لم أقصد ما أردت
أردت أن العلم تراكمي
ومنه علم الطب
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
لم أقصد ما أردت
أردت أن العلم تراكمي
ومنه علم الطب
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
ليبين لنا من يدعي حجته :
كيف لم يكن الطب الحديث سيصل إلى ما وصل إليه إلا إذا بناه على طب الاسطقسات والصفراء والسوداء والبلغم ؟الطب الحديث ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بكتب ابن سينا والرازي
نريد حجة لا خطابة ودعاوى..
بل الذي لا نزاع فيه : أن أكثر واقع الطب الحديث ليس تراكمياً ولم يُبن على الطب القديم ولا شأن له به ..
وباستثناء الجوانب الوصفية التشريحية (والتي أخذها المسلمون من غيرهم) وأشياء قليلة أخرى فإنه لا يوجد أي صلة بين الطب الحديث والقديم..
وقد وصل الآخرون في الطب لم لَم يحلم به ولا حتى بمقدماته الأولون..
نعم.كان الطب القديم عند المسلمين فتحاً بالنسبة لطب العصور الوسطى وعصر النهضة،أما بالنسبة للطب الحديث فهو لا شيء..
هذه هي الخطابة والدعاوى...فإنه لا يوجد أي صلة بين الطب الحديث والقديم..
لقد ترجم كاتب ابن سينا وكتب الرازي والزهرواي وغيرهم إلى اللاتينية وغيرها عدة مرات
ودرس كتاب القانون في الجامعات الأوربية سنوات طويلة
وعلى ما وصلوا إليه في تلك الأزمان
قام الطب الحديث
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
قد أسلم أن في عبارتي نوع تجوز
لكن لا يقال: لا توجد صلة بين الطب القديم والحديث بتاتا !!!
بارك الله فيكم.. لا أظن أن مثل الإمام النووي رحمه الله قد يعرض عن علم الطب كله لاستنكاره ما وجد في ذلك الكتاب، والظن بمثله - رحمه الله - أنه أوسع عقلا من هذا.. وعبارته يظهر منها أنه أعرض عن الكتاب وعن غيره من كتب الطب جميعا، فكيف يكون السبب في هذا كراهته ما وجد في كتاب القانون بالذات؟
فالذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أن الإمام النووي رحمه الله لم ينشرح صدره لذلك العلم ولم ير في نفسه قبولا له لسبب طبعي خاص، كما يحدث لأحدنا عندما يرى أنه لا يناسبه علم الأحياء - مثلا - ويفضل المجال الهندسي الرياضي أو العكس.. فمثل هذا إن ضغط على نفسه وأصر على تعلم ذاك العلم الدنيوي، فإن قلبه قد يتأذى من ذلك، وقد يرجع عليه بالخسارة لا النفع. وإلا فالتاريخ مشحون بأسماء أئمة كبار جمعوا زمام العلم الشرعي والدنيوي معا، وبرعوا فيهما جميعا، ولم يؤثر ذلك في إيمانهم، والله أعلم.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظكم يا إخواني ...
وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء...
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية...أشكر جميع المشايخ الذين أدلوا بآرائهم...
فوائد قيمة....تستحق العناية
وما أجمل ما رقمتم يا أبا الفداء
أخوكم
لكن لا يقال: لا توجد صلة بين الطب القديم والحديث بتاتا !!!الاستثناء موجود في صدر عبارتي ولم أنطق (ببتاتاً ) هذه..
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
تقدم أن هذا لا حجة عليه وأكثر الطب الحديث وصل إليه الغرب بداية من أوائل القرن التاسع عشر ولم يبنوه على شيء من الطب القديم..
وهذا نفي مبني على العلم،فمن ادعى أن الغرب وصل للجراثيم والبكتيريا والفيروسات والمضادات الحيوية وطرق انتقال العدوى بناء على الطب القديم = فليُتحفنا بأصول ذلك في الطب القديم..
(فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطب) كذا قال النووي رحمه الله، ولم يتعرض لكتاب القانون ولا لصاحبه بانتقاص في هذا المقام، والأخ كاتب الموضوع وضعه لعظةٍ تحرك القلوب، وهي القدرة على الإحساس بإظلام القلب وتحري سبب ذلك، فلم يكن ثم داعٍ لتغيير مسار الموضوع إلى ما لم يقصد له واضعه ولا النووي رحمه الله، والأولى أن تتوجه أقلام الناصحين إلى إثراء هذه العظة!
أما لماذا أظلم قلب النووي رحمه الله، فهذا يعانيه كثيرٌ منا حين يترك القراءة في الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح عليهم الرضوان، ثم يذهب إلى الطب ينظر في الأمراض الجسدية وأسبابها وعلاجها واستئصال كذا وفعل كذا، فشتان بين هذا وهذا! ثم إن بناء علم الطب في كثير من مسائله ليس كبناء علوم الشرع، فلا تجد هذه الحلاوة التي في علوم الشرع من البحث عن الدليل ومراتبه، والعلم بالخلاف والترجيح، ففي الطب ربما تجد سبب المرض غير معروف وهي نظريات ومازالت تنتظر البحث، وتجد علاج المرض مذاهب شتى لا تدري كيف ترجح بينها إلا أن تجرب هذا وهذا، والتجربة لا تظهر نتيجتها إلا بعد آلاف الحالات التي تقارن بينها، وفي النهاية فالنتيجة ليست على نفس درجة اليقين الذي تصل إليها في مباحث الشرع، هذا في الطب الحديث فكيف بالطب القديم!! فلا غرو أن يحس النووي رحمه الله بما شعر به، دون أن يكون هذا انتقاصا من الطب أو تنفيرا منه!
وكتاب ابن سينا لا غبار عليه بالنسبة للطب القديم، والطب الحديث بني على أطلال الطب القديم لا على أصوله إلا في مسائل قليلة كالتشريح العيني Gross anatomy وبعض آلات الجراحة وما شابه، حتى كان تنكر أهل الطب الحديث للطب للقديم دافعا لبعض الباحثين للكتابة في تاريخ الطب محاولين ربط الحديث بالقديم، لكنه كان ربطًا زمنيا لا سببيا.
والقول بالأخلاط الأربعة في الطب القديم لا يعني أن استفادة المسلمين من طب اليونان كان على غير الجادة في الاستفادة بما عند القوم من علم الدنيا، لأن المسلمين لم يأخذوا الحطب بما فيه من ثعابين، وإنما أخذوا من هذا "العلم" في هذا الوقت ما ينفعهم، ولا يقول أحد إن المسلمين وافقوا أن الأخلاط الأربعة اجتمعت بقوة الحب أو بالصدفة كما كان يقول بعض فلاسفة اليونان وخالفهم بعضٌ آخر منهم، ومن يقول إن المسلمين أخذوا الطب بما بني عليه من وثنيات فعليه بالدليل الصريح من كلام المسلمين، ولا ينفع هنا أن ينحل المسلمين لازم القول لأنه - في الحقيقة - ليس بلازم، خل عنك أنهم ما التزموه!
ولم أفهم الداعي للتصريح بسقوط كلام ابن القيم رحمه الله في الطب في حين يرى المصرِّح بذلك أن الطب كله كان ساقطًا! وكيف يقال عن قول ابن تيمية رحمه الله (وعلم القوم _يعني الفلاسفة_ الذي كانوا يعرفونه هو الطب والحساب فلهم في الطبيعيات كلام كثير جيد والغالب عليه الجودة...) أنه ساقط كسقوط كلام ابن القيم رحمه الله!! بأي معيار يحكم على كلام الشيخين بالسقوط! أبمعيار الطب الحديث الذي لم يسمعا به؟!!
ليت الموضوع يعود إلى غرض صاحبه وهو العظة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
أحسنتَ العبارة..والطب الحديث بني على أطلال الطب القديم لا على أصوله
# حذفت المشاركة كلها لترك كاتبها الأدب مع الأئمة والمشايخ في الكلام
ونحن نحذّره من العود لمثل هذا اللّمز والهمز لنكتفي بهذا #الإشراف#
بارك الله فيكم يا دكتور حسام، ومرحبا بك في المجلس العلمي، نفع الله بك. (ابتسامة)
فقط أحببت التنبيه على أن الاستدلال في علوم الشرع لا يفضي إلى القطع بالضرورة كما قد يوحي به كلامكم، بل ليس الترجيح - في أصل معناه - إلا ظنا في الحقيقة (وهو ظن موجب للعمل)، ولكن مهما يكن من أمر، فكما تفضلتم: لا يستوي ترجيحٌ مادته قال الله وقال رسوله، بترجيح مادته ظن هذا وذاك من البشر.
الإمام النووي ولي الله بلا نزاع، ومحرر المذهب الشافعي بالإجماع
يكفي أن يقال فيه: رجل نور الله قلبه .
(( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)) .
جزاكم الله خيرا ...
بارك الله فيكم...نفع الله بكم
وتكرُّماً لا أمراً أن نهتم بأصل الموضوع