
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمل الراحل
ما شاء الله !
أسلوب جميل جذاب .. واصل ..
تذكرتُ بعد قراءة هذا المقطع ، قصة إحدى النساء التقتْ بها إحدى قريباتي الثقات ، في الحرم المكي ، تقول قريبتي :
لفت انتباهي امرأة مسنة مقيمة في ( الحرم المكي ) لا تفارقه ليل نهار !
من حولها الخدم ويزورها كل يوم تقريبا أو كل يومين ، رجل يبدو من مظهره وأسلوبه في الحديث والحرس من حوله أنه من التجار .
تقول : فاقتربتُ منها لأستفسر عن سر بقائها في الحرم ، مع ما يبدو من مظهرها ومظهر مَن يزورها أنها امرأة ذات مال وجاه !
فابتسمتْ المرأة العجوز وقالت : آه لو علمتِ بقصتي فربما لن تصدقيني ، لكن دعيني أحكي لكِ من البداية .
كنتُ فتاة في الثالثة عشر من عمري ، حين كنتُ أرعى غنم والدي في إحدى قرى عسير ، فقدر الله لي أن أضل الطريق إلى البيت حتى غابت الشمس ، فمشيت أهيم على وجهي لعلي أجد ما أهتدي به ، فلمحتُ من بعيد نارًا ، فحمدتُ الله أن وجدتُ لي ملاذا - هكذا ظننتُ - فعندما وصلت إليها وجدت عندها رجلًا فأخبرتُه بقصتي ، فطمأنني ، ولم أكن أعلم ما تخفيه نفسه تجاهي .
وفي الصباح عدتُ إلى أهلي ، فأخبرتُ أمي ببراءة الفتيات بما فعله بي الرجل ، فأخبرتْ والدي ، وهنا جن جنونه ، ولم يدر ما يفعل بي ، فجاءني وأمرني بالاستعداد معه للسفر إلى مكة المكرمة .
سافرنا أنا وهو فقط .
وعندما وصلنا الحرم ، أمرني بأن أمكث فيه حتى يأتيني الموتُ ، وألا أخبر أحدا باسمي وعائلتي .
وقال : أما أنا فسأقول بأنك متّ ونحن في طريقنا للحرم .
وأعاد عليها االتعليمات وأغلظ عليها القول وهددها حتى اقتنعت وسلمت أمرها لله .
تقول : ظللتُ على هذي الحال أعيش على الصدقات وأنام وأصحو في الحرم .. حتى فوجئت بـ انتفاخ في بطني فأدركتُ الحقيقة المرة ، جاءني المخاض ووضعت حملي ( أظنها قالت في مستشفى جياد وكان وقتها صغيرا جدا ) وكانت المفاجأة أني وضعتُ طفلين ذكر !
ووقتها لم يكن هناك بطاقات ولا شيء من هذا .
فجعلتُ لهما اسما وهميا ( اسم الوالد والعائلة ) .
فكبر أولادي وكانوا يخدمون التجار في الحرم ، ويجمعون ما يكسبون - قرشا على قرش - حتى تكون لهما مالا ، استطاعا المتاجرة به ، فكتب الله لهما الثراء الفاحش بعدها .
ثم أشارت بيدها إلى ناطحات السحاب الموجودة حول الحرم ، وقالت : لو قلتِ لك إن أولادي يملكون منها فهل تصدقيني ؟!
لو قلت لكِ إنهما معروفان الآن في عالم الثراء الفاحش هل تصدقيني ؟!
لو قلتُ لكِ أنهما تزوجا من من بنات أكبر تجار المنطقة الغربية .
وإلى يومك هذا وهما لا يعلمان عن حقيقة وجودهما او والدهما الوهمي !
فسألتها قريبتي عن منزلها فقالت : ليس لي منزل ، وقد رفضت كل العروض من أولادي أن أعيش في قصر كما يعيشون ، أنا أنفذ وصية والدي لي حتى ألقى الله !
*
الشاهد من القصة :
إهمال الأهل لابنتهم لم يتحمله إلا هي ولم تتجرع مرارته إلا هي فبأي ذنبٍ يحملها الأهل نتيجة أخطائهم !
* * *
لقد قرأت القصة مرة ومرتين ..
بل ونطقتُ بها في أكثر من مجلس ..
بل قالوا أن القصة مختلقة ..
قلت لهم : هل تريدون أن تقفون على تلك القصة حقيقة حتى تكون حقيقة ؟! ..
أما بالنسبةِ للقصة ..
فإنه أحزنني ما حَدث لها ، ولا ألومها أبداً ..
ولا ألوم أي فتاة أو امرأة تقع في تلك الأمور ..
لأن هناك من أهملها ظاناً أنه يحرسها .. !
لقد تذكرت تلك الفتاة ..
التي كان يحرسها أبوها عن كل ما يخدش العفة والحياء ..
في نظرهِ أنه محافظ عليها .. !
وهو لا يعلم أن الكَبت يولد الإنفجار ..
الطريقة هنا تعني الإهمال ..
يجب على هذا الأب وغيره أن يشرحون لأبناءهم الأمر ..
ولكن بصورة غير واضحة ..
حتى تتضح لهم مع مرور الزَّمن ..
الأطفال يجهلون ولكن يتعلمون ..
والفتاة تتعلم من صديقاتها وقريباتها ..
والولد أيضاً من حارتهِ وأقاربه ..
الكثير لا يعي معنى التربية الحسنة ..
ويعتقد أنها فقط في منعهم من التلفاز والمحافظة على الصلوة .. !
لا .. لا تقف هنا فقط .. ولكن في إقناعهم لم تحافظ ولم تُمنع من المشاهدة .. !
عندما كنا صغاراً .. لم تكن لا محدودة بالصممت فقط .. !
ولكن كان هناك الكثير من الإيضاح ..
شكراً لإضافتكِ ..
حفظك الله وحرسك ..
* * *

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربوع الاسـلام
بُورك فيك أخي المكرم ..
أسلوب أدبي ماتع ..
القائمة سوداء ..
والقصص سوداء ..
والنتائج أشد سوادًا منها ..!
زادكَ ربي من فضله وعطائه ..
* * *
ليت الأمر يقف عن النهاية .. !
ولكن المصيبة هي ما بعد النهاية وهي النتيجة ..
وفقك الله أختي الفاضلة ..
* * *