
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمل الراحل
وهل أنت أصدق من الصادق المصدوق عندما وصف النساء بـ ( ناقصات ) العقل والدين ، ولأسباب معروفة لا دخل لها بـ جنون أو نحوه ، ولم يقل لا عقل لهن !
###
لم يصدق ( رحمه الله ) ولم تصدق انت .. فلم أقرأ كلاما فيه انتقاص للمرأة وظلم لها كما قرأته في المشاركة الأصلية . !
ألا يسعكم ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم ؟
كيف تريدون للمرأة ( زوجة - أخت - بنت ) أن تحترمكم وهذا كلامكم فيها !
لو كانت المرأة بالفعل كالمحنون لرفع عنها القلم واستراحت من التكليف والحساب .
لو كان الحسد في طينة النساء لسلمن من تبعاته والمحاسبة عليها .
نقصان عقلها معروف ونقصان دينها معروف ولن تحاسب عليه .
نعوذ بالله منكم أو أن يتولانا أمثالكم .
رويدك أختنا الفاضل رويدك ثم رويدك ، أنت تتكلمين وكأنك تشعرين بنقص عجيب لديك كأنك كما قال الشاعر : كاد المريب أن يقول خذوني .
قولك :
وهل أنت أصدق من الصادق المصدوق عندما وصف النساء بـ ( ناقصات ) العقل والدين ، ولأسباب معروفة لا دخل لها بـ جنون أو نحوه ، ولم يقل لا عقل لهن !
من قال من الإخوة : إن المرأة مجنونه لا عقل لها ، أو نحو ذلك ؟!!
فنقصان العقل والدين فسره الصادق المصدوق ـ عليه الصلاة والسلام ـ بقوله :
فعن أبي سَعيد الخُدْرِي ـ رضي الله عنه ـ ، قال : « خَرَجَ رسولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في أضحى ـ أو في فِطرٍ ، إِلى المصلَّى ، فمرَّ عَلَى النساءِ فقال: يا مَعشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ ، فإني أُرِيتكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ . فقُلنَ : وبمَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : تُكثرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكفُرْنَ العَشيرَ ، ما رأيتُ من ناقِصاتِ عَقلٍ ودِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِم مِن إِحداكنَّ. قلنَ وما نُقصانُ دِينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : أَلَيسَ شَهادةُ المرأةِ مِثلُ نِصفِ شَهادةِ الرجُل ؟ قلن : بَلى. قال : فذلِكَ من نُقصان عَقلِها . أليسَ إِذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ ؟ قلن : بَلى . قال : فذلِك من نُقصانِ دِينِها ». رواه البخاري في صحيحه .
وفي رواية مسلم : عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ عَنْ رَسُولِ اللّهِ ، أَنَّهُ قَالَ: « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الإِسْتِغْفَارَ . فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ » فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ ، جَزْلَةٌ : وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ . قَالَ : « تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ. وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبَ مِنْكُنَّ » قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ : « أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ . فَهذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي ، وَتُفْطرُ فِي رَمَضَانَ، فَهذَا نُقْصَانُ الدِّينِ » .
وإذا تأملنا رواية البخاري : " فذلِكَ من نُقصان عَقلِها " ، أن " من " للتبعيض ، أي من بعض نقصان عقلها . وكذا في نقصان دينها .
ولم يقل " فذلك نقصان " فدلّ على أنّ نقصان العقل والدين يكون بما ذكر من نقص الشهادة ونقص الصلاة وبغيرهما أيضاً ممّا يشترك فيه الرجال والنساء وهو كثير. وبناءً عليه يزيد الإيمان وينقص . فقد يزيد في بعض النساء وينقص في بعض الرجال والعكس بالعكس كذلك . ومن هنا نقول بأنّ المرأة والرجل متساويان في الخطاب التكليفي وفي الثواب والعقاب .
فنقص العقل والدين شيء نسبيّ بالإضافة إلى ذلك التفاوت بين الكامل والأكمل ، والناقص والأنقص .
ثمّ العموم في النساء (كونهنّ ناقصات عقل ودين) ليس على عمومه ، أخرج البخاري في كتاب الأنبياء باب قوله تعالى : (وإذ قالت الملائكة يا مريم...) (10/691) ، و مسلم (2431) في فضائل الصحابة باب فضائل خديجة... والترمذي (1830) في الأطعمة باب ما جاء في فضل الثريد . عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ. وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ " .
وأخرجه الترمذي (3888) في المناقب باب مناقب خديجة ، وأحمد في المسند ، وابن حبان (2222) ، والحاكم (3/157) بلفظ : « كَمُلَ مِنَ الرّجالِ كَثِـيرٌ ، وَلَـمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلاَّ مَرْيَـمُ ، وآسِيَةُ امْرأةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْـلِدٍ ، وَفـاطِمَةُ بِنْتُ مُـحَمَّدٍ » .
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في "الفتح " : " وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومهنّ على ذلك لأنّه من أصل الخلقة ؛ لكنّ التنبيه على ذلك تحذيراً من الافتتان بهنّ . ولهذا رتّب العذاب على ما ذكر من الكفران وغيره لا على النقص . أي على ما ذكر من إكثار اللعن وكفران العشير وإذهاب عقول الرجال " .
وليس نقص العقل في النساء هو نقص في القدرات العقلية ، أي أن قدرات النساء على التفكير هي أقل من قدرات الرجال . بمعنى أن المرأة تختلف عن الرجل في تركيبة العقل و
الإستعداد العقلي فهي أقل منه وأنقص . لا .
قال تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )[ التين 4] وحسن التقويم يشمل الرجال والنساء إلاّ أنّهما يختلفان من حيث العاطفة و الإحساس ، فالمرأة أكثر عاطفة وإحساساً ، وأقلّ تعقلاً و تفكّراً . والرجل عكس ذلك ، لأن العاطفة والإحساس يضعفان التعقّل والتفكّر ، فكلما ازداد الإنسان عاطفةً و إحساساً قل تعقلاً سواء كان رجلاً أو امرأة . و المرأة تحتاج الى هذه العاطفة في الحياة الزوجية لا سيما في المسائل التربوية ، كما أن الرجل يحتاج الى العقل القويّ ليدبّر أمره و معيشته .
فالرجل يحتاج الى عاطفة المرأة و المرأة تحتاج الى عقل الرجل و تدبيره ، فكلّ منهما مكمّل للآخر . و بذلك يحصل الاطمئنان و السكون المطلوب في الاسرة .
ولا يعني هذا أن المرأة يحكم عليها بالجنون أو نحوه ، فإن هذا لم يقله أحد في الدنيا فضلاً عن مسلم يعلم ما للمرأة من قدر وشأن ومكانة في الإسلام .
ومع هذا النقص في عقلها فقد تفوق الكثير من الرجال في تفكيرها ورجاحة عقلها وتدبيرها ، لكن هذا هو الغالب على طبيعة النساء وجبلتهن . والأكثر فيهن ومن هنا جاءت الوصية بهن وبمعاشرتهن على ما فيهن من النقص في العقل والدين .
والغيرة ، وحسد الغيرة لا تنكره أي مرأة إلا من كانت مكابرة ، وكلنا يعلم غيرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهل هناك من النساء مثل عائشة .
أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ خرج من عندها ليلاً ، قالت : فغِرت عليه ، فجاء فرأى ما أصنع فقال : « ما لك يا عائشة أغِرْتِ » فقلت : ما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ « لقد جاءك شيطانك » ، قلت : يا رسول الله أمعي شيطان ؟ قال : «نعم» ، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال : «نعم» ، ولكن أعانني الله حتى أسلم » .
لم يصدق ( رحمه الله ) ولم تصدق انت .. فلم أقرأ كلاما فيه انتقاص للمرأة وظلم لها كما قرأته في المشاركة الأصلية . !
سبحان الله ..
المشاركة تتكلم عن العشرة الزوجيه والوصية للزوج في كيفية معاشرته لزوجته ، وكيفية المحافظة عليها ، فأين الظلم في قوله ـ رحمه الله ـ :
ـ " ينبغي للزوج
إكرام الزوجة بما يناسب من موجبات المحبة والألفة ، كإكرام مثواها ، وإجادة ملبوسها على الوجه اللائق ، ومشورتها في الجزئيات إيهاماً أنه اتخذها كاتمة أسراره ، وتخليتها في المنزل لتهتم بخدمته .
ـ ويراعى إكرام أقاربها ، ودفع الغيرة عنها بإشغال خاطرها بأمور المنزل ، ولا يؤثر الغير عليها وإن كان خيراً منها ؛ فإن الغيرةَ والحسدَ في طينة النساء مع نقصان العقل ، فإذا لم يدفع عنها أدى إلى قبائح .
ـ الرجل في المنزل كالقلب في البدن فكما لا يكون قلب واحد متبعاً لحياة بَدَنَين لا يكون لرجل تدبير منزلين على الوجه الأكمل ، ولا تغتر بما وقع لأفراد فالنادر لا نقص به .
وهذه وصية منه ـ رحمه الله ـ بعدم التعدد ، محافظة لشعور المرأة ومحبتها ، وإن كان لا يوافق عليه في العموم .
ـ ويتحرز عن إظهار إفراط محبتها ، وعن مشاورتها في الكليات ، ولا يطلعها على أسراره ؛ فإنها وإن كتمتها حالاً تظهرها عند ظهور الغيرة .
أما عدم إظهار الإفراط في محبتها ... إلى غير ذلك ، فهذه أمور مجربة ، وهي الغالب في طبع النساء وربما يدخل هذا في حال الشقاق إلى كفران العشير ، وإنكار محبته وإفشاء سره وغير ذلك .
و لا يعني هذا أيضاً أن الرجل لا يكون فيه كفران العشرة لزوجته ، لكن هذا هو الغالب في النساء مما جعلهن أكثر أهل النار من الرجال .
ألا يسعكم ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم ؟
كيف تريدون للمرأة ( زوجة - أخت - بنت ) أن تحترمكم وهذا كلامكم فيها !
لو كانت المرأة بالفعل كالمحنون لرفع عنها القلم واستراحت من التكليف والحساب .
لو كان الحسد في طينة النساء لسلمن من تبعاته والمحاسبة عليها .
نقصان عقلها معروف ونقصان دينها معروف ولن تحاسب عليه .
نعوذ بالله منكم أو أن يتولانا أمثالكم
كلامك هذا كله كلام عاطفة ، لا علم فيه .. وما هكذا أختنا الفاضلة تخاطبين إخوانك ( نعوذ بالله منكم أو أن يتولانا أمثالكم ) .
نسأل الله أن يتولنا ويتولاك بعفوه وبرحمته .
هذا ما تم تحريره على عُجالة من الأمر ، ولعل فيما ذُكر أعلاه فيه الكفاية .
والله أعلم