40- تعبيران ظاهرهما التضاد ، بينما هذا ليس المراد في حق الموحدين من العباد ....
كثير من الناس إذا أصابه مكروب ،
ثم ذُكِّر بأن هذا قد يكون جزاءً على بعض الذنوب(1)
تراه يدفع مثل ذلك بأن المصاب عند الله محبوب
كأنه بذا يدحض قولا غير مرغوب
والحق أن هذا وهم و معنىً جد مقلوب
فلا تعارض بين إصابة العبد ببعض الذنوب
أو أنه للرب عبد جد محبوب
فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بشيء غير مرغوب
وعلة ذلك أن يلقى العبد مولاه خالصا من كل الخطايا و الذنوب (2)
ويبقى الفقه في استخدام اللفظ المناسب لصلاح القلوب
فإذا كان صلاح العبد في ترهيبه ليرعوي ؛ ذُكّر بأن هذا أثر للذنوب
وإن كان صلاح العبد في ترغيبه و تثبيته ؛ ذُكّر بأنه عند الإله محبوب .
______________________________ ___
(1)- قال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30
(2)- « ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة » (صحيح الجامع : 5815)