وهو أنه لا دليل على أنَّ ابن تيمية له اصطلاحٌ خاص في تحديد القرن ، إنَّما هذا زعمُ الغلاة ، مُقدِّسةُ الإمام ، وهو زعمٌ بعيد غير عقلاني .
القرون الثلاثة ليست المئات الثلاث ،وإنما القرون الثلاثة في لسان أهل العلم والعربية هي كما قال ابن بطال : ((القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابعيهم )).
وقال شيخ الإسلام نفسه : ((فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِجُمْهُورِ أَهْلِ الْقَرْنِ وَهُمْ وَسَطُهُ وَجُمْهُورُ الصَّحَابَةِ انْقَرَضُوا بِانْقِرَاضِ خِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ إلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ وَجُمْهُورُ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ . انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ فِي إمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ ، وَجُمْهُورُ تَابِعِي التَّابِعِينَ انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ)) .
وقال الشيخ : ((وَإِنَّمَا حَدَثَ هَذَا بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ . قَرْنِ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ )).
وقال الشيخ : ((فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفْ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ لَا عِنْدَ قَبْرِهِ وَلَا قَبْرِ غَيْرِهِ لَا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ وَلَا تَابِعِيهِمْ .))
فهذه هي القرون الثلاثة عند ابن تيمية وأهل العلم،أما الفهم العامي فهو المئات الثلاثة وهو الذي أتيت به متعالماً تسرد علماء المئات الثلاث وتقول تكلم شيخ الإسلام بغير علم يا أخي اتلهي !
وبعد انقضاء هذه القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباعهم زادت البدع خاصة بدع اليونان كالمجاز،ولذا أناط بانقضائها الشيخ وغيره كثيراً من البدع،ولذا قال غير ابن تيمية : ((وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان )).
وهذا الزمان زمان أتباع التابعين ينتهي جمهور طبقته في حدود سنة 170 هجرية؛فكلام الشيخ كله على هذا الأصل تام منضبط..
ثم تأتي فتتكلم عن الحساب وعن كلام ابن تيمية بغير علم ، ويزعم أن الشيخ مفهوم القرون عنده هو مئات ثلاث..