يجوز أن تقول (جاء الاثنان) وتقصد اليوم، حكاه سيبويه وغيره.
وهذا دليل آخر يضاف إلى الأدلة على أن همزته وصل.
يجوز أن تقول (جاء الاثنان) وتقصد اليوم، حكاه سيبويه وغيره.
وهذا دليل آخر يضاف إلى الأدلة على أن همزته وصل.
لذي حكى سيبويه : اليوم الأحد ، واليوم الاثنان ... على سبيل العد إلى اليوم خمسة عشر من الشهر .
وصرح أنه لا يكون في الاسم الواحد إعرابان 3 / 393 .
الذي يفهم من لسان العرب في تفسير كلام سيبويه خلاف ما ذهبتَ إليه يا أخي الفاضل.
وسياق كلام سيبويه يفهم منه أنه أراد أيام الأسبوع.
لأنه بدأ بالجمعة والسبت ثم قال الأحد والاثنان، ثم قال: وكذلك إلى الخميس.
فهذا واضح في بيان مراده، وأنه لم يرد مجرد العد.
وليس لمسألة الإعرابين في كلمة علاقة بالمسألة؛ لأنه لم يدخل هنا إلا إعراب واحد.
معرب بالحروف نعم، والنون مكسورة دائما.
هذه الفائدة مهداة إلى الحبيب أبي مالك العوضي حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مأواه :
مصنف ابن أبي شيبة (كتاب الأوائل):
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال :
بدأ الله تعالى بخلق السموات يوم الأحدُ فالأحد والاثنان والثلاثاءُ والأربعاءُ والخميسُ والجمعةُ
وجعل كل يوم ألف سنة .
آمين وإياك يا أخي الفاضل.
عصام عبدالله هذه الفائدة مهداة إلى الحبيب أبي مالك العوضي حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مأواه :
مصنف ابن أبي شيبة (كتاب الأوائل):
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال :
بدأ الله تعالى بخلق السموات يوم الأحدُ فالأحدوالاثنان والثلاثاءُ والأربعاءُ والخميسُ والجمعةُ
وجعل كل يوم ألف سنة .
أخي ما إعراب الأحد في الحديث؟ بارك الله فيكم...
أحسنت أخي عصام بارك الله فيك
جزاكم الله خيرًا، هو شيخي أيضًا - أُباهي به حقًّا حقًّا.
وبمناسبة وجود إخوانه المقربين هنا، فأود التأكد من قوله في همزة الوصل إذا وردت في أول الشطر الثاني، وكانت قراءتها بالقطع، ومثالها:
لا نسب اليوم ولا خلة * * * اتسع الخرق على الراقعهل ترسم كهمزة القطع أو كهمزة الوصل؟
بقطع الهمزة في هذا المثال المذكور وأمثاله، وقد نص على ذلك غير واحد من العلماء؛ راجع شرح شافية ابن الحاجب (2/266) وانظر كلام سيبويه وغيره عن هذا البيت: ولا تبادر في الشتاء وليدنا * ألقدر تنزلها بغير جعال
أستاذنا النحوي.
قد راجعتُ شرح شافية ابن الحاجب (2 /266) ونظرتُ كلام سيبويه - امتثالا للأمرين الواردين في كلامكم.
قال سيبويه:
واعلم أنَّ هذه الألِفات - ألفات الوصْل - تُحذف جميعًا إذا كان قبلها كلامٌ، إلاَّ ما ذكرْنا من الألِف واللاَّم في الاستِفْهام، وفي "ايمن" في باب القسم، لعلَّة قد ذكرناها، فُعِل ذلك بها في باب القسَم؛ حيثُ كانت مفتوحةً قبل الاستفهام فخافوا أن تلتبِس الألف بألفِ الاستِفْهام.
وتذهبُ في غير ذلك إذا كان قبلها كلامٌ، إلاَّ أن تقطع كلامَك وتستأنف؛ كما قالت الشّعراء في الأنصاف لأنَّها مواضع فصول، فإنَّما ابتدؤوا بعد قطع، قال الشاعر:
ولا يبادر في الشتاء وليدنا * * * القدر ينزلها بغير جعالوفي شرح الشافية:
وقد فعل الشعراء ذلك في أنصاف الأبيات؛ لأنَّها مواضع الفصْل، وإنَّما يبتدئون بعد قطْع؛ نحو قوله:
ولا تبادر في الشتاء وليدنا * * * القدر تنزلها بغير جعال= =
لكني لم أجد في ذلك تنصيصًا - كما تفضَّلت - على أنَّ الهمزة ترسم كهمزة القطع.
غاية ما هنالك، أن صنيع الشعراء ذلك إنَّما هو لأن أنصاف الأبيات مواضع فصل، فهم بهذا يبتدئون بعد قطع.
أقول: وإذا كان هذا عندهم ابتداءً بعد قطعٍ فهو شبيه بابتداء البيْت الثَّاني وما بعده في القصائد، فهل من قائل بقطع همزة الوصل في ابتداء الأبيات أيضًا أم ما الفارق؟
ومثاله من المعلقات:
الشاتِمَي عرضي ولم أشتمْهما * * * والنَّاذرين إذا لَم الْقَهُما دمي
قال أبو سعيد السيرافي في كتابه "ضرورة الشعر" (ص70-71): ((ومن ذلك: قطع ألف الوصل، وأكثر ما يكون في أول النصف الثاني من البيت؛ قال حسان:
ولا يبادرُ في الشتاء وليدُنا ألقدرُ ينزلها بغير جعالِ
وكان بعض النحويين يزعم أن الألف واللام للتعريف هما جميعا، بمنزلة ((قد))، وأن الألف حكمها ألا تحذف في الكلام، غير أنهم حذفوها لما كثرت استخفافا لا على أنها ألف وصل، وقائل هذا: ابن كيسان، واحتج بقطعهم إياها في أوائل الأنصاف الأخيرة من الأبيات.
ولا حجة له في هذا عندي؛ لأنهم قد يقطعون غير هذه الألف، من ذلك قول الشاعر:
لا نسب اليوم ولا خلة إتسع الخرق على الراقع
فقطع ألف ((إتسع)) وليس هي مع اللام.
وإنما يكثر هذا في النصف الأخير؛ لأنهم كثيرا يسكتون على النصف الأول؛ فيصير كأنه مبتدأ )).
وقال الأعلم الشنتمري في شرحه للبيت: (الشاهد فيه قطع ألف الوصل من قوله (ألقدر) ضرورة؛ وسوغ ذلك أن الشطر الأول من البيت يوقف عليه ثم يبتدأ ما بعده فقطع على هذه النية، وهذا من أقرب الضرورة)).
وقال همع الهوامع (3/445): ولا تثبت همزة الوصل غير مبدوء بها إلا في ضرورة كقوله
إذ جاوز الإِثْنَيْن سرُّ فإنّهُ بنَثٍّ وتكثير الحديثِ قَمِينُ
وكثر قطعها في أوائل أنصاف الأبيات لأنها إذ ذاك كأنها في ابتداء الكلام كقوله
لا نسب اليوم ولا خلة إتّسَعَ الخَرْقُ على الراقع
هذا كلام لعله أوضح مما سبق في أنهم يقطعون ألف الوصل في أنصاف الأبيات، والرسم يتبع ذلك، فقد نصوا على أنها همزة مقطوعة لورودها بعد وقف وفي المحتسب لابن جني كلام قريب من هذا، فهل من قائل بأن همزة الوصل تقطع لفظا لا خطًّا؟ لو وقفت على ذلك فأخبرني مشكورا (طلب لا أمر)؛ وأما قطع أمثال هذه الهمزة التي في أوائل الأبيات فمن يقطع يقطع في الموضعين، وإن لم أقف على من نص على القطع في أوائل الأبيات، ولكن لا أرى فرقا بينهما، وأنا إلى اليوم أحتاج في هذا الأمر إلى نصوص فلو وصلت إلى شيء فأعلمنا مشكورا.
أخي الباحث النحوي، جزاك الله خيرا على هذا الجهد.
أود أن نقرب المسألة شيئًا ولا نتوسع في النقول.
إذا كان السكوت على الشطر الأول والابتداء بالشطر الثاني ضرورةً - بحقّ - نقطع همزة الوصل كتابة.
وإذا لم يكن ذلك ضرورة فما وجه قطع الهمزة - هي في الأصل تنطق في الابتداء وتسقط في الدرج!
وأولى منه الابتداء بالبيت الثاني فما بعده.
وعندي بعض الأدلة على أن السكوت على الشطر الأول والبدء بالشطر الثاني ليس ضرورة .... وليس كما قال الأعلم الشنتمري: "وهذا من أقرب الضرورة" .. فضلا عن ما قاله غيره.
منها:
التصريع في الأثناء وليس في البيت الأول فقط.
قال امرؤ القيس في أثناء المعلقة:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل * * * وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجمليوقد يترك الشاعر التصريع في أول بيت ثم يصرع بعد هذا.
قال حميد بن ثور:
حلفتُ بربِّ الرَّاقصات إلى منًى * * * يمينًا وربِّ الواقفين على الحَبْلِ- - -
لو انَّ ليَ الدنيا وما عُدِلَتْ بهِ * * * وجُمْلٌ لغيري ما أردتُ سِوى جُملِ
أتهجُر جملا أم تلمُّ على جُملِ * * * وجُملٌ عيوف الرَّيق جاذِبة الوَصْلِ
قرأت الأبيات أمام الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم فنوَّنتُ (على جُمل) آخر الشطر الثالث، فنهاني، وراجعتُه فقال: التصريع يكون في أول بيت ويكون في الأثناء.
- - -
ومن الأدلة على أن البدء بالبيت الثاني وغيره ابتداء صحيح بعد قطع: انتهاء الأبيات بهاء السكت.
مثل قول عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -:
أقسمتُ يا نفس لتنزلنَّهْ * * * طائعة أو لتكرهنَّهْوقول ابن قيس الرقيات:
إن الحوادث بالمدينة قد * * * أوجعنني وقرعن مروتيَهْوالله أعلم.
الفاضل القارئ المليجي، أكرمه الله
كلامي وكلام العلماء عن قطع ألف الوصل في أنصاف الأبيات ليس له دخل على الإطلاق بقضية التصريع، وهل تكون في البيت الأول فقط أو الأول وغيره أو غير الأول، ليس هذا مجال الحديث، وإنما الحديث عن أن أوائل أنصاف الأبيات لا يوصل بما قبله، وإنما يوقف عليه، وبيت (ألقدر تنزلها) مثال على هذا، فهل تستطيع - بوصفك عروضيًّا كما ذكرتَ في مشاركة سابقة - أن تصل هذه الهمزة وأن تسقطها في الدرج من غير أن يسقط معك الوزن؟ هذا هو الكلام، أن موطن أوائل أنصاف الأبيات يسبقه دائما قطع عما قبله من كلام، ولا يدرج مع ما بعده.
فعلى هذا أنا معك أنه إن جاءت همزة الوصل في أول الشطر الثاني من بيت هو الأول في القصيدة أو الثاني أو الثالث أو ... فهي همزة قطع بنص العلماء؛ لزوال صفة ألف الوصل عنها وهي السقوط في الدرج، فتحول العارض وهو القطع في الابتداء إلى لازم.
أخي القارئ المليجي، أرجو أن تكون قرأت المشاركة السابقة، وأود أن أضيف هنا توضيحات استفدتها من حديثي مع الشيخ الفاضل حسني حسانين حول النصوص المذكورة:
- تأمل في كلام السيوطي مثلا (وكثر قطعها في أوائل أنصاف الأبيات؛ لأنها إذ ذاك كأنها في ابتداء الكلام) فما معنى هذا التعليل (لأنها إذ ذاك كأنها في ابتداء الكلام)؟ هل معناه: الهمزة تقطع في الابتداء لأنها تقطع في الابتداء! هذا أقل من تفسير الماء بالماء؛ بل المعنى: أنها تقطع على كل حال، تقطع أي: تصير همزة قطع بعد أن كانت همزة وصل؛ وهذا القطع لضرورة الشعر؛ حتى يستقيم الوزن.
- انظر صنيع كبار المحققين في هذه الأبيات إذ قطعوا في شرح الشافية همزة (ألقدر) وهمزة (إتسع) وكذا قطعها الأستاذ عبد السلام هارون في كتاب سيبويه؛ فهم كذلك فهموا أن القطع يكون في النطق والخط معا.
- لفظ سيبويه وغيره من العلماء: (أوائل أنصاف الأبيات) لا (أوائل أعجاز الأبيات) فلم يخصوا أعجاز الأبيات بقطع الهمزة إنما الأمثلة جاءت هكذا؛ وعليه فحديثهم يعم كلا من صدور الأبيات وأعجازها بلا تفرقة، وهو نص في قطع همزة الوصل في أوائل أنصاف الأبيات سواء الصدور أو الأعجاز، ولنضرب مثالا ببيت عنترة الذي ذكرته:
ألشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لم القهما دمي
فإن نهاية البيت الذي قبله (على ابْنَيْ ضمضمِ) ولا يصح أن نقف على هذا البيت أو نصله إلا بإشباع كسرة الميم من (ضمضمِ) فهذا يقتضي أنك ستبدأ كلامك بكلمة (ألشاتمي) ويكون ما قبلها مقطوعا عنها فلا بد من أن تنطق ألفها على كل حال، وهذا هو الفارق بين همزة الوصل والقطع كما ذكرتُ من قبل، وهو أنها تسقط عند وصل الكلام، وهذه الهمزة مهما وصلت كلامك فلا تجيء إلا مفصولة عما قبلها، وإن لم تنطق بهمزة (الشاتمي) فإن البيت ينكسر لا محالة.
- قول عبد الله بن رواحة:
أقسمتُ يا نفس لتنزلنَّهْ
طائعة أو [لا] لتكرهنَّهْ
هما بيتان من الرجز لا بيت واحد.
هما بيتان من الرجز لا بيت واحد.
أعرف هذا ...
ولذلك تراني قلت:
ومن الأدلة على أن البدء بالبيت الثاني وغيره ابتداء صحيح بعد قطع: انتهاء الأبيات بهاء السكت.
مثل قول عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -.
وأشكرك أخي الباحث النحوي على تصويب روايتي للرجز.
والخطأ عندي أني عدلت عن الرواية التي ليس فيها إشكال عندي، وهي: (لتنزِلِنَّ أو لتُكْرَهِنَّه).
وأشكر شيخنا الشيخ حسني على التوضيح.
ولعل من الإخوة الأفاضل من يكون رأيه مخالفًا لإثراء الموضوع.
نفع الله بكم وأحسن إليكم