14 ـ "علم .. شدة .. وفقر .. !!"
ـ قال الذهبي في العبر في أخبار من غبر :
"و في حوادث سنة تسع وخمسين ومائة :
…وفيها توفي الإمام أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب : هشام بن شعبة القرشي العامري المدني الفقيه ، ومولده سنة ثمانين ، روى عن عكرمة ونافع وخلقٍ .
…قال أحمد بن حنبل: "كان يشبَّه بسعيد بن المسيب ، وما خلَّف مثله ، كان أفضل من مالك ، إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال" .… وقال الواقدي: "كان ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، فلو قيل : إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الاجتهاد!! ، وأخبرني أخوه أنه كان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً ، ثم سردَه ، وكان شديد الحال ، يتعشى بالخبز والزيت ، وكان من رجال العالم صرامة وقولاً بالحق ، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب ".
…وقال أحمد : "دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر - يعني المنصور - فلم يؤهّله أن قال: الظلم ببابك فاشٍ !! ، وأبو جعفر أبو جعفر !! (أي مشهور في شدته وبطشه)" انتهى .
قلت : رحم الله أئمة الأمة , فقدد جمعوا بين العلم الغزير , والعمل الصالح الدؤوب , والشدة في الصدع بالحق الذي هو من آثار مراقبة الله عزَّوجلَّ ..
رحمهم الله أجمعين .. رحمهم الله أجمعين ..