الْـعِلْـمُ أَنفَـعُ مِـنْ تِـبْرٍ وَمِـنْ دُرَرِ وَمِـنْ لُجَـينٍ وَمِـنْ حَمْـرَاوَةِ الْـوبَرِ
وَمِـنْ غَـوَانٍ خَـرِيـدَات ٍ مُـنَعَّمَـةٍ وَمِـنْ مَـغَانٍ وَأَكْـوَابٍ عَلَى سُـرُرِ
وَمِـنْ حَـدَائِقِ نَخْـلٍ تَحْـتَهَا نَهَـرٌ عَلَـيهِ خَـيَّمَ ظِـلُّ النَّخْـلِ وَالشَّجَـرِ
بِـهَا تُغـَرِّدُ غَـادَاتٌ وَتَرْفُـلُ فِـي حُـلىً وَفِي حُـلَلٍ مِنْ سُـنْدُسٍ خُضْـرِ
وَمِـنْ عِـتَاقٍ وَوِلْـدَانٍ مُتَوَّجَـةٍ وَمِـنْ وَلاَئِـدَ ذَاتِ الْمَـيسِ وَالْحَـوَرِ
وَمِـنْ لُحُـومٍ وَمِـنْ خَمْـرٍ مُعَتَّـقَةٍ وَمِنْ جَـنَى النَّحْلِ أَوْ مِنَ السَّلْسَلِ النَّمِـرِ
لأَنَّ كُـلَّ الَّـذِي عَـدَّدْتُهُ حُـلُـمٌ وَلَمْـعُ آلٍ بَـدَا فِي سَـاعَةِ الْهَجَـرِ
وَالْعِلْـمُ يَنفـعُ فِي الـدُّنيا وَحِينـئِذٍ يَفُـوزُ قَـومٌ وَقَـومٌ فِي لَظَـى سَقَـرِ
لَكِـنَّمَا الْعِلْـمُ فَحْـلٌ لَيسَ يَبْلُغُـهُ سِـوَى فُحُـولِ رِجَـالٍ سَـادَةٍ غُـوَرِ
وَلَيـسَ يَحْـوِي عُلُـومَ الْفِقْهِ غَيْرُ فَتىً طُـولَ اللَّـيَالِي يَذُودُ النَّوْمَ بِالسَّهـرِ
مُسْتَيْقِـظٌ صَعِـدَتْ هِـمَّاتُهُ وَعَلَـتْ فَـوْقَ الطِّـبَاقِ مَحَلَّ الأَنجُمِ الزُّهُـرِ
وَمَـا بِـذِي لَعِـبٍ يَوْمـاً وَذِي هَـزَلٍ وَمَـا بِذِي كَـسَلٍ يُلْفَى وَلاَ ضَجَـرِ
لاَ بِالتَّـمَـنِّي وَمِـيْرَاثٍ بِـبَالِـغِـهِ وَلاَ يُـرَى فِي مَـنَامٍ سَـاعَةَ السَّحَـرِ
مَنْ يُعْطِـهِ الْكُـلَّ مِنْ جُهْـدٍ وَمِنْ طَلَبٍ يَنَلْـهُ مِنْهُ قَلِـيلٌ فَاسْتَـمِعْ خَبَـرِي
أَوْ يُعْطِـهِ بَعْضَ تَطْـلاَب ٍ فَلَيـسَ عَلَى تَحْصِـيْلِ شَـيءٍ مِنَ التَّقْيِيـدِ وَالأَثَـرِ
أَعَـزُّ مِـنْ رُتْبَـةِ الأَمْـلاَكِ رُتْبَـتُهُ وَلَـم يُنَـلْ فَوْقَـهُ فَخْـرٌ لِمُفْتَخِـرِ
إِنَّ الْمُلُـوكَ عَلَى كُلِّ الْـوَرَى حَكَـمٌ وَأَمْـرُهـُمْ نَافِـذٌ فِـي الْـبَرِّ وَالْبَحْـرِ
وَالْعَالِمُـون َ بِفَضْـلِ الْعِلْمِ حُكْـمُهُمُ عَلَى الْمُلُـوكِ جَـرَى قَهْـراً بِلاَ نُكُـرِ
وَإِنَّهُـمْ بَابُ رَبِّـي ثُـمَّ حُـجَّـتُـهُ وَفُـلْكُ نُـوحٍ وَمِنْـهَاجٌ إِلَـى الظَّفَـرِ
فَاطْلُـبهُ لِلّـَهِ لاَ تَـبغِي بـِهِ طَمـَعاً وَلاَ رِيَاءً وَلاَ جَـاهـاً مَـدَى الْعُمُـرِ
كَـفَاكَ شِعْـرِي إِشْـعَاراً لِمَطْـلَبِـهِ فَكُـلُّ ذِي حَـقِّهِ أَعْـطِ وَلاَ تَـذَرِ
وَاحْـذَرْ سُـؤَالَ مَلِـيكٍ عَادِلٍ حَكَمٍ يَوْمـاً بِهِ الْخَلْـقُ فِي رِبْحٍ وَفِي خُسْـرِ
ثُمَّ الصَّـلاَةُ عَلَى الْمُخْـتَارِ مَا صَدَحَـتْ وَرْقَـاءُ فِي غُصْـنِهَا الْمَـيَّاسِ بِالشَّجَـرِ
وَرَنَّحَ الْبَانَ هَفْـهَافُ الصَّـبا وَحَـدَا حَـادِي الْقَلُـوصِ لِنَحْوِ الْبيْتِ وَالْحِجْـرِ
الغشـري