3. بعض الأقوال التّي قالها أصحابها، فَفهِمَها غيرهم على غير مرادها.
مثالها: مقولة الإمام أبي الحسن الكرخي
حيث ثَبت عنه في كتابه (الأصول) أنّه قال:
"الأصل أنّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنهّا تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق!".
............
وهذه العبارة يذكرها كلّ من أراد أن يتحدَّث عن التعصُّب، يُقلِّد من تكلَّم قبله، وتعلّمها الصِغار فأصبحوا يتناقلونها فَكِهين.
يقولون: ما به هذا الإمام المتعصب ؟؟!...
.............
فقلت واعجباه ! إمام:
"ترأس مذهب أبي حنيفة في زمانه، وترك طلبةً كانوا عُمدةً للمذهب بعده.
قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 168).
"ولو ذكرنا ما عندنا من أخبار أبي الحسن وأخبار أبي خازم لاحتجنا إلى كتاب مفرد"..
ولا يكاد يخلو كتاب أصولي من آرائه
كان نظَّاراً، مولعا بالجدل، يناظر أقرانه فيغلِبهم
..............
أَتُراه كان يُواجِه خصمه بقول أبي حنيفة الذّي نسخ القرآن !!...
عجيب أمر من لا يبذل أدنى جهد ليُحسِن الظنَّ في حملة هذا الدّين.
..................
ومقولة الإمام الكرخي هذه...
صاحبها أَجلُّ أن يَقصِد بها/ أنّ:
قول إِمامه هو الأصل، والقرآن والسنَّة هما الفرع
كما يقول ذلك من لا يحسن إلاَّ ترديد ما سَمِع..
وإنّما هي مقولة يُروَّض بها الناشئة والمبتدئون الذّين يقرأون المتون الفقهية
حتىّ إذا عَلِم حديثا أو آية ظهر له منها أنّها تخالف ما ذهب إليه صاحب المتن، قيل له:
إنّ هذه الآية أو الحديث منسوخ، أو مؤول
حتىّ يُلقِ في قلبه طمأنينة لما يقرأه
فإذا تعلم كيفية استنباط الأحكام أُخبِر بالطريقة.
فهي مقولة للتدريب و الترويض.
.............
وإن أردت أن تدرك فائدة هذه المقولة، فانظر في حال من أُخبِر في بِداية تفقهه أنّ الإمام الذّي يقرأ متنه الفقهي يخالف آيات صريحة، وأحاديث صحيحة لا تُعدُّ ولا تستقصى...!!
.............
نسأل الله أن يوفق معلِّمينا إلى منهجيةالطلب قبل الطلب.