تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 32 من 32

الموضوع: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    260
    ويروى عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها خمس ليال، ولولا أني أقطع الفكر منها ما جاوزتها إلى غيرها.

    261
    بل إذا تلوت قول الله تعالى: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله} وعلمت أن مبنى القرآن على الفصاحة وأن الذي جرت به عادة فصحاء العرب في النطق به أن يقابلوا الجميع بالجميع والواحد بالواحد، وكان الوجه أن يقال في مثل هذا / أن يقولوا عن اليمين والشمال أو عن الأيامن والشمائل تنبهت من ذلك على أن لاختلاف اللفظ معنى أوجبه، وذلك أن العمارة في الأرض في الربع الشمالي كلها إلا الشيء اليسير، فالظلال في أكثر الأوقات أو في كلها إلى جهة الشمال، وأقل الأظلال في بعض الأوقات إلى جهة الجنوب فوجب أن يدل على الأكثر بلفظ الكثير، وعلى الأقل بلفظ القليل، وذلك قوله تعالى عن اليمين الأظلال الجنوبية والشمائل الأظلال الشمالية {فتبارك الله رب العالمين} فتعلم مما قدمنا من ذلك أنه كتاب عزيز {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} وأن أمثال هذه الآية اشتملت على ما أتعب أهل الهيئة فيه أفكارهم وملأوا به مصنفاتهم، وقد وضح فيها بأيسر إشارة وأوضح عبارة، ويتحقق أن لا علم إلا وهو موجود في القرآن الكريم على نحو من الاختصار والتلخيص لا تصل إليه كل القوى البشرية.
    [سابقة للبحث في الإعجاز العلمي]

    264
    وقرأت في كتاب مراتب القضاة وعمال الأمصار أن سوارا القاضي كان إذا عدل عنده شاهد قال: أفجائز العدالة هو؟ وذلك أنه قد يكون العدل غير جائز العدالة لغلبة السهو والبله على كثير من الأخيار العدول. وإنما نبه سوار على ذلك أنه شهد عنده شاهدان لرجل بدار على آخر، فأنكر المشهود عليه إنكارا عضده قرينةُ حال تشهد له بالصدق، فدعا ذلك سوارا إلى أن استثبت الشاهدين في الشهادة فثبتا عليها، وكان بحضرة سوار بعض أقاربه فقال للشاهدين إنه ليس للقاضي أن يسألكما كيف علمتما ما شهدتما به ولكني أسألكما عن ذلك، فقالا: إنه أراد هذا المشهود له الحج فأحضرنا إلى هذه الدار وقال: هذه داري، فإن حدث بي حدث فهي في سبيل كذا، فقال: الله أكبر، فهل عندكما شيء تشهدان به غير ذلك؟ قالا: لا. قال: أفلو أحضرتكما إلى دار سوار وقلت لكما مثل هذه المقالة، أكنتما تشهدان بها لي؟ فتيقظا وعلما أنهما أخطآ فعادا عن الشهادة وعلم سوار أنهما إنما أتي عليهما من البله فكان يقول ما تقدم ذكره.

    266
    وهذا دليل ضعيف جدا [مفهوم المخالفة] ........
    وكل هذه الأقيسة إقناعية تعطي في بعض الأمور سكون النفس فقط / وهي ضعيفة جدا.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    267
    وقرأت في كتاب مراتب القضاة وعمال الأمصار أن أبا يوسف القاضي نعى ذلك على مالك بن أنس في مسائل شبيهة بها، فتوصل يحيى بن خالد إلى الرشيد في الجمع بينهما للمناظرة، وذلك في بعض حجات الرشيد، فأمر أن يحضر مالك فاعتذر أن به مرضا يمنعه الحضورَ فلم يعذره، فحضر إليه ومعه رجلان من قريش، فسأل أبو يوسف عن مسائل احتج فيها عنه القرشيان إلى أن انتهى إلى هذه المسألة. فقال أبو يوسف: يا أمير المؤمنين إن مالكا يزعم أن لو حلف رجل بالطلاق على جوزة أن فيها قلبين فكسرها فهشمها فلم يدر أقلب أم قلبان أن امرأته طالق. فقال القرشي إن مالكا يا أمير المؤمنين يقول ما هو أشد من هذا. وهو أن الحالف لو رفق فكسر الجوزة وخرج منها قلبان لزمه الطلاق، فقال كيف ذلك؟ وقد صدق قسمه. قال إنه لم يجب الطلاق بالحنث، ولكن للحلف على مجهول، فاستحسن الرشيد ذلك منه، ثم استأذنه في النهوض فقال: / إني أحب أن تتغدى معنا فأجابه إلى ذلك فجاء الخادم بالماء للغسل قبل الطعام فغسل الحاضرون وأتى الخادم إلى مالك فقبض يده وقال هي بدعة فقال الخادم فلا تأكل إذا مع أمير المؤمنين، فقال: إذا لا أبالي، فسمع الرشيد محاورتهما ولم يفهم ما قال، فاستفهم ذلك، فقال له أبو يوسف: قال له الخادم إن لم تغسل فلا تأكل مع أمير المؤمنين، فقال: إذا لا يبالي، يعني أمير المؤمنين فقال لنأكل ولا يغسل، فأكل فأمر له بصلة وانصرف، فما زال مالك يعرف ذلك لأبي يوسف ويحمده عليه على ما كان بينهما.

    269
    حتى إنه يقال إن أرشميدس كان يقول في تسبيحه سبحانه من يعلم وجود خطين بين خطين وتربيع الدائرة وضلع المسبع وجذر الأصم ولم تزل هذه الأشياء مجهولة يعتقد أنها من الممتنعات إلى أن صنع بلينوس [أبولونيوس] كتابه في المخروطات فبين بما أصله وجود ضلع المسبع ووجود خطين بين خطين وبقي تربيع الدائرة وجذر الأصم على حالهما.

    275
    ويقال إن أول من نظر في هذا النوع من العلم أرشميدس فإنه –فيما يقال- كان حاضرا مجلس إيرن ملك صقلية وقد أهدي إليه إكليل من ذهب عظيم القدر حسن الصنعة وأنه وقع في نفسه أن ذهب الإكليل ليس بالخالص، وأراد أن يمتحن ذلك ولم يطب نفسا بفساد صورة الإكليل لما فيه من حسن الصنعة فجعل ذلك مسألة ألقاها على أرشميدس ومن حضره فعمل أرشميدس كتابا في استخراج كمية كل واحد من جرمين مختلطين.
    وقد رأيت في ذلك كتبا منسوبة إليه وإلى غيره إلا أني لم أجدها من الإتقان والصحة على النحو الذي ينبغي أن يكون عليه ما يصدر عن أرشميدس، إذ كانت تحتاج إلى كلف صعبة وأمور وأحوال عسرة، ولم أزل مواصل البحث عما يكون في هذا المطلب على غاية الكمال والإتقان إلى أن وقع إلي كتاب منسوب [إلى] منالاوس صاحب كتاب الكرات فوجدته قد استوفى هذا المعنى استيفاء واستخرج كمية كل واحد من ثلاثة أجرام كثيرة مختلطة فضلا عن جرمين، ومن أحب علم ذلك على الاستقصاء وجده في ذلك الكتاب المذكور.

    280
    ولم يقدم أحد من المهندسين بعده [أرشميدس] على تراخي المدة وطول الزمن على تعاطي ذلك، إلى أن كان أول من أدركه وشعر به أبو سهل بحر بن رستم الكوهي، ثم أبو حامد أحمد بن محمد الصنعاني، فاستخرجه كل واحد منهما بالقطوع المخروطية وسلك الناس بعدهم سبيلهم في ذلك.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    281
    ولا حاجة إلى أن نورد ما قد استوفى غيرنا القول فيه في كتب معروفة، وكان مشهورا في كتاب موضوع وإنما الغرض تبيين ما يظن أنه يخفى على أكثر الناس، مما قد وضعه واضع، أو ما لم يهتد طالبه إلى استخراجه من مواضعه.

    286
    وإذا صحت حكايته عنه فقد خالف هذان الرجلان بطليموس فيما ذهب إليه، وكفى بذلك عليهما سبة إذ كان الرجل الذي لا يرتقي إلى درجته أحد إلا بما أسسه وبينه في هذا العلم، وكونه ممن لا يجازف في القول ولا يتبع الهوى فيما يدون ويؤلف، كما قال آخر في كتاب المجسطي وإذا كان هذا آخر ما كان ينبغي لنا أن نورده في هذا العلم بقدر ما أعاننا الزمن على / وجود ما ينبغي أن نحده واستخراج ما ينبغي أن نستخرجه، ونحسب ما يكون ما أوردناه في هذا العلم نافعا فقط من غير أن نلتمس التكثر والافتخار فقد يليق ويحسن أن يكون هذا آخر الكتاب.

    291
    وقد أوضح ذلك جميعه بطليموس في كتابه المعروف بالاقتصاص.
    فأما المجسطي فلم يذكر فيه غير قدر الشمس والقمر والأرض

    296
    وليس في الآلات ما يسمع منه جميع النغم الخمس عشرة إلا الآلة المركب عليها خمسة عشر وترا وتجعل الحوامل فيها على مواضع النسب المذكورة في الأبعاد وهي المسماة بالقانون.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    300
    يقال إن أفلاطون لما أسن طعن عليه بعض تلامذته في شيء من آرائه وخالف ما ذهب إليه.
    وربما حكوا أن ذلك هو أرسطوطاليس لقوله في بعض كتبه: إنا لنحب الحق ونحب أفلاطون فإذا اختلفا كنا مع الحق، وذلك أنه خالفه في أكثر آرائه، ولما بلغ ذلك أفلاطون خرج بذلك التلميذ وبغيره من تلاميذه إلى غيضة مسبعة ثم / أخرج آلة كان قد أعدها وصوت بها فظهر منها نوع من الألحان شج لم يسمع أشجى منه وأنه اجتمع لسماعه كل سبع كان في تلك الغيضة.
    ثم أقبل على التلميذ المخالف فقال: قد جمعت هذه السباع بضعف عقلي ففرقها بوفور عقلك، فعلم التلميذ ما بلغه عنه وتنصل إليه منه، واعترف له بالتقدم في الفضيلة ورغب إليه في صرف تلك السباع بأسرها فصوت في تلك الآلة أصواتا مهولة مخالفة لتلك الأصوات إلى أن افترقت بأسرها.
    وهذا خبر لا يعلم أحق هو أم باطل، لكنه من الممكن أن يوجد في الألحان الموسيقية ما يفعل في سائر القوى النفسانية البشرية فضلا عن الحيوانية أفعالا عجيبة على حسب إرادة صاحب اللحن.

    303
    ولا يجب أن يتلقى هذا الحديث وأمثاله بالإنكار إذ كان القياس يعضده والتجربة تشهد بصحته، وذلك أن النفس حاكمة على البدن، فإذا اشتغلت بما يليها تخلت عن تدبير القوى الأخرى، ألا ترى ما يعرض لمن يشغل فكره في أمر من الأمور النفسانية كيف يلهو عن الغذاء وربما كان ذلك المدة الطويلة التي تضر مثلها بجسمه ولو لم تكن نفسه مشتغلة عن تدبير جسمه لم يحس بشيء من ذلك.

    304
    إذ ليس في قدرة صاحب صناعة أن يبرهن على مبادئها ولا يبحث عن أصولها، فكما أن المهندس لا يلزمه البحث عن النقطة وإقامة الدليل على أنها لا جزء لها والنجار لا يلزمه البحث عن كون الخشب وسببه فكذلك الطبيب لا يلزمه أن ينظر في الأركان وهل هي أربعة أم أكثر من ذلك بل يتسلم علم ذلك من الطبيعي
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    320
    إن من البين أن في نوع الإنسان قوة ما زائدة على القوى التي ذكرت للنفس الحيوانية، وهي التي بها تدرك الكليات العامة، وذلك أن الإنسان قد يدرك بالحس / أن جسمين بعينهما لا يحلان في مكان واحد فيمنع ذلك تصديقه بأن كل جسمين لا يحلان في مكان واحد ويشاهد كلا منهما أعظم من جزئه، ويمكنه على مثال ذلك أن يستنبط من العلم بالمقدمات العلم بالنتائج ويؤلف الأقيسة ويفرق بين ما هو برهان مؤد إلى اليقين وما ليس كذلك، وما يوقع سكون النفس وغير ذلك من أنحاء التصديقات كالنتائج الشعرية والسفسطائية وغير ذلك. ويقتدر على استنباط الصنائع الخفية وبالجملة سائر الأشياء الإنسانية التي يحجب عنها كل حيوان غير الإنسان كالعلوم الرياضية والعلوم الإلهية وسائر الصنائع النظرية فيميز بينهما بفكرة وروية وتأمل، ويعلم من ذلك أن بالإنسان قوة زائدة على قوى الحيوان بلغ بها إلى هذا الحال ويسمى النطق، فنقول: إن هذه القوة وإن استعانت بالقوى الحيوانية في بعض الأحيان فإنها غير محتاجة إليها ولا تفتقر إلى إعانتها في سائر الأوقات، بل تدرك مدركاتها مجردة عن المواد فلا يحتاج فيها إلى استخدام الحواس، وهذا هو موضع السؤال في قوله: بماذا ترد على من زعم أن النطق تابع للنفس الحيوانية؟ أي أن القوة الناطقة هي مطية اختلاف الخلق ومزلة أقدام أهل النظر عن سنن الحق، وقد ترجحت فيه الأقوال وكثر بسببه الجدال، فزعمت طائفة من قدماء الفلاسفة أن النفس أمر كلي عام وأنه يفيض على / الأجسام فيض الشمس على ما يقع عليه شعاعها، فيعطي كل مادة قدر استحقاقها، وأنها ليست حالة في الأجساد وإنما هي مؤثرة فيها لضرب من المناسبة كما يفعل المغناطيس في الحديد وليس أحدهما حالا في الآخر، وأنها لا تزال مؤثرة في الجسم ما دام مستعدا لقبول الأثر، فإذا فسد استعداده بطل فعلها فيه كما يبطل فعل المغناطيس في الحديد عند فساد الحديد أو تغيره بما يلقى عليه من النور وغيره.
    وزعم آخرون أن النفس عرض وأنها تحدث مع اعتدال المزاج فإذا اختل المزاج وفسد نظام الجسم عدمت النفس.
    وذهبت طائفة أن النفس هي الدم وأنها جسم واحتجوا في ذلك بأقاويل خطابية وشعرية ولغوية وجروا على ما يقتضيه ظاهر اللفظ في لغة العرب ... / ... وأقاويل أخرى لا يحصى عددها كثرة

    324
    ولو رمنا تعديد جميع الاعتقادات في النفس لاقتضى ذلك كتابا مفردا قائما بذاته

    335
    فالأول الذي يعطي الوجود فقد جرت عادتهم أن يسموه دليلا، ولا يطلقون اسم البرهان إلا على ما كان يعطي السبب والوجود معا

    336
    ويحتجون [المتكلمون] على ذلك بحجج إقناعية منها:
    أنه لو كانت الأجسام كلها يمكن فيها التجزؤ إلى غير نهاية لكانت الحصاة مساوية للجبل، إذ ساوته في مساوقة التجزء، وهذا كلام خلق نازل جدا، إذ المساواة في قبول التجزء ليست المساواة في القدر.

    340
    والكيمياء هي المعروفة عند أهلها بالصناعة العظمى، وإنما سميت كيمياء اشتقاقا من الاكتماء أي الاختفاء وبحق اشتق لها هذا الاسم.

    340
    والروح الذي يصير عندهم [أهل الكيمياء] جسدا هو الزئبق، فأما الجسد الذي لا يبلى أبدا فهو الذهب والياقوت
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النادر.
    والحمد لله رب العالمين.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    جزيت خيراً على نقل هذه الفوائد ، وخاصة ما يستفاد من قوله تعالى : ((عن اليمين والشمائل)) .
    وللفائدة :
    فبالنسبة لنصف الكرة الشمالي من الأرض فان مراقبة حركة ظلال الأشياء فيه تستلزم أن نقف مواجهين لجهة الشمال (القطب الشمالي)، وفى هذا الوضع تكون جهة الشرق على اليمين وجهة الغرب على الشمال، وبما أن ظلال الأشياء تنتقل من جهة الغرب إلى جهة الشرق فان هذا يعنى أنها تنتقل من جهة الشمال إلى جهة اليمين، وهو ما يتوافق مع ما جاء في الآية الكريمة من تفيؤ الظلال عن الشمائل، أي رجوعها من جهة الشمال إلى اليمين.
    أما بالنسبة لنصف الكرة الجنوبي من الأرض فان مراقبة حركة ظلال الأشياء فيه تستلزم أن نقف مواجهين لجهة الجنوب (القطب الجنوبي)، وفى هذا الوضع تكون جهة الغرب على اليمين وجهة الشرق على الشمال، وبما أن ظلال الأشياء في الطبيعة تنتقل من جهة الغرب إلى جهة الشرق، فان هذا يعنى في هذا الوضع أنها تنتقل من جهة اليمين إلى جهة الشمال، وهو ما يتوافق مع ما جاء في الآية الكريمة من تفيؤ الظلال عن اليمين، أي رجوعها من جهة اليمين إلى الشمال.
    وهو ما يعنى أن الآية الكريمة قد عبرت بدقة متناهية عن حركة الظلال من جهة الغرب إلى جهة الشرق في نصفى الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي في آن واحد وبدقة متناهية، باستخدام لفظ اليمين ولفظ الشمائل إشارة لجهة الغرب فى نصفى الكرة الأرضية.
    ويبرز هنا تساؤل هام، لماذا استعملت الآية الكريمة اليمين بصيغة المفرد والشمائل بصيغة الجمع؟، إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في أن مساحة اليابسة وعدد السكان في نصف الكرة الشمالي أكبر من مساحة اليابسة وعدد السكان بنصف الكرة الجنوبي(15)، وهو مايوضح أن ظلال الأشياء المنتقلة من جهة الشمال لليمين بنصف الكرة الشمالي أكبر بكثير من ظلال الأشياء المنتقلة من جهة اليمين للشمال في نصف الكرة الجنوبي، لذلك جاء التعبير في الآية الكريمة عن الشمائل بصيغة الجمع والتعبير عن اليمين بصيغة المفرد، في وقت لم يكن معروفا فيه إلا ثلاث قارات فقط (أفريقيا وآسيا وأوروبا)، كما لم يكن معروفا تقسيم الأرض إلى نصف شمالي وآخر جنوبي، حيث أن اكتشاف أن البشر يعيشون على كرة أرضية تحتوى على سبع قارات (منها ست معمورة بالسكان) تأكد بعد نزول القرآن الكريم بعدة قرون، وهذا من دلائل إعجاز الوصف القرآني لحركة الظلال في الآية (48) من سورة النحل.
    http://www.egyptarch.com/quranmiracles/shadowmove.htm
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29278
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    قول الله تعالى: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله}
    أو يقال في تفسير هذه الآية الكريمة ، أنّ تفيؤ ظلال الشيء يكون مرتين :
    أحدهما : ظل ما بعد الزوال .
    والأخرى : إذا طلعت الشمس ؛ إذْ يتفيؤ الظل بعد أن غربت بالأمس .

    وبالنسبة للتعبير في قوله تعالى : ((عن اليمين والشمائل)) ؟ هل يراد به خصوص اليمين والشمال .
    أم هو أسلوب يراد به تعدد جهة التفيؤ بالنسبة للأشخاص ، دون إرادة عين اليمين والشمال ؟

    فالأقرب أن المراد : تعدد جهة التفيؤ فيدخل الأمام والخلف ، ولم يُذكر اختصاراً .
    فتكون جهة التفيؤ بالنسبة للأشخاص .

    وجُمع الشمائل ؛ لإظهار كثرة تفيؤ الظلال .
    ويجوز في اللغة أن يوحَّد لفظٌ كـ(اليمين) ويُجمَع مقابله .
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    للرفع والإفادة
    والتحفيز على القراءة.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    من نوادر الكتب التي قل أن تجد لها نظيرا

    ومن نظائره رسالة الشريف أبي القاسم علي بن الحسين المصري:


    وهي أولا في الجواب عن أسئلة في غريب اللغة قدمت إليه، فأجاب عنها، ثم قال:
    (( ولولا أنا لا ننهى عن خلق ونأتي مثله ولا نأمر بمعروف ونخالف فعله لسألنا مستفيدين ولقلنا متعلمين نثرا لما فيه من شفاء البيان لا نظما لما فيه من التعاصي والطغيان.
    فسألنا من اللغة إن كانت عنده مهما كما قال السائل عن العلافق بالعين فإنه بالغين معروف، وعن المرضة بكسر الميم فإنه بفتحها معروف ....


    فإن قال إن النحو هو المهم قلنا له: أرشدك الله! فما جمع على أفعلة أغفله سيبويه ولم يلحقه بكتابه أحد من النحويين؟ وهل ذلك الجمع إن كنت عارفا به مطردا ....


    فإن قال: لست أتشاغل بعلوم المعلمين وإنما آخذ بمذهب الجاحظ إذ يقول علم النسب والخبر علم الملوك، قلنا له: فمن أبو جلدة فإن أبا خلدة معروف؟ وما العاص وما اشتقاقه، فإن العاصي معروف ....


    فإن قال: إنه صاحب آثار وراوي سنن وأحكام قلنا له: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء خفة عارضيه وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن خفيف العارضين، لا على ما فسره المبرد فإنه لم يأت بشيء ....


    فإن قال: إنما أفنيت عمري في القرآن وعلومه وفي التأويل وفنونه. قلنا: إذًا يكون التوفيق دليلك والرشاد سبيلك، صف لنا كيف التحدي بهذا المعجز ليتم بوقوعه الإعجاز .... )) إلخ.


    وهي طويلة، وقد نقلت رءوس الأبواب فقط، وتجد تتمتها في المزهر للسيوطي (ج1 ص 591 - 621) في ثلاثين صفحة تقريبا !
    ومع الأسف كنت أتمنى معرفة جواب هذه المسائل، لكنه لم يذكرها.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  12. #32

    افتراضي رد: الفوائد المنتقاة من شرح المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد

    تسجيـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــل انبهار ومتــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــا بعة للموضــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــوع وربما وانا اقراء الموضوع كاملاً يتبادر الى ذهني بعض التساؤلات فربما تجدني اسأل عن بعض الامور.

    تابعوا بورك فيـــكم

    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •