قرأت آية من الكتاب العزيز وجدت فيها أن الله قد وصف علاجًا لضيق الصدر فأحببت أن تنتفعوا بها؛ فالقرآن شفاء للمؤمنين كما أخبر ربنا: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء/82]، وهي دعوة لمعالجة أمراضنا – خاصة القلبية – بالقرآن؛ فلا يبخلن أحد على إخوانه بآية وجد لها في نفسه معنًى لطيفًا، قد يغيب عن غيره، فأحيانًا تشعر أن آية كذا نزلت لك أنت وحدك، وتجد فيها تفريجًا لهمك وكربك، فلا تبخل على إخوانك بما تفضل الله به وساقه إليك، وها هي الآية:
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) }
قال الطبري في تفسيره:
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء المشركون من قومك من تكذيبهم إياك واستهزائهم بك وبما جئتهم به، وأن ذلك يُحْرِجك( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) يقول: فافزع فيما نابك من أمر تكرهه منهم إلى الشكر لله والثناء عليه والصلاة، يكْفك الله من ذلك ما أهمّك ، وهذا نحو الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا حَزَبَه أمر فَزِع إلى الصلاة.