
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
من نوادر الكتب التي قل أن تجد لها نظيرا
ومن نظائره رسالة الشريف أبي القاسم علي بن الحسين المصري:
وهي أولا في الجواب عن أسئلة في غريب اللغة قدمت إليه، فأجاب عنها، ثم قال:
(( ولولا أنا لا ننهى عن خلق ونأتي مثله ولا نأمر بمعروف ونخالف فعله لسألنا مستفيدين ولقلنا متعلمين نثرا لما فيه من شفاء البيان لا نظما لما فيه من التعاصي والطغيان.
فسألنا من اللغة إن كانت عنده مهما كما قال السائل عن العلافق بالعين فإنه بالغين معروف، وعن المرضة بكسر الميم فإنه بفتحها معروف ....
فإن قال إن النحو هو المهم قلنا له: أرشدك الله! فما جمع على أفعلة أغفله سيبويه ولم يلحقه بكتابه أحد من النحويين؟ وهل ذلك الجمع إن كنت عارفا به مطردا ....
فإن قال: لست أتشاغل بعلوم المعلمين وإنما آخذ بمذهب الجاحظ إذ يقول علم النسب والخبر علم الملوك، قلنا له: فمن أبو جلدة فإن أبا خلدة معروف؟ وما العاص وما اشتقاقه، فإن العاصي معروف ....
فإن قال: إنه صاحب آثار وراوي سنن وأحكام قلنا له: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء خفة عارضيه وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن خفيف العارضين، لا على ما فسره المبرد فإنه لم يأت بشيء ....
فإن قال: إنما أفنيت عمري في القرآن وعلومه وفي التأويل وفنونه. قلنا: إذًا يكون التوفيق دليلك والرشاد سبيلك، صف لنا كيف التحدي بهذا المعجز ليتم بوقوعه الإعجاز .... )) إلخ.
وهي طويلة، وقد نقلت رءوس الأبواب فقط، وتجد تتمتها في المزهر للسيوطي (ج1 ص 591 - 621) في ثلاثين صفحة تقريبا !
ومع الأسف كنت أتمنى معرفة جواب هذه المسائل، لكنه لم يذكرها.