بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام:
طال بحثي عن سند صحيح لدعاء العباس رضي الله عنه الذي دعا به يوم قدمه عمر رضي الله عنه للاستسقاء .
فعسى أن تفيدوني بسند له صحيح؟؟
وجزيتم خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام:
طال بحثي عن سند صحيح لدعاء العباس رضي الله عنه الذي دعا به يوم قدمه عمر رضي الله عنه للاستسقاء .
فعسى أن تفيدوني بسند له صحيح؟؟
وجزيتم خيرا.
للرفع
سبحان الله وبحمده..
ليت أحد الاخوة يجد لنا سندا صحيحا لهذا الدعاء؟؟
المعذرة أخي.. فلآن انتبهت للموضوع.
لكن قبل كل شيء هل أنت متأكد من أن الداعي هو العباس وليس عمراً رضي الله عن الجميع؟!!
ثم هل أنت متأكد أنه هو المقدم للصلاة وليس عمراً أيضا؟!!
أخي الفاضل وفقه الله..
لا أعلم خبراً من أخبار هذه البابة ثبت فيه أن العباس رضي الله عنه هو نفسه الذي قام بالدعاء وقام بالصلاة أيضاً.. وهذا الذي جعلني أطلب منك الـتأكد في مشاركتي السابقة.
فإن وقفت أنت على شيء فاذكره هنا غير مأمور حتى نرى في أمره إن شاء الله.
فكل ما وقفت عليه من أخبار القصة يؤكد أن الذي قام بالدعاء وبالصلاة أيضا هو عمر بن الخطاب رضي لله عنه لا غيره.
أنتظرك غفر الله لي ولك وللمسلمين آمين.
أخي الكريم جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحب تعالى ويرضى.
اطلعت على قول الحافظ في فتح الباري (2 / 497):
"وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: "اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث. فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس " ".
ثم لم أعثر على كتاب الأنساب للزبير بن بكار فأطلع على سند هذا الأثر.
فلعلكم أخي الكريم تطلعون على ما لم أطلع عليه من رجاله ومن حالهم.
وتقبلوا وافر تقديري لمجهودكم.
أحسن الله إليك أخي الكريم.. والله توقعت ذلك.. فليس للعباس رضي الله عنه في الدعاء العلني بالقوم والصلاة بهم مدخل في القصة أبدا.. إنما هو حضورٌ ومشاركةٌ ودعاء نفس.
هذه القصة من هذا الوجه الذي ذكرته رحمك الله أتت بسندٍ تالفٍ واهٍ لا يصح ولا كرامة.
فهي لا تعرف إلا من طريق أبي صالح باذام مولى أم هانئ..ضعيفٌ مجمع على ضعفه يرسل كثيراً، ولم يسمع من عمر رضي الله عنه.
وهي تروى عنه من طريقين:
* الطريق الأول: طريق محمد بن السائب الكلبي.. كذابٌ متروك.
- أوردها ابن عساكر من طريق الزبير بن عبد الله، عن يحيى بن محمد، عن نعيم بن أيوب؛ عنه = في (تاريخ دمشق 64/344)؛ قال:
(أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى ابْنَا الْحَسَنِ؛ قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّ الأَرْضَ أَجْدَبَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى الْتَقَتِ الرِّعَاءُ وَأَلْقَتِ الْعَصَا، وَعُطِّلَتِ النَّعَمُ، وَكُسِرَ الْعَظْمُ، فَقَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ أَشْبَاهُ هَذَا اسْتَسْقَوْا بِعُصْبَةِ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا عَمُّ النَّبِيِّ صلى لله عليه وسلم وَصِنْوُ أَبِيهِ، وَسَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ، فَشَكَا إِلَيْهِ عُمَرُ مَا فِيهِ النَّاسُ، فَصَعِدَ عُمَرُ الْمِنْبَرَ، وَصَعِدَ مَعَهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّا تَوَجَّهْنَا إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ، وَصِنْوِ أَبِيهِ، فَاسْقِنَا الْغَيْثَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: قُلْ يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: اللَّهُمَّ إِنِّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلاءٌ إِلا بِذَنْبٍ، وَلَمْ يُكْشَفْ إِلا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَ بِي الْقَوْمُ إِلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّكَ، وَهَذِهِ أَيْدِينَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ، وَنَوَاصِينَا بِالتَّوْبَةِ، فَاسْقِنَا الْغَيْثَ. فَأَرْخَتِ السَّمَاءُ شَآبِيبَ مِثْلَ الْجِبَالِ بِدِيمَةٍ مُطْبَقَةٍ حَتَّى أَسْقَوْا الْحُفَرَ بِالآكَامِ، وَأْخَصَبَتِ الأَرْضُ، وَعَاشَ النَّاسُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذِهِ الْوَسِيلَةُ إِلَى اللَّهِ وَالْمَكَانُ مِنْهُ).
- وأودرها ابن عساكر أيضاً من رواية محمد بن موسى البصري، عن محمد بن الحارث، عن المدائني؛ عنه = في (تاريخ دمشق 64/338)؛ قال:
(أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو الْحَسَنِ رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا اسْتَسْقَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دُعَائِهِ قَالَ الْعَبَّاسُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلا بِذَنْبٍ، وَلا يُكْشَفُ إِلا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَ بِي الْقَوْمُ إِلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ أَيْدِينَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ، وَنَوَاصِينَا بِالتَّوْبَةِ، وَأَنْتَ الرَّاعِي لا تُهْمِلُ الضَّالَّةَ، وَلا تَدَعُ الكَسِيرَ بِدَارٍ مُضَيَّعَةٍ، فَقَدْ ضَرَعَ الصَّغِيرُ، وَرَقَّ الْكَبِيرُ، وَارْتَفَعَتِ الشَّكْوَى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُمَّ فَأَغِثْهُمْ بِغِيَاثِكَ قَبْلَ أَنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلَكُوا، فَإِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ، قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلامَهُ حَتَّى أَرْخَتِ السَّمَاءُ مِثْلَ الْجِبَالِ).
وهو أيضاً من هذا الطريق عند الدينوري في (المجالسة رقم 727).. وابن بشكوال في (المستغيثين بالله رقم 8).
وكفى بطريقٍ أتى عن الكلبي، عن أبي صالحٍ سقوطً وتركا.. ولا يخفى هذا.
و[نعيم بن أيوب] = لا يعرف.
و[يحيى بن محمد]: لم أعرفه.
و[محمد بن الحسن البصري] = لين الحديث.
و[محمد بن الحارث] = متروك الحديث.
و[أبو الحسن المدائني]: وإن وثق إلا أن ابن عديٍ قال عنه: (ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب الأخبار، وقلّ ما له من الروايات المسندة).
* الطريق الثاني: طريق أبو يعقوب الخطابي، عن أبيه، عن جده.. مجاهيلٌ لا يعرفون.. ولا أظنه إسحاق بن زيد بن عبد الكبير الخطابي؛ بل هم غيرهم على الصواب إن شاء الله.
- أوردها الدينوري في (المجالسة وجواهر العلم رقم 738)؛ قال:
(وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا اسْتَسْقَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : لَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دُعَائِهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا يُكْشَفُ إِلَّا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَ بِي الْقَوْمُ إِلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ أَيْدِينَا بِالذُّنُوبِ وَنَوَاصِينَا بِالتَّوْبَةِ، وَأَنْتَ الرَّاعِي لا تُهْمِلِ الضَّالَةَ، وَلَا تَدَعِ الْكَسِيرَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ، فَقَدْ ضَرَعَ الصَّغِيرُ، وَرَقَّ الْكَبِيرُ، وَارْتَفَعَتِ الشَّكْوَى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُمَّ، فَأَغِثْهُمْ بِغِيَاثِكَ قَبْلَ أَنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلَكُوا، فَإِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّى أَرْخَتِ السَّمَاءُ مِثْلَ الْجِبَالِ).
وهو أيضاً من هذا الطريق عند ابن بشكوال في (المستغيثين بالله رقم 8)؛ ولفظه:
(أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، يوم استسقى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما فرغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من دعائه قال العباس: اللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك صلى الله عليه وسلم وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا بالتوبة، وأنت الراعي لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من رحمتك إلا القوم الكافرون. قال: فما تم كلامه حتى ارتجت السماء بمثل الجبال).
- وأما كتاب الأنساب للزبير بن بكار فلم يطبع كاملاً.. وليس هذا الخبر من ضمن المطبوع.
- فكون العباس رضي الله عنه هو الذي قام بالدعاء جهراً للسقيا، وأنه هو من قام بالصلاة بالناس؛ بدلاً من عمر رضي الله عنه = فلم يثبت هذا من طريق صحيحٍ البتة.. بل الثابت الصحيح هو العكس حفظك الله كما في الصحيح وغيره. والله تعالى أعلى وأعلم
أخي السكران التميمي
جزاكم الله خير الجزاء فلقد شفيتم الغليل.