قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره (1/283) : " وروى البخاري بسنده عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر يقول : قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فطاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين ، فهذا كله مما يدل على أن المراد بالمقام إِنما هو الحجر الذي كان إِبراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة ، لما ارتفع الجدار أتاه إِسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار ، وكلما كمل ناحية انتقل إِلى الناحية الأخرى يطوف حول الكعبة ، وهو واقف عليه كلما فرغ من جدار نقله إِلى الناحية التي تليها ، وهكذا حتى تم بناء جدران الكعبة ـ كما سيأتي بيانه في قصة إِبراهيم وإِسماعيل في بناء البيت من رواية ابن عباس عند البخاري ـ ، وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ، ولم يزل هذا معروفاً تعرفه العرب في جاهليتها ، ولهذا قال أبو طالب في قصيدته المعروفة اللامية :
وموطىء إِبراهيم في الصخر رطبة *** على قدميه حافياً غير ناعل
وقد أدرك المسلمون ذلك فيه كما قال عبد الله بن وهب : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب : أن أنس ابن مالك حدثهم ، قال : رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص قدميه، غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم " . أهـ