تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    السلام عليكم

    قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران : 77]

    عندما نظرتُ في تفسير قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) وجدت بعض أهل العلم يفسرها بالرحمة (أي ان معنى النظر هنا هو الرحمة) وبعضهم بـ"نظرة الرحمة" وبعضهم قال (ولا ينظر إليهم) برحمة ، ويظهر لي أن
    الأخير هو نفس قول بعضهم (لا ينظر إليهم نظرة رحمة)


    سؤالي هو: هل قولهم "نظرة رحمة" يعني النظر الحقيقي الذي هو الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة فيها رحمة ؟
    أي أن الرؤية العامة ثابتة لهم، والمنفي هو الرؤية/ النظرة الخاصة التي نتيجتها الرحمة ؟

    وإذا كان الجواب بأن المقصود منها الرحمة وليس النظر الحقيقي الذي نتيجته الرحمة
    فما الدليل على صرف اللفظ عن ظاهره؟
    وكيف الجمع بينها وبين هذا الأثر:
    السنة لعبد الله بن أحمد - (1 / 161)
    حدثني عباس بن عبد العظيم سنة ست وعشرين ومائتين سمعت سليمان ابن حرب قال القرآن ليس بمخلوق فقلت له انك كنت لا تقول هذا فما بدا لك قال استخرجته من كتاب الله عز و جل لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم فالكلام والنظر واحد // إسناده صحيح

    أثبت سليمان بن حرب أن "ينظر" في الآية هو النظر.. ولم يفسرها بالرحمة، واثبت انها صفة لله عز وجل مثل الكلام.


    وهناك أثر عن أحد السلف فهمتُ منه أنه لا ينظر إليهم مطلقا، لا نظرة رحمة ولا غيرها وهو هذا الأثر:

    قال أبو عِمْرَانَ الْجَنَدِيَّ,: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ إِلا رَحِمَه, وَلَوْ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ لَرَحِمَهُمْ, وَلَكِنْ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ".
    فهل هناك خلاف في المسألة؟
    إذا كانت نظرة خاصة
    او المقصود منها النظر (الرؤية) مطلقا (بمشيئته طبعا)

    (وهو سبب طرحي لهذا الموضوع:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48192 )
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    الحمد لله وحده والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
    ليعلم قبل الخوض في الموضوع؛ أن صفة (البصر) صفة ثابتة لله تعالى لا ينكرها إلا كافر، فإذا علم هذا عرف أنها صفة تليق بذاته سبحانه وتعالى، مكتملة الحواس لا شية فيها، ولا نقص يعتريها؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الدجال: ".. والله ليس بأعور..".
    فإذا علمت هذا؛ عرفت أن من مستلزمات البصر النظر والرؤية، وهذا مما ثبت قطعاً بلا نزاع لله تعالى ولا مرية، ومنكر هذا متنقص لله تعالى كافر به.

    وبالنسبة لموضوع مسألتنا؛ فمن الخلل أن يخبر صلى الله عليه وسلم عن صفتين لله تعالى المقام يقتضي اشتراكهما ومن ثم نقول _ من أنفسنا _: الأولى غير الثانية.
    ومن عرف العربية، وسبر النصوص عرف استواء المعنى بينهما من جهة التعبير بالصفة الحسية المعروفة؛ أي: الكلام والنظر بالبصر (الرؤية).
    كيف وقد أتى التصريح في غير ما حديث بنزع الرحمة عن أصناف ممن يستحق العذاب؛ وبدون ذكر نفي الرؤية لهم.

    فتكون الغاية المرادة من هذا التعبير _ أقصد عدم النظر إليهم _ تابعة لعدم الكلام معهم، فيكون في هذا زيادة حسرة وندامة في عدم قبول معذرتهم أو حتى أن ينظر لهم ويراهم لاستحقاقهم العذاب حقاً بدون مناقشة أو أخذ ورد كما ثبت في غير ما حديث من طريقة الحساب والعرض، لقوة ذنبهم وجرأتهم على الله بلا حياء.
    وهذا هو الفهم الصحيح الذي فهم به سلف الأمة هذا التعبير، وما قال الإمام سليمان كلامه هذا جزافاً، بل عرف فعلاً أن الكلام والنظر واحد.

    ثم لا يلزم من نفي الكلام معهم والنظر إليهم؛ نفيه بالكلية عنهم، بل قد ورد في غير ما آية وحديث مخاطبة الله لأهل النار؛ وجزماً هذا النوع من المعذبين من أهلها، والخطاب يشملهم، فكونه أتى في النص النفي ليس لنا ثلاثة:
    1) أن نصرفه عن ظاهره لإزالة شبهة.
    2) أن نعممه عليهم بالكلية في كل وقت.
    3) أن نعمم القول بان نظر الله لخلقه رحمة، فهذا لم يقم الدليل على تعميمه.

    وقد صرح الإمام ابن تيمية بهذا؛ وأن النظر في الآية هنا نظر رؤية وإبصار في كتابه (شرح العقيدة الأصفهانية ص63 الرشد) وقبله الإمام الدارمي في (نقض المريسي 1/220)، وما لجأ إلى هذا التفسير والتأويل لمعنى الآية إلا أرباب المذاهب غير أهل السنة والجماعة؛ وخاصة الأشاعرة ومن نحى نحوهم وعلى رأسهم الإمام البيهقي في كتابه (الاعتقاد) وغيره من العلماء، والحق أن هذا ليس مذهب جميعهم كما هو ثابت، بل قد وافق أهل السنة والجماعة الحافظ ابن حجر في (الفتح 13/433) حيث قال:
    (والمراد هنا من هذه الآية؛ قوله بعده: {.. ولا ينظر إليهم..}، ويؤخذ منه تفسير قوله: "لقي الله وهو عليه غضبان" ومقتضاه: أن الغضب سبب لمنع الكلام والرؤية، والرضا سبب لوجودهما).
    وما نقل عن أبو عمران الجندي فهو مما تفرد به رحمه الله، وإثبات كلامه على إطلاقه وتعميمه في كل نظر رب العزة يحتاج إلى دليل، وما أراه رحمه الله تعالى إلا قصد بعد وقوع الحساب ودخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار، وطي الصحف.
    وقد ورد نحو هذا الكلام من قول الملطي في كتابه (التنبيه والرد ص62)؛ قال:
    ({ولا يكلمهم} يعني بعد الحساب، {ولا ينظر إليهم} يوم القيامة بعد الحساب).
    وما زلت أقول هذا الكلام يحتاج للتدليل عليه، وقد ثبت خلافه.

    الكلام حول الأمر يطول؛ لكن هذا ما أراد الله توضيحه حول الموضوع المطروح، نسأل الله التوفيق والسداد آمين
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    بارك الله فيك

    يعني افهم من قولك بأن (لا ينظر إليهم) هو نفي لنظر الله إليهم بعد انتهاء الحساب ؟

    وماذا عن تفسير علماء أهل السنة قديما وحديثا لها بأنها (نظرة رحمة) ؟
    الذي فهمته منه أنه نظرة (رؤية) فيها رحمة، أي انه نفي لنظرة خاصة وليس الرؤية العامة
    ولكن لست متأكدة من ان فهمي لقولهم (نظرة رحمة) هو الصحيح
    وذلك لضعف لغتي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    وفيك بارك أخيتي..

    بل لا تفهمي هذا رعاك الله؛ فلم أقرره أصلاً حتى يُفهم من كلامي.. بل غاية ما هنالك أن هذا قولٌ تفرد به الجندي وفسره بعض اهل العلم استناداً على مثل ذلك.. وقلت أن مثل هذا _ وهو قول: أن الله لا ينظر إلى أهل النار بعد الحساب _ يحتاج إلى دليل، قلت: قد ثبت خلافه.
    فإن كان المراد بالنظر بعد الحساب وطي الصحف وذبح الموت = نظر الرحمه _ والذي يستوي فيه الرؤية الحسية والرحمة المعنوية معاً _ فهذا مما يستحيل جزماً لمخالفته الكتاب والسنة.

    بل الأليق بالسياق، والأجدر بالتعبير والعقاب هو كون عدم الرؤية لهم حال الحساب قبل، بحيث يصدق عليهم قول الله تعالى في القرآن بعدم عذرهم في آيات أخر؛ وذلك كما أشرت إليه سابقاً من عظم جرمهم وقوته وعدم حيائهم من الله تعالى في اقترافه، فناسب هذه الصفة بالعذاب؛ وهو شدة الإعراض في مقابل شدة الإعراض: الأول أخروي والثاني دنيوي.

    وأما بالنسبة لأهل السنة؛ فالذي أعرفه أخيتي أن من كان منهم على مذهب أهل السنة والجماعة متبعاً لما قرره السلف ما فسر الآية إلا بالنظر الحقيقي (الرؤية) ولا أعرف أن واحداً منهم بهذا الوصف الذي وصفت لك قد فسرها بغير ذلك.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    القول بأن عدم نظره إليهم أي نظر رحمة أو نظر اعتبار وما أشبهه, ليس من التأويل المذموم , بل هذا من المبالغة في تقريعهم دون اقتضاء ذلك نفي صفة النظر أو البصر,إلخ
    كما يقول القائل لشخص كرهه:لن أنظر إليك بعد اليوم, فينظر إليه بعينه ومع هذا يكون متلبساً بمعنى ما وعد به من عدم النظر إليه, لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, وسع سمعه الأصوات
    ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى :لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء :لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
    وليلاحظ الأريب أن الله استعمل كلمة النظر في هذا المقام,دون البصر
    وبهذا المعنى السابق :لا أتصور عاقلا يخالف فيه
    وبالمناسبة ليس هذا مراد الشيخ التميمي حتى لا يسيء أحد الظن فيه
    حفظه الله تعالى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    فسرها ابن كثير رحمه الله بنظرة الرحمة وكذلك فسرها الشيخ ابن عثيمن رحمه الله وغيرهم ممن لا اذكر اسماءهم الآن

    ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى :لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء :لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
    بارك الله فيك

    صفة العلم تختلف
    فهي ليست مرتبطة بالمشيئة ولا أظن أن في ذلك خلاف
    فالله عز وجل يعلم كل شيء منذ الأزل فلا يصح أصلا أن يُقال بأنه إذا شاء لم يعلم شيئا معينا
    فلديه علم كل شيء منذ الأزل قبل حصولها
    وعَلِمها أيضا عند حصولها

    أما النظر
    فكما قال اخونا ابو الفداء
    فإن قولنا بأن الله اراد أن لا ينظر لشخص معين في وقت معين لسبب معين ، ليس فيه نقص لأن الله عز وجل يعلم ما عليه ذلك الشخص في ذلك الوقت بعلمه، ولا يلزم أن ينظر إليه حتى يعلمه
    بل لديه علم كل شيء قبل وجود المخلوقات وعند وجودها، واعراضه عن النظر لذلك الشخص هو لسبب وهو باختياره عز وجل

    ولا اقول هذا على انه هو الاعتقاد الصحيح، فانا ما زلت ادرس المسألة ولكن اقول بأن هذا الاعتقاد ليس فيه نفي لعلم الله عز وجل بالاشياء لمجرد انه لم ينظر إليها بإرادته سبحانه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    165

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    قد جاء في ردي يا أخية الإسلام ما يغني عن هذا الاستدراك
    ولكني أقول :ليس هذا من التأويل المذموم, بل هو نظير تأويل معية الله بالعلم
    وأبعد الشوكاني النجعة وأغرب في "التحف بمذاهب السلف" حيث ادعى أنه لا يقال هو معنا أي بعلمه
    والله الموفق

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة ؟

    أما قولك هذا: (فسرها ابن كثير رحمه الله بنظرة الرحمة وكذلك فسرها الشيخ ابن عثيمن رحمه الله وغيرهم ممن لا اذكر اسماءهم الآن).

    فأقول: هذا مما أخذوه عن شيخ المفسرين الأكبر محمد بن جرير الطبري؛ قلدوه عليه، ولا يضر فتقليدهم له رضاً به، لكن هل أرادوا نفي الرؤية الحسية مع كونها نظرة رحمة أم لا؟! وهل مع عدم الرؤية ينتفي علم الله بما لم يره ام لا؟! وهل تأويلهم هذا تأويل عام للآية لا يصح ولا يستقيم التأويل بغيره أم لا؟!

    فالجواب على ذلك كله:
    -جزماً وقطعاً لم يريدوا نفي الرؤية الحسية مع كونهم وصفوها وتأولوها بنظرة الرحمة المعنوية.. وكتب هؤلاء الأئمة من أهل السنة وتقريراتهم تؤيد هذا، بل وحاشاهم نفي الرؤية الحسية عنه سبحانه وتعالى.. حيث أن النظر هنا في مسألتنا عندهم شاملٌ للمعنين: الحسي(الرؤية) والمعنوي (الرحمة) لكنهم لما أن كان المقام مقام عذاب وعقاب ناسب تغليب جانب الرحمة فانصرف التعبير بـ(النظر) لها مع بقاء قسيمها الآخر واقعاً وهو الرؤية الحسية.. ومن تتبع كلامهم عرف ذلك.

    -أما كون علم الله ينتفي بما لم يره وما لم يقع نظره الحسي عليه؛ فهذا والله مما حاشاهم قوله او حتى التفكير به، وقائل هذا إن كان متعمداً قاصداً فهو كافر بالله تعالى عليه غضب الله وعقوبته الشديدة.. ونربأ بهم صدور ذلك منهم أو قصده رحمهم الله تعالى.

    -واما كون تأويلهم هو التأويل الوحيد للآية ولا معنى لها إلا هو؛ فهذا لا يصح ولا يحسن، وما قال واحد منهم هذا، بل من الخطأ تعميم مثل هذا، كيف وقد فسر بالرؤية الحسية.. وعند النظر في تأويل الفريقين _ وأقصد مفسري أهل السنة والجماعة فقط ولا لي شأن بغيرهم _ نجد ان خلافهم لفظي؛ والجميع تأويل واحد؛ بيان ذلك:
    أنه لما كان المقام مقام عذاب وعقاب؛ وكان الذنب الصادر من هؤلاء عظيم كبير؛ تحصل من مجموع هذا أمرين:
    1) انتفاء الرحمة، ليحصل العذاب الشديد.
    2) انتفاء الرؤية، ليحصل الخوف الشديد والإيقان التام بالعذاب.

    بمعنى أن مستلزم الرؤية _ بزعمهم _ = حصول الرحمة المحتملة لهم، ومستلزم عدم الرؤية = الإيقان بعدم حصول الرحمة.

    إذاً: ينتج عندنا أن الخلل من جهة فصل أحد المعنيين عن الآخر؛أقصد معنى الرؤية ومعنى الرحمة، بل والله هما متلازمان: إن لم يكن حقيقة ووقوعاً وإلا فمن وجهة نظر المصروف عن النظر = المُعَذَّب.

    هذا ما أراده من فسر من أهل السنة والجماعة، وهذا ما قصدته من قولي السابق رعاك الله.. وفيما ذكر وما قبله من الكلام كفاية شافية بإذن الله لترك الخوض في هذا المقام ومعرفة الحق فيه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •