفات الفارابي والخليل ابن احمد و اسحاق الموصلي ةوالكندي
والبحور الشعرية التي وجدت انغامها منذ الجاهلية سماعا ضرب من ضروب الايقاع او اللحن كانت غير معروفة كفن وقد اظهرها الخليل ووزعها ايقاعا في ستة عشر بحرا او لونا موسيقيا سميت بحور الشعر لازالت قائمة لحد الان ولم يخرج عنها شعراء العربية الاقليلا وفي الشعر المعاصر حيث نظم الشعراءالشباب المعاصرون الشعرالحر وقصيدة النثر
فالبحور الشعرية تمثل اساس الايقاع العربي وقمة الانغام وقد تفرع منها الموشح والدوبيت وغيره تبعا لظروف العصر وحاجة الانسان الى نوع جديد من الغناء او النغـــــــــــ ـم وجميع هذه الانغام لاتخرج عن اصولها فهي بالاصل حركات صوتية معينة صدرت في زمن معين فمثلا بحور الشعر جاءت ولكل بحر حركات خاصة به فالبحر الطويل تكون مثلا على وزن فعولن \ مفاعلين \ فعولن \ مفاعل ونرمز اليه في التقطيع الشعري اوالنغمياوالايق اعي = ن - - \ ن- - - \ ن - - \ ن – ن - \والبحر الكامل اختلفت ايقاعاته عن الطويل وجاءت مثلاعلى وزن متفاعلن \ متفاعلن \ متفاعلن او نرمزله ن ن - ن - \ ن ن– ن \ ن ن – ن - \والهزج او بحر الحداء كما يسمونه جاء على وزن مفاعيلن \ مفاعيلن \ مفاعيلن \ ويرمزاليه ن - - - \ن - - - \ن - - - وهكذا بقية بحور الشعر وقد دخلت عليها بمرور الوقت والحاجةالى التنغم الجديد الخبن والحذف والشطر و- - -و---
اما الايقاع الموسيقي او النغم الموسيقي ربما يخرج عن فن الايقاع الشعري الا انهما متلا زمان مترابطان ولد احدهما في رحم الاخر وترعرع معه وفي كنفه فللايقاع الموسيقي العربي ودساتين هذا الايقاع هي السبابة والوسطى والبنصر والخنصر على التوالي اساسا لنغم الموسيقى وقد جعل اسحاق الموصلي الانغام تسعا وضوعفت بمرور الوقت فاصبحت ثماني عشرة نغمة وقد بنى العرب الحانهم على ايقاعات معينة اذكر منها على سبيل المثال مايلي :-
1 - الثقيل الاول متكون من ثلاث نقرات متالية ثم نقرة ساكنه ثم يكرر اوتعاد لتشكل نغما موسيقيا خاصاويرمز لها \ ن ن ن --
2- الثقيل الثاني متكون من ثلاث نقرات متوالية واخرى ساكنة تتبعها اخرى متحركةويرمز لها \ ن ن ن - ن
3– خفيف الثقيل متكون من ثلاث نقرات متتالية لايمكن ان يكون بين واحدة زمن نقرة وبين كل ثلاث نقرات نقرتان زمن نقرة ويرمزلها
ن ن ن – ن ن \
4 - الرمل متكون من نقرة منفردة ونقرتين متتاليتين بحيث لايمكن بينهما زمن نقرة وبين رفعه ووضعه زمن نقرة ويرمزلها \ ن \ن ن ن \
5 - خفيف الرمل متكونة من نقرات ثلاث متحركات يرمزلها \ن ن ن 6-حفيف الخفيف متكون من نقرتين متتاليتين لايمكن بينهما نقرةزمن ثم يكرركل نقرتين زمن يرمز \ ن ن .
من هذا السلم يتبين ان الالحان الموسيقية والاوزان الشعرية مترادفة مترابطة متكاملة نابعة احدهما من الاخر فالغناء العربي واللحن الموسيقي احدهما يتمم الاخر ويكون جزء منه وقد تطورت بالانقسام و الانشطار او التداخل بين الخفة والثقل تبعا لحاجة العصر وتطور الاذن السمعية ونزعتها لسماع نغمة جديدة اتية من حالة الابتكار او التوليد متفاعلة مع التقدم الحضاري وحالة الشعوب على اختلاف مواقعها ومواطنها عامة
ا ان قراء المقام العراقي وقراء المصحف الشريف وقراء المواليد والأذكار لا تخرج إعمالهم عن كونها أنغاما وإيقاعات موسيقية نغمية وصوتية اختلفت بين قارئ واخر حسب نوع الايقاع واللحن المتبع لهذا اوذاك وتلونت بنفس ألوان الموسيقى والنغم الصوتي للقارئ نفسه متاثرة بالزمان والمكان والنفس الخالص لذا اختلفت الاصوات والنغمات بينهم وتلونت الاطوار و تباينت وكذلك في المواليد وما شابهها من نقر على الدفوف والطبلات من الالات الموسيقية وغيرها وحتى في الاجهزة الالكتروتية الحديثة هي ذاتها فالضارب على هذه كالضارب على تلك كل حسب نغمته وايقاعه وان تباينت الاحوال واختلفت وقد تصل الى ذات الشخص نفسه فعلى سبيل المثال لو اخذنا موسيقى اغنية معينة لمطرب عربي ولتكن ام كلثوم في اغنيتها ( ياظالمني ) واغنية اخرى لها ولتكن ( امل حياتي ) نلاحظ النغم الموسيقي لتلك مطبوع بطابع الحزن والثقل ونلاحظ خفة النغم وايقاعاته الراقصة في امل حياتي ويلاحظ ذلك حتى الانسا ن الجاهل ويفرق بين ا للحنين وتزداد هذه الملاحظة مع ثقافة السامع واختلاف الاذن الموسيقية له ومدى تعلمه وتظهر جلية لدى الشاعر او الفنان حتى تصل الى ارقى درجة (وقصيدة امل حياتي جاءت على نغمات عروضية راقصة وتعابير ادبية راقية تختلف عن قصيدة ياظالمني الشعبية او قل هكذا ) اما لدى الموسيقي او العازف فتصل الى درجة الاكتمال في البناء وربما تصل الى حالة الارتقاء بها عند ذلك يحصل الابداع والتطور وهكذا تتطور الحياة في كل مساراتها ....
فالح الحجية الكيلاني