بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت لكم تخريج ودراسة حديث مشهور آمل التكرم بافادتي حول الدراسة والتخريج واليكم الحديث
قال ابن أبي حاتم :وسئل أبي عن حديث أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال أبو بكر للنبي : ما شيّبك ( ) ؟ قال : ((شَيَّبَتْنِي هُودٌ)) . الحديث متصل أصح ، كما رواه شيبان أو مرسل كما رواه أبو الأحوص مرسل ؟
قال : مرسل أصح . قلت لأبي : روى بقية عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر ، عن النبي .
فقال : هذا خطأ ، ليس فيه ابن عباس .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
أولاً : دراسة رجال الإسناد :
أبو إسحاق :
هو السَّبِيعي ، ثقة ، اختلط بآخره ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1697 .
عكرمة :
أبو عبدالله مولى ابن عباس ، ثقة ، ثبت ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1699/ب.
ابن عباس :
الصحابي الجليل عبدالله بن عباس ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1688 .
شيبان :
هو شيبان بن عبدالرحمن التميمي ، مولاهم ، النّحوي ، أبو معاوية البصري ، المؤدب .
روى عن : زياد بن علاقة ، وأبي إسحاق ، ويحيى بن أبي كثير ، وغيرهم .
روى عنه : عبيدالله بن موسى ، ومعاوية بن هشام القصار ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وغيرهم .
ثقة ، صاحب كتاب .
انظر ترجمته :
تهذيب الكمال 12/592 ، السير 7/406 ، التهذيب 4/373 ، التقريب رقم 2833 .
أبو الأحوص :
هو سلاّم بن سليم الحنفي ، ثقة ، متقن ، صاحب حديث ، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1703 .
بقية :
هو بقية بن الوليد الكلاعي الحميري ، ثقة في حديثه عن الثقات إذا صرح بالتحديث، لكثرة تدليسه تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1716 .
ثانياً : التخريج :
روى هذا الحديث أبو إسحاق السبيعي ، واختلف عليه اختلافاً كثيراً ، حتى أصبح هذا الحديث مثالاً للحديث المضطرب – كما ذكره علماء الحديث في مصطلح الحديث – وقد لخص ابن حجر في النكت أوجه الاختلاف عنه ، فذكر أثنى عشر وجهاً ،ووقفت على وجهين آخرين لم يذكرها ابن حجر فأصبح المجموع أربعة عشر وجهاً ، وسأذكرها إجمالاً ثم تفصيلاً وعزو كل وجه إلى من خرّجه – فيما أقف عليه – إن شاء الله.
الأول :
من روى عنه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر الصديق .
الثاني :
من روى عنه ، عن عكرمة ، عن أبي بكر الصديق ، -وهو الوجه الثاني عن بعض من روى عنه الوجه الأول -.
الثالث :
من روى عنه ، عن أبي جحيفة ، عن أبي بكر .
الرابع :
من روى عنه ، عن البراء ، عن أبي بكر .
الخامس :
من روى عنه ، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل ، عن أبي بكر .
السادس :
-وهو الوجه الثاني عن من روى عنه الوجه الخامس- من روى عنه ، عن مسروق بن الأجدع ، عن أبي بكر .
السابع :
من روى عنه ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن أبي بكر رضي الله عنهما .
الثامن :
-وهو الوجه الثالث عن بعض من روى عنه الوجه الأول- من روى عنه ، عن علقمة ، عن أبي بكر الصديق .
التاسع :
من روى عنه ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي بكر الصديق .
العاشر :
-وهو الوجه الثاني عن بعض من روى عنه الوجه التاسع- من روى عنه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي بكر .
الحادي عشر :
من روى عنه ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي بكر .
الثاني عشر :
من روى عنه ، عن أبي الأحوص ، عن عبدالله بن مسعود ، عن أبي بكر .
الثالث عشر :
من روى عنه ، عن النبي ، معضلاً .
الرابع عشر :
من روى عنه ، عن عكرمة ، عن النبي ، -وهذا هو الوجه الرابع عن بعض من روى عنه الوجه الأول- .
هذا على وجه الإجمال وقد ذكرتها مجملا لكي يسهل معرفة أوجه الاختلاف ، وقد أدخلت بعض أوجه الاختلاف عن بعض من روى عنه أو من روى عن من روى عنه في هذه الأوجه وأشرت إليها إجمالاً ، وسأذكرها تفصيلاً إن شاء الله .
الوجه الأول :
وقد رواه عنه جمع واختلف على أكثرهم :
أ- رواية شيبان بن عبدالرحمن – ولم يختلف فيه عليه - :
أخرجها الترمذي في سننه في كتاب تفسير القرآن ، باب (ومن سورة الواقعة) 5/402 رقم 3297 ، وفي العلل له أيضاً 2/899 رقم 399 ، وفي الشمائل له أيضاً في باب (ما جاء في شيب الرسول ) ص 54 رقم 41 .
والمروزي في مسند أبي بكر الصديق ص 68 رقم 30 .
والدارقطني في علله 1/200 .
والحاكم في المستدرك 2/343 .
والبيهقي في دلائل النبوة 1/357 .
والشجري في أماليه 2/241 .
والبغوي في شرح السنة 14/372 رقم 1475 .
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/170 .
جميعهم من طريق معاوية بن هشام القصار .
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 .
والدارقطني في علله 1/200 .
وأبو نعيم في الحلية 4/350 .
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/169 .
جميعهم من طريق عبيدالله بن موسى .
وهشام ، وعبيدالله ، عن شيبان بن عبدالرحمن ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر قال : يا رسول الله قد شبت ، قال : (( شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت )) . هذا لفظ الترمذي، والبقية بنحوه.
قال الترمذي : "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه" .
وقال في العلل – بعد ذكر رواية علي بن صالح عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة : "فسألت محمداً أيهما أصح ؟ فقال : دعني أنظر فيه ، ولم يقض فيه بشيء " .
ب-رواية إسرائيل – وقد اختلف عنه على وجهين - :
الوجه الأول :
رواية سعيد بن عثمان الخزاز ، وإسماعيل بن صبيح ، والنضر بن شميل وهو عبيدالله بن موسى -أربعتهم- عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 من طريق عبيدالله بن موسى .
وأخرجه الدارقطني في العلل 1/201 ، 202 من طريق الخزاز ، وإسماعيل ، والنضر بن شميل .
أربعتهم عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر بنحو ما تقدم .
قال الدارقطني : "وخالفهم أصحاب إسرائيل ، عن إسرائيل" .
قلت : وهو الوجه الثاني عن إسرائيل وسيأتي إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق - .
ج-زهير بن معاوية :
وقد اختلف عنه على وجهين :
الوجه الأول :
وهو رواية الحسن بن محمد بن أعين ، عنه، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر
أخرجه الدارقطني في علله 1/202 من طريقين عن الحسن بن محمد بن أعين ، عن زهير به ، بنحو ما تقدم .
قال الدارقطني -بعد أن ذكر مخالفة أصحاب إسرائيل- :"وأصحاب زهير عن زهير" يعني وخالف أصحاب زهير من روى عنه ما تقدم .
وهذا هو الوجه الثاني عن زهير ، وسيأتي - إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق .
د-أبو الأحوص : وقد اختلف عنه أيضاً على وجهين :
الوجه الأول :
وهو رواية بقية ، ومسدد، عنه، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر
أخرجها الحاكم في مستدركه 2/476 ، ومن طريقه البيهقي في الشعب 1/482 رقم 776 ، من طريق محمد بن إبراهيم العبدي ، عن مسدد بن مسرهد .
وذكره الدارقطني في علله 1/203 قال : "ذكر أبو محمد بن صاعد – ولم أسمعه منه – عن محمد بن عوف ، عن محمد بن مصفى ، عن بقية بن الوليد ".
كلاهما ،عن أبي الأحوص به بنحو ما تقدم .
قال الدارقطني – في ذكر الاختلاف - :"وأصحاب أبي الأحوص عن أبي الأحوص" يعني به مخالفة أصحاب أبي الأحوص لهذا الوجه ، وهذا هو الوجه الثاني عنه كما سيأتي – إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق .
هـ-أبو بكر بن عياش : واختلف عنه على وجهين أيضاً :
الوجه الأول :
رواية طاهر بن أبي أحمد الزبيري عنه، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر.
أخرجها الدارقطني في علله1/203من طريقه، عن أبي بكر بن عياش به بنحوه .
الوجه الثاني :
رواية هاشم بن الوليد الهروي ، وأبي هشام الرفاعي ، وأحمد بن محمد بن أيوب، وسيأتي ذكره في الوجه الثاني عن أبي إسحاق .
و-مسعود بن سعد : واختلف عن من روى عنه ، وهو: أبو نعيم الفضل بن دكين على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول :
وهو رواية أحمد بن الحسين الأودي .
أخرجها الدارقطني في علله 1/203 من طريقه ، عن أبي نعيم ، عن مسعود بن سعد الجعفي به .
الوجه الثاني :
وهو رواية علي بن عبدالعزيز المرزبان ، ومحمد بن الحسين الحنيني ، والسري بن يحيى، وأبي صالح الهيثم بن خالد ، عن أبي نعيم ، عن مسعود ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة، عن أبي بكر ، وسيأتي في الوجه الثاني تخريجه إن شاء الله .
الوجه الثالث :
وهو رواية أبي سعيد ، عنه ، عن مسعود ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة قال : قيل للنبي ، فذكره ، وهو الوجه الرابع عشر عن أبي إسحاق ، وسيأتي إن شاء الله .
ز-يونس بن أبي إسحاق : واختلف عنه على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول :
رواية النضر بن شميل ، عنه ، كما في الوجه الأول عن أبي إسحاق .
أخرجها الدارقطني في علله 1/202 ، من طريق عبدالله بن محمد بن ناجية ، عن خلاد بن أسلم ، عن النضر بن شميل ، عن يونس به ، وقرنه براوية إسرائيل .
الوجه الثاني :
رواية النضر بن شميل – في الوجه الثاني عنه – عن يونس ، كما في الوجه الثاني عن أبي إسحاق ، وسيأتي إن شاء الله .
الوجه الثالث :
رواية الحسن بن قتيبة عن يونس، -كما في الوجه الثامن عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله- .
الوجه الثاني عن أبي إسحاق :
وهو رواية من روى عنه ، عن عكرمة ، عن أبي بكر ، دون ذكر ابن عباس .
(1) رواية إسرائيل :
وهو الوجه الثاني عنه :
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 2/626 عن أبي أحمد .
والدارقطني في علله 1/203 – 204 من طريق النضر بن شميل ، ووكيع ، وعبدالله بن رجاء ، ومُخَوّل بن إبراهيم النهدي .
خمستهم عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر بنحوه .
قال الدارقطني : "وهو الصواب عن إسرائيل " .
(2) زهير :
وهو الوجه الثاني عنه :
أخرجه الدارقطني في علله 1/204 من طريق أحمد بن عبدالملك ، عن زهير به بنحو ما تقدم .
(3) أبو الأحوص :
وهو الوجه الثاني عنه :
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/436 من طريق عفان بن مسلم ، وإسحاق بن عيسى .
وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن ، باب (ما جاء في صعاب السور) 10/553 رقم 10317 .
وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر ص 69 رقم 31 من طريق عثمان بن أبي شيبة .
وأبو يعلى الموصلي في مسنده 1/102 رقم 107 و 108 من طريق خلف بن هشام، والعباس بن الوليد النرسي .
والدارقطني في علله 1/205 من طريق عمرو بن عون .
والشجري في أماليه 2/241 من طريق خلف بن هشام .
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/172 من طريق عبدالله بن الجراح .
ثمانيتهم ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن أبي بكر به بنحوه.
قال أبو حاتم : "مرسل أصح " .
(4) أبوبكر بن عياش :
وهو الوجه الثاني عنه :
أخرجه الترمذي في سننه في الموضع السابق 5/403 من طريق هاشم بن الوليد الـهروي .
وعبدالله بن الإمام أحمد في زوائده على الزهد ص 23 رقم 46 ( ) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب .
والدارقطني في علله 2/205 من طريق هشام الرفاعي ، وطاهر بن أبي أحمد .
أربعتهم عن أبي بكر بن عياش به بنحو ما تقدم .
(5) مسعود بن سعد :
والاختلاف على أبي نعيم ، وهذا هو الوجه الثاني عن أبي نعيم :
أخرجه الدارقطني في علله 1/206 من طريق علي بن عبدالعزيز ، ومحمد بن الحسين الحُينني ، والسري بن يحيى ، والهيثم بن خالد .
جميعهم عن أبي نعيم ، عن مسعود بن سعد به بنحو ما تقدم .
(6) يونس بن أبي إسحاق :
وهو الوجه الثاني عنه :
أخرجه الدارقطني في علله 1/205 من طريق القاسم بن الحكم عن يونس به بنحو ما تقدم .
(7) عبدالملك بن سعيد بن أبجر :
لم أقف على من خرّجها سوى أن الدارقطني قال في علله 1/196 :"وكذلك رواه عبدالملك بن سعيد بن أبجر عن أبي إسحاق".
الوجه الثالث :
وهو رواية من روى عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن أبي بكر :
وقد اختلف في هذا الوجه على محمد بن بشر على ثلاثة أوجه :
الأول :
وهو ما يوافق الوجه الثالث هنا .
أخرجه الدارقطني في علله 1/207 ، 208 من طريق بن شهاب بن عباد العبدي ، ومحمد بن مهاجر القاضي – أخو حنيف - .
كلاهما عن محمد بن بشر ، عن علي بن صالح بن حييء عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن أبي بكر بنحو ما تقدم .
قال الدارقطني : "تابعهما عباد بن ثابت القطواني ، عن علي بن صالح " .
الثاني :
وهو رواية سفيان بن وكيع ، وعبدالله بن نمير ، وابنه ، عن محمد بن بشر ، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، ولم يذكرا أبا بكر في الإسناد .
أخرجه :
الترمذي في الشمائل ص 54 رقم 42 عن سفيان بن وكيع .
وأبو يعلى الموصلي في مسنده 2/184 رقم 880 عن محمد بن عبدالله بن نمير .
والطبراني في معجمه الكبير 22/123 رقم 318 من طريق محمد أيضاً .
والدارقطني في علله 1/206 من طريق عبدالله بن نمير ، وابنه محمد .
وأبو نعيم في الحلية 4/350 .
ثلاثتهم عن محمد بن بشر به ، دون ذكر أبي بكر الصديق .
وذكره ابن أبي حاتم في علله 2/134 رقم 1894 .
الثالث :
وهو الوجه الرابع عن أبي إسحاق ، وسيأتي إن شاء الله .
الوجه الرابع :
وهو الوجه الثالث عن محمد بن بشر : وهو رواية محمد بن محمد الباغندي ، عن محمد بن عبدالله بن نمير ، عن العلاء بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن أبي بكر .
ذكره الدارقطني في علله 1/197 وقال : وَهِم – محمد الباغندي – في إسناده في موضعين ، فقال : عن العلاء بن صالح ، وإنما هو علي بن صالح بن حييء ، وقال : عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن أبي بكر ، وإنما هو عن أبي إسحاق ، عن أبي جُحيفة، عن أبي بكر .
الوجه الخامس :
وهو رواية زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل ، عن أبي بكر الصديق .
وقد اُختلف عن زكريا على وجهين :
الأول :
رواية عبدالرحيم بن سليمان، عنه ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل ، عن أبي بكر الصديق بنحو ما تقدم .
أخرجها أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر ص 69 – 70 رقم 32 .
والدارقطني في علله 1/208 .
كلاهما عن عبدالرحيم بن سليمان ، به .
الثاني :
رواية أبي معاوية الضرير ، وأبي أسامة ، وأشعث بن عبدالله الخراساني ،ثلاثتهم ،عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق الأجدع ، عن أبي بكر ، وسيأتي تخريجه في الوجه السادس إن شاء الله .
الوجه السادس :
وهو : رواية أبي معاوية الضرير ، وأبي أسامة ، وأشعث بن عبدالله الخراساني، ثلاثتهم، عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق الأجدع ، عن أبي بكر
أخرجه أبوبكر الشافعي في فوائده (الغيلانيات) 1/144 رقم 108 .
والدارقطني في علله 1/208 .
كلاهما من طريق هشام بن عمار ، عن أبي معاوية الضرير ، عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، عن أبي بكر بنحوه .
وذكره البزار في مسنده 1/171 وقال : ورواه بعض من رواه عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، عن أبي بكر .
وذكر الدارقطني رواية أبي أسامة ، وأشعث بن عبدالله الخراساني في علله 1/197 .
كما ذكر أيضاً أنه اختلف على هشام بن عمار ، فرُوي عنه ، عن أبي معاوية ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن أبي بكر .
قال الدارقطني : "وذكر الشعبي وهم ، وإنما هو أبو إسحاق السّبيعي " .
الوجه السابع :
وهو رواية محمد بن سلمة النصيبي، عن أبي إسحاق، عن مسروق ، عن عائشة ، عن أبي بكر .
أخرجه الدارقطني في علله 1/208 ، من طريق عبدالملك بن زياد النصيبي ، عن محمد بن سلمة به بنحوه .
الوجه الثامن :
وهو الوجه الثالث من الاختلاف على يونس بن أبي إسحاق ، وهو رواية الحسن بن قتيبة ، عن يونس ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، عن أبي بكر .
أخرجه الدارقطني في علله 2/209 من طريق محمد بن عيسى بن حبان ، عن الحسن، عن يونس به بنحو ما تقدم .
الوجه التاسع :
وهو رواية عبدالكريم بن عبدالرحمن الخزاز ، واختلف عنه على وجهين :
الأول :
وهو ما يوافق الوجه التاسع هنا : هو رواية محمد بن محمد بن عقبة ، عن جبارة المغلس، عن عبدالكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي بكر .
أخرجها الدارقطني في علله 1/210 عن جعفر بن محمد بن نصير ، عن محمد بن محمد بن عقبة عن جبارة به .
الثاني :
وهو رواية من روى عن جبارة ، عن عبدالكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه .
قلت : وهذا هو الوجه العاشر : عن أبي إسحاق ، وسيأتي إن شاء الله .
الوجه العاشر :
وهو رواية من روى عن جبارة ، عن عبدالكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه .
أخرجه الدارقطني في علله 1/209 من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن سعيد .
وأبو بكر بن مردويه في جزء أحاديث أبي الشيخ بن حيان ص 151 – 152 رقم 74 عن محمد بن الليث الجوهري .
والشجري في أماليه 2/241 من طريق أبي الشيخ بن حيان المتقدم .
ثلاثتهم : -ابن أبي شيبة ، ومحمد بن الليث ، وعلي بن سعد- عن جبارة ، عن عبدالكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، بنحو ما تقدم .
الوجه الحادي عشر :
وهو رواية أبي شيبة يزيد بن معاوية النخعي ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي بكر .
أخرجه الدارقطني في علله 1/210 من طريق أبي شيبة يزيد بن معاوية النخعي ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي بكر .
الوجه الثاني عشر :
وهو رواية عمرو بن ثابت بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبدالله بن مسعود ، أن أبا بكر سأل النبي .
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 10/102 رقم 91 – 100 ، ومن طريقه الشجري في أماليه 2/241 .
والدارقطني في علله 1/210 .
جميعهم من طريق عمرو بن ثابت به .
الوجه الثالث عشر :
وهذا مما أضفته على ما ذكره الدارقطني وابن حجر :
وهو رواية معمر عن أبي إسحاق ، عن النبي .
أخرجه عبدالرزاق في مصنفه 3/368 رقم 5997 عن معمر به .
الوجه الرابع عشر :
وهو مما أضفته كذلك .
وهو الوجه الثالث عن أبي نعيم عن مسعود بن سعد ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة قال : قيل للنبي .
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 ، قال : أخبر الفضل بن دكين ((أبو نعيم)) عن مسعود بن سعد به .
هذا ما وقفت عليه من الاختلاف على أبي إسحاق ، والله أعلم .
ثالثاً : النظر في المسألة .
تقدم في التخريج أنه اختلف عن أبي إسحاق على أربعة عشر وجهاً ، وقد جُعل هذا الحديث مثالٌ للمضطرب كما تقدم .
قال البزار : "والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق" .
وتوقف البخاري فيه – كما تقدم النقل عنه - .
وقال ابن حجر في المطالب العالية – لما ذكر رواية أبي الأحوص المرسلة - :"هذا مرسل صحيح إلا أنه موصوف بالاضطراب" ، بل نقل حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني عنه قوله : ((شيبتني هود والواقعة)) معتلة كلها) ص 76 .
و سكت الدارقطني في العلل ولم يرجح بين هذه الأوجه بعد أن استقصاها وخرّج رواياتها ، سوى أنه رجح في الاختلاف على إسرائيل رواية الإرسال بين عكرمة وأبي بكر حيث قال : "وهو الصواب عن إسرائيل" .
وأما أبو حاتم فقد رجح في هذه المسألة رواية الإرسال حيث قال :"مرسل أصح" .
والحديث مضطرب ، فهو ضعيف والعلم عند الله .
وللحديث شواهد عدة :
(1) حديث عقبة بن عامر : أن رجلاً قال : يا رسول الله شبت ؟ قال : ((شيبتني هود وأخواتها )) .
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/286 رقم 790 قال : حدثنا محمد بن محمد النمار البصري ، قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة به .
قال الهيثمي : "رجاله رجال الصحيح " .
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ، وشيخ الطبراني ذكره ابن حبان في الثقات وقال : "ربما أخطأ" . (انظر : الثقات 9/153 ، ولسان الميزان 5/358) .
(2) حديث أبي سعيد الخدري قال : قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله – – أسرع إليك الشيب ؟ فقال: ((شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت )) .
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/358 من طريق عطية العوفي ، عن أبي سعيد به .
وهذا الإسناد فيه عطية العوفي وهو مضعّف ، بل كثير التدليس ويروي عن الكلبي ويكنيه بأبي سعيد . (انظر : تهذيب الكمال 20/145 ، والتهذيب 7/226) .
(3) حديث أنس بن مالك ، عن النبي قال : قال أصحابه : عَجّل إليك الشيبُ يا رسول الله ؟ قال : (( شيبتني هودٌ وأخواتها )) .
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/436 مطولاً من طريق أبي صخر .
وابن عدي في الكامل 3/24 في ترجمة حماد بن يحيى الأبح ، من طريقه .
كلاهما عن يزيد الرقاشي به .
وعزاه السيوطي في الدر المنثور 4/396 لسعيد بن منصور ، وابن مردويه ، وفي إسناده : يزيد الرقاشي ، وهو ضعيف جداً . (انظر : ميزان الاعتدال 7/232 ، تهـذيب الكمال 32/64 .
(4) حديث سهل بن سعد قال :قال رسول الله : ((شيبتني هود وأخواتها : الواقعة ، والحاقة ، وإذا الشمس كورت)) .
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 6/148 رقم 5804 من طريق سعيد بن سلام العطار ، عن عمر بن محمد ، أبي حازم ، عن سهل به .
قلت : وهذا إسناد موضوع فيه سعيد بن سلاّم العطار ، وهو كذاب . (انظر : الضعفاء لابن الجوزي) 1/320 ، وميزان الاعتدال 3/206) .
(5) حديث عمران بن حصين عن النبي قال:(( شيبتني هودٌ وأخواتها)) .
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 3/145 من طريق محمد بن جعفر الوركاني ، عن حماد بن يحيى الأبح ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمران .
قال الدارقطني فيما نقله عنه السهمي في سؤالاته (ص76):"والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران أن النبي قال : (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) .
وحدث على إثره عن حماد بن يحيى الأبح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس ، أن النبي قال : (( شيبتني هودٌ )) فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير ، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه .
(6) حديث أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال : قيل يا رسول الله نرى في رأسك شيباً ، قال : (( ما لي لا أشيب وأنا أقرأ هود وإذا الشمس كورت )) .
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 من طريق يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة به .
وهذا إسناد صحيح إلى أبي سلمة ولكنه مرسل .
وهناك مراسيل أخرى ذكرها ابن سعد في الطبقات .
قال الألباني : "وله شاهدان مرسلان بسندين صحيحين عند ابن سعد" .
ولعل الحديث يتقوى ويثبت بهذه الشواهد والمراسيل ، والله أعلم .