الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وأزواجه أمهات المؤمنين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:بسم الله الرحمن الرحيمبيان للمسلمينموقف علماء فلسطين من تكفير وسب ولعن السيدة عائشة وكبار الصحابة رضي الله عنهم
فقد قال الله تعالى في حق السيدة الطاهرة عائشة وغيرها من أزواج النبي صلى الله عيه وسلم ورضي الله عن جميع زوجاته وأصحابه:(النَّبِ يُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) وقال:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}الأح اب33 وقال تعالى:{وَالسَّاب ِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة التوبة:100. ولقد ورد في فضائل أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم نصوص كثيرة جدًا من الأحاديث النبوية والآثار التي وردت عن الصحابة والتابعين، منها ما رواه عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»، فقال: من الرجال؟ فقال: «أبوها». فقال: ثم من؟ قال: «عمر» فَعَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً، فَسَكَتُّ مخافة أن يجعلني في آخرهم. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسيا امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». [متفق عليه] وعن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه قال وهو على منبر الكوفة: «والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة».[أخرجه الحاكم وقال صحيح ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي]
إنَّ علماء فلسطين ينظرون بغضب بالغ شديد لما أقدمت عليه جماعة رافضية حاقدة بزعامة الزنديق خاسر الخبيث المسمى ياسر الحبيب،من إقامة احتفال في بريطانيا يوم الجمعة 17 رمضان1431 الموافق27 أغسطس 2010م بإقامة احتفالية ضخمة في مدينة لندن تحت رعاية (هيئة خدام المهدي) وبحضور علماء ومثقفين شيعة، تحت شعار (فرحة الحسن - عائشة في النار-) احتفالا وفرحا بمناسبة موت الطاهرة الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي أنزل الله تعالى في حق طهارتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، حيث أقدموا –أخزاهم الله- إلى لعنها ووصفها بأبشع الصفات.. وكان احتفالهم كله سبا وشتما ولعنا وتكفيرا للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وشتم ولعن أمهات المؤمنين وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما. وقد جاء احتفالهم المشئوم في الوقت الذي مازال فيه يقوم العدو الصهيوني بقتل أبناء الشعب الفلسطيني وهدم بيوته وتشريده الأهل وطردهم من القدس الشريف، وما يقوم به من هذا العدو من تدنيس وتهويد للقدس، واستمرار حفرياته تحت المسجد الأقصى وفي محيطه بهدف هدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، والاستيلاء على حائط البراق، وهدم المساجد وإغلاقها وتحويل بعضها إلى أماكن للرقص وحانات لشرب الخمور، وحرف المصحف وتمزيقه ورميه في القاذورات، وانتهاك حرمه المقابر الإسلامية. دون أن نسمع من هذه الشرذمة الرافضية التي تحتفل بلعن وشتم الصحابة أي موقف مما يرتكبه الصهاينة من جرائم بشعة بحق الإسلام والمسلمين في فلسطين المحتلة.
ويذكِّر علماء فلسطين هنا بأنَّ أهل السنة والجماعة يعتقدون بأنَّ عائشة رضي الله عنها هي أمُّنا وأمُّ جميع المؤمنين، وحبيبة رسول رب العالمين، الصِّدِّيقةُ بنت الخليفة أبي بكر الصِّدِّيق, وهي من أكثر نساء المسلمين فقهاً وعلماً. وأن أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكل نص نهى عن سب الأصحاب فعائشة رضي الله عنهم وعنها داخلة فيه فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نصيفه“. رواه البخاري. وإن علماء الإسلام أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة مما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله تعالى من براءتها وطهارتها في سورة النور. وقالوا إنَّه يجب قتله، لأنَّ لعن وسب واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيه:-
أولا: فيه تكذيبٌّ للقرآن الكريم الذي شهد ببراءتها وعفتها، ولعن من اتهمها في عرضها، ومن المعلوم ضرورة أنَّ تكذيبَ ما جاء به القرآن الكريم كفرٌ وردة. قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة النور:23، قال ابن عباس رضي الله عنه المراد بالآية عائشة رضي الله عنها، ومن اتهمها بعد نزول براءتها فليس له توبة.
وثانيا : إنَّ فيه إيذاءاً وتنقيصاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عدة وجوه دلَّ عليها القرآن الكريم. وقد قال ابن عباس رضي الله عنه إنَّ من قذف عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما في قذفهن من الطعن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه، فمن قذف المرأة فقد آذى زوجها.
إنَّ علماء فلسطين يطالبون بما يلي:
1- الأمة المسلمة في أنحاء المعمورة الوقوف لنصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بكل الإمكانيات العلمية والإعلامية، والوقوف بقوة ضد هذه الشرذمة الزنديقة التي نالت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمطالبة بإقامة دعوى قضائية ضد هذه الجماعة من غلاة الرافضة وزعيمها خاسر الخبيث والمطالبة بتقديمهم للمحاكمة جراء هذه الجريمة المنكرة التي تكاد السموات والأرض يتفطرن من هذا التطاول على سادات المسلمين وأشرافهم.
2- يطالبون الحكومة الكويتية بالتحرك القوي لتعقب ياسر الحبيب ومحاكمته لكونه من رعاياها الفارين والمطلوبين للعدالة وعدم قبول سكوتها حيال هذا الأمر الخطير.
3- يطالبون المؤسسات الإسلامية الدينية وعلى رأسها: الأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ومجمع الفقه الإسلامي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء أهل السنة، ورابطة العالم الإسلامي ببيان الحكم الشرعي في هذه الاحتفالية الرافضية الحاقدة ومن قام بتنظيمها.
4- يطالبون الهيئات والجمعيات الإسلامية بأوربا بملاحقة هؤلاء المعتدين الآثمين قانونيا أمام المحاكم الأوربية، وفضحهم وكشف مخططاتهم الإجرامية بكافة الوسائل الإعلامية.
5- يطالبون المؤسسات الإسلامية الرسمية والشعبية الدينية والعلمية، ووسائل الإعلام في العالم الإسلامي وخاصة القنوات الفضائية بالقيام بواجبهم في الذب والدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بكافة الوسائل والأساليب المناسبة.
6- يطالبون الهيئات العلمية الدينية في العالم الإسلامي بإصدار بيان مشترك حول موقفهم من تكفير وسب الصحابة وأمهات المؤمنين.
7- يطالبون علماء المسلمين ودعاتهم بتنفيذ البرامج والندوات والمؤتمرات العلمية للتعرِيف بفضل ومنزلة الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعا، ودورهم الرائد في نصرة الإسلام وذلك بعدة لغات.
والحمد لله رب العالمين..والصلا ة والسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين وصحبه أجمعين.
علماء فلسطينقطاع غزة – فلسطينالأحد 19/10/1431هـ الموافق 26/9/2010م