تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فروق مؤثرة يستحيل تجاهلها بين العلمانية الغربية والعلمانية العربية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,984

    افتراضي فروق مؤثرة يستحيل تجاهلها بين العلمانية الغربية والعلمانية العربية

    فروق مؤثرة يستحيل تجاهلها بين العلمانية الغربية والعلمانية العربية
    فرحان بن سميح العنزي
    ( لـُجينيات )

    الليبرالية والعلمانية والشيوعية وغيرها من المذاهب الهدامة التي ولدت في الغرب واستجلبت إلى بلاد الإسلام يصدق عليها قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم).

    ومن أوجه حفظ الله لدينه إلى قيام الساعة أن كتب على هذه المذاهب الفشل حينما تناوئ الإسلام.

    إن كثيرا من هذه المذاهب على ما فيها من الشر إلا أنها نفعت في بلاد الغرب لا لذاتها وإنما لأن (بعض الشر أهون من بعض).

    لقد عاشت أوربا تحت تسلط الكنيسة في العصور المظلمة وعانى الناس هناك أنواع الأذى من رجال الدين المحرف مما جعلهم يلجئون إلى مثل هذه المذاهب بحثا عن العيشة السوية.

    وحينما نجحت العلمانية ومثيلاتها جزئيا في إخراج الناس من ظلم الكنيسة وغياهب محاكم التفتيش انخدع بها من انخدع من أبناء المسلمين فراموا تطبيقها في بلاد الإسلام ناسين أو متناسين الفوارق الكبيرة بين الحالتين.

    لقد كانت ضربة هذه المذاهب للديانة النصرانية المحرفة ضربة تكاد تكون قاضية لأن هذه الديانة لا تحمل في نفسها عنصر البقاء ولا يوجد لها الكفالة الربانية بحفظها كما حفظ الإسلام (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر 9.

    لقد ظهر دعاة هذه المذاهب في بلاد الإسلام على عدة أصناف فمنهم الساسة ومنهم الكتاب ومنهم من يسمى بـ (الأديب) إلى غير ذلك من الأسماء التي لا تخفى.

    وهؤلاء الدعاة هم درجات من حيث بقائهم في دائرة الإسلام وخروجهم منها فمنهم من لا يزال ضمن الدائرة وهو على خطر عظيم ومنهم قذف به تعديه على الله وحدوده خارج الإسلام.

    ولعل من النصح لهؤلاء ولغيرهم أن تبين بعض الفروق الواضحة بين الإسلام وغيره وبين بيئة المسلمين وبيئة غيرهم.

    هناك في الغرب كان الدين الباطل محصورا في فئة قليلة تحاول تطبيقه على كافة المجتمع، وفي البلاد الإسلامية يشكل الدين القاعدة العريضة من الناس فشتان بين دين باطل تدعمه فئة قليلة تتذرع به لمنع الناس من كل نافع ومفيد وبين دين الحق الذي يتشرف كل عاقل بخدمته والانتساب إليه.

    هناك في الغرب كان الدين كابوسا يجثم على صدور الناس فلا عجب أن يتحينوا الفرص للخلاص منه، وفي بلاد الإسلام يمثل الدين المهرب من كل ضائقة دينية ودنيوية (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) الذاريات50.

    لقد كانت الكنيسة النصرانية لا تحمل في وجه أعدائها إلا أضعف الوسائل إذا أنها تجرم أصحاب المكتشفات الحديثة بينما نجد الإسلام يأمر أتباعه بأخذ جميع أسباب القوة التي يذاد بها عن حمى الإسلام (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ). الأنفال60، بل إن الله جعل الزينة والطيبات من الرزق اللذين هما دون أسباب القوة في الأهمية، جعلهما حقا مستحقا لعبادة في هذه الحياة وأخلصهما لهم الآخرة (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَات ِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأعراف 32.

    ولهذا نجد أنه عندما كانت هذه الوسائل حكرا على أعداء الإسلام، كان صوت الإسلام خافيا بعض الشيء، وحينما أخذ أبناء الإسلام بهذه الوسائل استطاعوا إيصال صوت الإسلام إلى آفاق المعمورة، فهاهو العلم الشرعي وكتب العلم وكلمة الإسلام تصل إلى أقاصي الدنيا بضغطة زر، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    وإن ارتفاع صوت أعداء الإسلام بشكل لم يسبق له مثيل وتخبطهم لدليل على أن الإسلام بدأ- بحمد الله- يصيب منهم مقتلا، وأن كلمة الحق أخذت تتضح لجميع الناس.

    إن من الفروق البينة أن الله كتب الضلال على من وقف في وجه الإسلام (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ) إبراهيم3. (وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الأحقاف 32. كما كتب العزة والنصر على من دافع عن الإسلام (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) المائدة 56. (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) الصافات 173.

    إن كثيرا من هؤلاء الدعاة لهذه المذاهب الهدامة يعلمون ما هم عليه من الباطل ويعرفون دين الإسلام وصحته كما يعرفون أبناءهم ولكن الله حال بينهم وبين العمل بسبب هذا العلم الذي لم يعملوا به عدلا منه سبحانه، ولو نظرت إلى غالب هؤلاء في كتاباتهم ومقالاتهم لوجدتهم لا يهجمون على الدين مباشرة لعلمهم أنهم لن يصدقوا في بلاد الإسلام وإنما تجدهم يهاجمون الرموز والعلماء.

    وإن من أعظم العقوبات أن يحال بين القلب وبين الحق الذي يعلمه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال 24. وكان بعض المبتدعة إذا رأى أهل السنة بكى وقال والله إني لأعلم أنكم على الحق ولكني قد حيل بيني وبينه.

    هذا ما تيسر سرده في هذا المجال والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


  2. #2

    افتراضي رد: فروق مؤثرة يستحيل تجاهلها بين العلمانية الغربية والعلمانية العربية

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •