بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الداعية (التوحيد)
جزاك الله تعالى عنا كل خير
وفيت وكفيتِ أيتها الفاضلة
لاحرمت الأجر والمثوبة من ربٍ كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الداعية (التوحيد)
جزاك الله تعالى عنا كل خير
وفيت وكفيتِ أيتها الفاضلة
لاحرمت الأجر والمثوبة من ربٍ كريم
الأخت محبة الكتاب والسنة :
شكرا على الإطلاع على الموضوع .
بارك الله في الجميع..
لا أعلم علاقة هذا بقرار المسلمات في بيوتهن!
فمخططات الأعداء معروفة ولا أجادل فيها وقد غزوابيوتنا بكل ما يستطيعون من السبل, ونحن لانريد إلا أن نحارب بأسلوب واحد فقط..
يا أختي الفاضلة,,
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :
((كلٌ ميسر لما خُلق له)), متفق عليه
فأنت الآن..
إن كان في خروجك لمثل تلك المؤتمرات خيرٌ بيّن, ولم يترتب على خروجك هذا مفسدة أعظم, ولم تتركي وراءك زوجًا وأطفالا أحوج إليك ممن سواهم, والتزمتِ بالحجاب الكامل, ولم تخالطي من الرجال أحدًا, فلا أعلم من يلزمك القعود!
أما أن تفرضي ذلك على غيرك من المسلمات وتجعلي الأصل عدم قرار المرأة في البيت, فهذا غير مقبول شرعًا ولا عرفًا؛ لأن المعلوم أن الخير في بقائهن لرعاية البيت والأطفال, وتنشئة جيل صلب البنيان, متماسك, لا يلين ولا يستكين, ولا يلهث وراء الناعقين..
كان القاسم وإبراهيم -من التابعين- يسمعان من عائشة -رضي الله عنها
فكان في كلام أحدهما لحن..
فقالت عائشة: قد علمت من أين لكنة (لحن) هذا ومن أين فصاحة هذا
هذا ربّته أمه وذاك ربّته أمه
وكانت أم أحدهما أعجمية, فانتقلت العجة إلى ولدها وبقيت معه رغم علمه وتفقهه في الدين!
وصدق من قال: إذا علمت رجلا فقد علمت فردًا.. وإذا علمت امرأة فقد علمت جيلا
ألا ترين أن النساء في بيوتهن على ثغرة عظيــــــمة؟
ألا ترين حال شبابنا الآن؟
كم فرطت الأمهات في الواجبات, فلخلفن من ورائهن الحسرات
هؤلاء اليهود الذين يريدون الإطاحة بنا من خلال إغرء الشباب والتعرض لهم, كيف سيفعلون في جيل متماسك قوي, تربى على تقوى الله, ووجد الأم التي تزرع فيه خشية الله في السر والعلن, وتبُث في نفسه روح الانتصار والقدرة على التصدي لتلك الفتن؟
لن يجد لذلك سبيلا..
أتدرين لم قال: "غير اليهود"؟
لأنه لا يباح لهم ذلك مع الرجال من اليهود لأنهم فقط في اعتقادهم هم الرجال, وغيرهم فلا!
فاليهود من اكثر الناس تشددًا في دينهم وأشدهم حرصًا على نسائهم وفتياتهم.
أختي الفاضلة التوحيد
بدءا أود شكرك على تفضلك برأيك
أنا أم يا أختي وأعلم علم اليقين أن تربية الأبناء لا تأخذ من وقت المرأة أربعة وعشرين ساعة ، والتذرع بتربية الأبناء والقعود في البيت مطلقا يترك الساحة فارغة أمام المفسدات ، وأنت تعلمين أن أمنا الصديقة رضي الله عنها قعدت في البيت وخرجت لممارسة العمل السياسي عندما اجتهدت ورأت أن الظرف يحتم الخروج للوقوف بوجه من يريد بالأمة سوءا .
إن فهم القرار في البيت خلف لنا جيوشا من العاطلات عن الدعوة إلى الله بحجة رعاية الزوج والأبناء ، وصار بعضهن عبئا على هذه الأمة بدل أن ينظمن أنفسهن في الأحياء والمؤسسات ويدفعن بالإعلام الهادف ويغشين المنتديات ومواقع القرار ، ربما أتاحت لي فرصة الإقتراب قليلا من أنشطة العلمانيات التعرف على أساليبهن في تجييش الفتيات والأرامل والفقيرات وتأليبهن على الإسلام ، وقد سمعت مؤخرا من تطالب بإلغاء مكاتب استقبال الفنادق إدلاء الرجل والمرأة بعقد زواجهما قبل الحصول على الإقامة فيه وتوعدت وطالبت بحملة تواقيع لتحقيق الإلغاء واعتبرت هذه قضية أيضا ... إنهن يا أخيتي لا يرضين أبدا وكل سلاحهن نشاطهن والضغوط التي يمارسنها من خلال المواقع التي عملن طويلا على الوصول إليها .. صحافة إعلام نفوذ ... بعدها بيومين حضرت حفلا لأخت حفظت تلاثين حزبا وأنا أجلها إلا أنني طالبت في كلمتي أن نقرن الحفظ بالتدبر وربطه بالذي يهيج من حولنا وكررت أن في باكستان أزيد من خمسة ملايين حامل لكتاب الله الكريم ومع ذلك فهي دولة متخلفة بامتياز ويتلاعب بجيشها من شاء فأين الخلل ؟
اعذريني أختي الفاضلة إذا قلت أن تنظيم الوقت يتيح لنا نحن الأمهات الحصول على نصف يوم في الأسبوع على الأقل لبناء العمل التربوي الدعوي والسياسي والفكري ... على غرار ما تقوم به المفسدات وهن في نفس الآن يربين رجالا مشوهين ويدفعن بهن إلى ساحات التأثير تباعا ..
أبدا لست أفرض رأيي على أحد وبودي لو ضربت لي مثالا على ذلك فيما أوردت سلفا .. أبدا لست في موقع الحكم ولا يهمني أن يسفه رايي أحد وقد تلقيت إشارات أكثر من ثلاث مرات في هذا المنتدى ، ولكن أتمنى أن يرينا الله الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، لدينا مشكلة وهي قبول الرأي الآخر وعدم اعتباره فرضا ، وأتمنى أن نطلع على مخططات الآخرين بشكل مكثف لعل الله ينفلنا هممهم وطموحاتهم .
ما ذكرته عن عجمة اللسان أود أن لا ينسيك أننا أخذنا صحاحا عن عجم وأبناء نساء عجم .
هناك إشارة أخرى أختي الفاضلة في الموضوع وهي أن معظم النساء لديهن خادمات وقد اتخذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خادما ، فتفرغن أكثر لتربية الأبناء واتسع وقتهن لأكثر من ذلك خصوصا إذا غابوا يوما كاملا في المدرسة ، هناك نساء عازبات ولهن نصيب من التعليم ، هناك نساء كبر أبناؤهن ولم يجدن عملا منظما يتيح لهن المساهمة في إعلاء كلمة الله ، هناك مطلقات كثيرات ، هناك فتيات لديهن ما يكفي من الوقت والإستعداد لتقديم المفيد ...الخ .. برأيك هل نأمرهن بالقرار في البيوت هكذا بشكل مجرد ونجلسهن للدعوة على النت في أحسن الأحوال ؟
أسأل الله يا أختي الفاضلة أن يرفع غمة الأمة وأن ينصر هذا الدين على أعدائه ، وماكا خطئا فهو مني وما كان صوابا فهو من خالقي .
أولا: أشكر لك -أختي الفاضلة- حسن أدبك واتباعك لأُسس التحاور البناء, وأسأل الله أن ينفع بك وأن يجعلك هادية مهدية وأن يوفقني وإياك لما فيه الخير والصلاح.
ثانيًا: لم أسفه كلامك ولم يفعل أحد ذلك, وتلقي بعض الإشارات من أصحاب المجلس, لا يعني أبدًا تسفيه الرأي, وإنما هي مجرد ملاحظات يتحتم علينا أخذها بين الاعتبار.
ثالثًا: المثل الذي ذكرت حول عجمة اللسان لم أقصد به قلة العلم, ولم أنكر أبدًا وجود بعض العلماء والفقهاء الأفذاذ منهم, وكان مثالي أيضًا لعالم فقيه, ولكن وددت فقط التنويه والتذكير بدور الأم وشدة التأثر بها مهما بلغ الإنسان من علم.
رابعًأ: خروج عائشة -رضي الله عنها- في هذه الحادثة كان له سبب أخر, وقد قالت رضي الله عنها لما تبين لها أن هذه كلاب حوأب :"ما أظنني إلا أني إلا راجعة" وقد ألحّ عليها الصحابة بالبقاء حتى يراها المسلمون ويصلح الله بها الأمر, وتنتهي تلك افتنة, فقالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)), صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وكان هذا اجتهادًا منها, ثم آثرت الرجوع..
فلا يعتد بتلك الواقعة أبدًا, وقد كانت تروي الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قعر بيتها, ولم تخرج, بل كان الصحابة -رضي الله عنهم- يأتون إليها فيسألونها من وراء الحجب.
خامسًا: عندما توفق العلمانيات في أفعالن وبث سمومهن الخبيثة, فليس سبب نجاحهن قعود النساء في البيوت!
وإنما السبب الجهل بعلوم الشريعة والبعد عن الله, ومعالجة الأمر تكون بتعلم العلم الشرعي وتثقيف الفتيات وتوعيتهن وتسلحهن بالعلم الشرعي الذي أصبح من السهل تحصيله دون الحاجة للخروج.
سادسًا: أمر الخادمات وإن كان مألوفًا في المملكة العربية السعودية, وبعض دول الخليج, دون غيرها من الدول, إلا أنه لا يعني أنه يتحتم على الزوجة أو الأم أن تستغل ما توفر لها من وقت في حضور الندوات, وتأسيس البرلمانات, ومن وُفقت لذلك دون مخالفة الأوامر ودون تعدي الحدود, فلا مانع من أن تفيد وتستفيد, على أني أرى ما تعانيه غالب الداعيات من جهل ونقص شديد في العلم الشرعي, فعليها أن تتسلح بالعلم الشرعي قبل أن تخرج لمواجهة فتن لا طاقة لها بها.
سابعًا: تقولين -بارك الله فيك: "في باكستان أزيد من خمسة ملايين حامل لكتاب الله الكريم ومع ذلك فهي دولة متخلفة بامتياز ويتلاعب بجيشها من شاء فأين الخلل ؟"
الخلل في عدم اتباع أوامر القرآن الصريحة وعدم العمل بها, وإعمال الرأي بما يخالفها, فالعمل بما نحفظ يقتضي العمل بجميع آيات القرآن ومنها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}
ثامنًا:الأمر ليس لي ولا لك أيتها الكريمة, ولا أستطع أن أنصح أو أطلب منهن مخالفة أمر صريح أمر به ربي جل وعلا, ولعل العلمانيات أن لم يجدن حولهن من الفتيات المسلمات من تخرج وتستمع إليهن -ببقائهن في بيوتهن- فلن يجدن من يتأثر بهن!برأيك هل نأمرهن بالقرار في البيوت هكذا بشكل مجرد ونجلسهن للدعوة على النت في أحسن الأحوال ؟
.
ولا أنكر يا أختي الفاضلة مما لكثير من الداعيات من فضل وما تحقق على أيديهن من خير ونفع للإسلام؛ حتى لا يُفهم من قولي أني لا أؤيد الأعمال الدعوية, وإلا فستغلق دور التحفيظ, والمؤسسات الخيرية التي تديرها وتقوم عليها ثلة من أخواتنا الصالحات, ولا أنكر فضل الطبيبات والمعلمات ومايقدمنه للنساء من خير ونفع عظيم, وقد أباح الشرع للمرأة مثل هذه الأعمال, وبين الفقهاء أن للمرأة الخروج متى ما دعت الحاجة وأمنت على نفسها الفتنة ولم يترتب على خروجها مفسدة, ولم تفعل ذلك على حساب ما هو اوى وأهم منه..
لكن الذي أود ان أقوله, ولعله نقطة الخلاف الوحيدة بيننا
أنه لا ينبغي لنا أن نقول بأن خروج النساء هو الأصل, وأنه لا سبيل للعمل بقول الله {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}؛ وكلٌ ميسر لما خلق له؛ فكل من وفقها الله ويسر لها سبل الدعوة, فلا يمانع الشرع في خروجها بالضوابط المذكورة, وأسأل الله أن يوفق كل أخت داعية وكل ن أرادت النفع وأن يهدينا سبلنا إنه سميع قريب مجيب.
قال تعالى :﴿ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ﴾[الأحزاب : 33].
إن الشرع لم يُوجب على النساء الخروج من بيوتهن، لأداء الصلوات المكتوبات، وحثهن على أداء هذه الصلوات في بيوتهن. فأداء النساء في بيوتهن للصلوات المفروضة، أفضل من أدائهن لهذه الصلوات في المساجد.
وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارًا .وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها، وراحة لقلبها، وانشراح لصدرها . فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه .
ودلَّت الآية الكريمة على وجوب لزوم المرأة المسلمة بيتها، وعدم خروجها منه إلاَّ عند الحاجة.
ويدلُّ على ذلك أيضًا ما روته أم المؤمنين عائشةك قالت: «خَرَجَتْ
سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلاً فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ
عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِي >فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهْوَ في حُجْرَتِي يَتَعَشَّى،
وَإِنَّ في يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: « قَدْ أَذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنّ َ »([1]).
ومن أقوال العلماء في الآية الكريمة :
قال أبو عبد الله القرطبي/:
« معنى هذه الآية: الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي >فقد دخل غيرُهنّ فيه بالمعنى. هذا لو لم يَرِدْ دليلٌ يخصُّ جميع النساء، كيف والشريعة طافحةٌ بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة »([2]).
وقال أبو الفرج ابن الجوزي/:
«قال المفسرون: ومعنى الآية : الأمر لهن بالتوقر، والسكون في بيوتهن وأن لا يخرجن »([3]).
وقال ابن كثير /:
«أي : الْزَمْنَ بيوتكنَّ فلا تخرجن لغير حاجة »([4]).
وقال القاضي أبو بكر بن العربي /:
«يعني: اسكنَّ فيها ولا تتحركن ولا تبرحن منها »([5]).
وقال أبو الثناء محمود الآلوسي/:
«بعد أن ذكر القراءات المتعدِّدة لقوله تعالى:« وَقَرْنَ »: ( والمرادُ على جميع القراءات: أمرُهُنَّ - رضي الله تعالى عنهنَّ - بمُلازمة البيوت ، وهو أمرٌ مطلوبٌ من سائر النساء »([6]).
وقال الجصاص/:
«وفيه الدلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيوت، منهيات عن
الخروج»([7]).
قال شيخنا - حفظه الله -:
«أما بالنسبة لحكم مسألة الباب فاعلم أنه يكره خروج المرأة من بيتها لغير حاجة. لقول الله عز وجل: ﴿ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ﴾[الأحزاب : 33].
والخطاب وإن كان موجهًا لنساء النبيّ >فنساء المؤمنين تبعٌ لهنّ في ذلك .
ولكن محل خروج النساء؛ هو عند أمن الفتنة، وامتناع الفساد لقول الله عز وجل: ﴿ﮌﮍﮎﮏ﴾[البقرة : 205]. وقوله تعالى: ﴿ﯓﯔﯕﯖﯗﯘ﴾[الأعراف : 56].
وينبغي أن تكون حالةُ المرأة وهي خارجة على وفق ما يقتضيه الشرع، وما يلزم به من العفة والتستر الذي ينافي التبرج والسفور، وينبغي لها عند خروجها أن تمتنع من الطيب وتترك مزاحمة الرجال وتمشي على حافة الطريق ولا تضرب بأرجلها ليُعلم ما يخفى من زينتها وتلزم الحياء في مشيتها، وبصفة عامة تتبع ما أمر به الله ورسوله عند خروجها، ويلزمها أيضًا أن تستأذن الزوج، أو تعلم رضاه، وبالله التوفيق»([8]).
lقلت : (أبو المنذر):فعلى المرأة أن لا تكون خَرَّاجَةً، ولَّاجَةً، بل عليها القرار في بيتها.وعليها أن تتدبر هذه الآية العظيمة الجامعة.
نعم، لو تأملتها المرأة وعملت بها لحازت خيري الدنيا والآخرة .
ولله درُّ الثوريعندما قَالَ: ( ليس للمرأة خير من بيتها)([9]).
ولكن إذا كان لديكِ أيتها المرأة حاجة ضرورية إلى السوق، وليس هناك من يقوم بها غيركِ، فلا بأس أن تخرجي، مع التزامك بالآداب الشرعية، ومنها ارتداء الحجاب الشرعي الساتر لجميع الجسم، والبعد عن الخلوة بالرجال، وغيرها من الآداب وسيأتي بأذن الله بيانها.
قال الإمام ابن الجوزي:
«قلت: قد بينا أن خروج النساء مباح. لكن إذا خيفت الفتنة بهن أو منهن فالامتناع من الخروج أفضل؛ لأن نساء الصدر الأول كُنَّ على غير ما نشأ نساء هذا الزمان عليه وكذلك الرجال»([10]).
وقال العينيّ:
«يجوز لهن أن يخرجن لما يحتجن إليه من أمورهن الجائزة بشرط أن يكن بذة الهيئة خشنة الملبس تفلة الريح مستورة الأعضاء غير متبرجات بزينة ولا رافعة صوتها »([11]).
قال ابن قيّم الجوزيّة:
«يجب على وليّ الأمر منع النّساء من الخروج متزيّنات متجمّلات ، ومنعهنّ من الثّياب الّتي يكنّ بها كاسيات عاريّات ، كالثّياب الواسعة والرّقاق »([12]).
قال الشيخ بكر أبو زيد/:
«الأصل لزوم النساء البيوت، لقول الله تعالى:﴿ﭶﭷﭸ﴾ [الأحزاب: 33].
فهو عزيمة شرعية في حقهن، وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة.
ولهذا جاء بعدها:﴿ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ﴾ أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية. والأمر بالقرار في البيوت حجاب لهن بالجُدر والخُدُور عن البروز أمام الأجانب، وعن الاختلاط، فإذا برزن أمام الأجانب، وجب عليهن الحجاب باشتمال اللباس الساتر لجميع البدن، والزينة المكتسبة .
ومَن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن، وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك.
قال الله تعالى: ﴿ﭶﭷﭸ﴾[الأحزاب: 33]، وقالI:﴿ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾[الأحزاب: 34]، وقالU : ﴿ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ﴾[الطلاق: 1].
وبحفظ هذا الأصل تتحقق المقاصد الشرعية الآتية:
1ـ مراعاة ما قضت به الفطرة، وحال الوجود الإنساني، وشرعة رب العالمين، من القسمة العادلة بين عباده من أن عمل المرأة داخل البيت، وعمل الرجل خارجه.
2 ـ مراعاة ما قضت به الشريعة من أن المجتمع الإسلامي مجتمع فردي -أي غير مختلط- فللمرأة مجتمعها الخاص بها، وهو داخل البيت، وللرجل مجتمعه الخاص به، وهو خارج البيت.
3 ـ قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية -البيت- يكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب في البيت: زوجة، وأمَّا، وراعية لبيت زوجها، ووفاء بحقوقه من سكن إليها، وتهيئة مطعم ومشرب وملبس، ومربية جيل.
... وقد ثبت من حديث ابن عمر ب أن رسول الله - > - قال :«الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»([13])متفق على صحته.
قرارها في بيتها فيه وفاء بما أوجب الله عليها من الصلوات المفروضات وغيرها، ولهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها، فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة والجماعة في الصلوات، وصار فرض الحج عليها مشروطاً بوجود محرم لها.
وقال الشيخ أحمد شاكر / معلقًا على هذا الحديث في «عمدة التفسير: (3/11) » : « فإذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضة -على أن الحج من أعلى القربات عند الله- فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للإسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد، حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات إلى بلاد الكفر، وحدهن دون محرم، أو مع زوج أو محرم (كأنه لا وجود له، فأين الرجال؟! أين الرجال؟!! » ....ثم قَالَ في موضع آخر (انظر إلى هذا، وإلى ما يفعل نساء عصرنا المتهتكات الفاجرات الداعيات، وهنَّ ينتسبن إلى الإسلام زوراً وكذباً، يساعدهن الرجال الفجار الأجرياء على الله وعلى رسوله وعلى بديهيات الإسلام، يزعمون جميعًا أن لا بأس بسفور المرأة، وبخروجها عارية باغية، وباختلاطها بالرجال في الأسواق وأماكن اللهو والفجور، ويجترؤون جميعاً فيزعمون أن الإسلام لم يحرم عليها السفر في البعثات التي يسمونها علمية، ويجيزون لها أن تتولى المناصب السياسية. بل انظروا إلى منظر هؤلاء الفواجر في الأسواق والطرقات، وقد كشفن عن عوراتهن التي أمر الله ورسوله بسترها، فترى المرأة وقد كشفت عن رأسها متزينة متهتك، وكشفت عن ثدييها،
وعن صدرها وظهرها، وعن إبطيها وما تحت إبطيها، وتلبس الثياب التي
لا تستر شيئًا، والتي تشف عما تحتها، وتظهره في أجمل مظهر لها، بل إننا نرى
هذه المنكرات في نهار رمضان، لا يستحين، ولا يستحي مَن استرعاه الله إياهن من الرجال، بل من أشباه الرجال الدياييث، ثم قل بعد ذلك: أهؤلاء -رجالًا ونساءً- مسلمون ؟!! »([14]) .
نقلًا من كتابي ((السوق آداب و أحكام)).
([1]) البخاري (4939) ( باب خُرُوجِ النِّسَاءِ لِحَوَائِجِهِنّ َ).
([2]) «الجامع لأحكام القرآن» (17/141) ط. الرسالة.
([3]) «زاد المسير» (6/379) ط. المكتب الإسلامي.
([4]) «التفسير» (11/150).
([5]) «أحكام القرآن » (3/ 568) ط. دار الكتب العلمية.
([6]) «روح المعاني» (22/6) ط. دار إحياء التراث العربي – بيروت.
([7]) «أحكام القرآن» (5/229) ط. دار إحياء التراث العربي – بيروت.
([8]) «جامع أحكام النساء» (4/363) بتصرف.
([9]) «التمهيد» (23/402).
([10]) «أحكام النساء له»(28) .
([11]) «عمدة القاري» (19/125) ط. إحياء التراث.
([12]) «الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» (1/407) ط. مطبعة المدني.
([13]) البخاري (304)، ومسلم (1829).
([14])((حراسة الفضيلة» (ص:193).
اطلعت على هذا المقال في شبكة حضر موت العربية وأحببت إضافته للتوضيح :
انتقد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق عدم مشاركة المرأة في برامج إذاعة القران الكريم. ودعا فضيلته إلى مشاركة المرأة المسلمة بالدعوة عبر بعض الفضائيات الجادة، وقال "نحن نحب ونشجع إذا رأينا في القنوات الفضائية مثل (اقرأ) و (الشارقة) وغيرهما برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني (أي بغطاء الرأس دون الوجه)، وينبغي لنا أن نفرح بأن 90 % من النساء المسلمات يرين أن هذا الحجاب هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن باتباعه". مبيناً فضيلته أن أكثر من 90 % من نساء المسلمين يعتقدن بالمعنى الثاني للحجاب الإسلامي. مشيراً إلى أن الخلاف في الحجاب بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن. معرباً عن اعتقاده بأن العالم الإسلامي بحاجة إلى خروج هؤلاء النسوة المعروفات بالدعوة واللواتي عندهن تجارب ليستفيد منها مجموع النساء في معاقل الدعوة في العالم الإسلامي كله "
وأشار الشيخ المطلق إلى حاجة المجتمع إلى دعوة المرأة الفقيهة العالمة التي تتحدث عن إيقاظ الضمير والاعتزاز بالإسلام وأخذ الدين على أنه سعادة أبدية في الدنيا والآخرة, مثلها مثل الرجال في هذا العصر لأنه تم اختراق العدو لمجتمعنا من خلال قضية المرأة
وقال إن ما يعيق الدعوة النسوية والتي ليس لها أصل في الشريعة قول بعض الناس إن صوت المرأة عورة.
وقال فضيلته في افتتاح ندوة " المرأة والعمل الدعوي بالمملكة أمس " إن" الدعوة النسائية في هذا العصر واجبة لأن من المجالات التي اخترقنا فيها وأوذينا فيها والتي تكالب عليها أعداؤنا من الخارج وساعدهم أبناؤنا المفتونون من الداخل مجال المرأة ولذلك الدعوة فيها واجبة عن الكفاية هي فرض كفاية لابد أن تقوم الأمة بسد هذه الثغرة وإلا فإنها تأثم لأنها تبتلى في أقوى وأحصن حصونها وهي المرأة, كان الناس قديما الأعداء إنما يرمونك من خلف الأسوار، إنما في هذا الزمن فإنهم يرمونك من داخل البيت أعداؤك الآن يتسلطون على حصنك وعلى بيتك وعلى أولادك ونسائك من داخل بيتك، تنام وهم لا ينامون، ولهذا فإن وجود الدعوة على النساء اللاتي ورثن شيء من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين " فما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الدعوة عليهن واجبة " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " والنساء متبعات للمصطفى صلى الله عليه وسلم كالرجال ولهذا فلا تبرأ ذمة المرأة المسلمة التي ترى الأعداء يوجهون السهام إلى أمنع حصونها وآخر حصونها وتبقى مكتوفة الأيدي لا تساهم في دفع العدو بشيء, نحن نعلم أن العدو إذا نزل بالبلد واخترق الحصون يجب الجهاد على الرجل والمرأة.. أم لا؟ أصبح فرض عين، لا نقول للمرأة استسلمي واتركي العدو, والآن الرمي وصل إلى البيوت والمرأة المسلمة في حاجة إلى دعوة المرأة المسلمة لأنها بها أرفق ولقولها أقبل ولذلك فإني أرى أن هذا واجب, وعندما نقول إن دعوة المرأة للمرأة واجب, أيضا فإنا نقول إن دعوة الرجل للمرأة واجب, ولكن هذا بحمد الله تغطيه الآن إذاعات القرآن الكريم ومحاضرات المساجد التي يفتح فيها المجال للمرأة والمنتديات وغير ذلك, وهذا مغطى إلا أن المجال الأول والذي مازالت أشعر بأن العدة فيه لم تكتمل، وأننا لم نأخذ بقول الله تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ". أما دعوة المرأة للرجل فهذه فيها جهود إلا في بعض القنوات مثل (اقرأ) وغيرها التي تنشر برامج دعوية يستفيد منه الرجال والنساء وهناك جوانب لو قامت بها المرأة يمكن أن تسد ثغرات يستفيد منها طائفة من الرجال, مجالات دعوة المرأة البيت, وهذا كلنا نعرفه, التجمعات النسائية وهذا بحمد الله قد طرق ولكنك عندما تحلل النفسيات والجهود التي تبذل في هذا المجال فإنك تجد أن 90 % من اللائي يقمن بها نساء من فئة القصاصات ويتحدثن عن تغسيل الموتى وعن شيء من الأحلام وقد رأيت هذا في دور تحفيظ القرآن وفي المراكز الصيفية ولذلك فما أحوج الناس إلى دعوة المرأة الفقيهة العالمة التي تتحدث عن إيقاظ الضمير وعن الاعتزاز بالإسلام وعن أخذ الدين على أنه سعادة أبدية في الدنيا والآخرة ومن المجالات التي لا نزال نحبو فيها مجال الدعوة في وسائل الإعلام، وأنا أسألكم الآن ": هل في إذاعة القرآن الكريم الآن برنامج تشارك فيه النساء؟ أنا ما عرفت أن هناك برنامجا في إذاعة القرآن تعده المرأة، ما المانع؟ هل هناك الآن أقلام نسائية مدعومة ويكون وراءها إخوة من الدعاة يساعدونها ويخططون معها في الصمود ضد هذه الهجمة القبيحة, نحن الآن نعرف - ياـ إخواني ـ وقد تأكدنا أن أغلب النساء اللائي يكتبن في الهدم يكتب عنهن رجال بأسماء مستعارة.
واستطرد ـفضيلته قائلا: نحن بحاجة إلى الدعوة في السجون وإلى أن ترتاد الأخوات المثقفات الفقيهات السجون يعظن ويفتين وينشرن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم, كذلكم المدارس والناس في حاجة إلى إزالة الشبه وإحياء القلوب في طالبات الثانويات والجامعات, فهن يفتقدن إلى هذا الأمر ونحن مقصرون في هذا الباب والأخوات اللاتي يقمن بهذا العمل لا يمارس لهن توجيه ولا إرشاد.. لماذا؟ لأن كثيرا منهن لا يمكن يوماً من الأيام أن تدفع إلى أحد الدعاة أو العلماء وتقول لهم هذه محاضرتي قيمها, أبدا ما سمعنا محاضرة امرأة وإنما النساء يشتغلن في معزل ونتمنى أن يوجد من النساء من يقمن بهذا الدور ولكن الأمر هذا يحتاج إلى زمن, ولذلك ينبغي على الجهات الدينية مثل الندوة والرابطة ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها أن يكون هناك متابعة وتقويم وتطوير لهذا العمل وهو الدعم الذي نحن بحاجة إليه هذه الأيام لنصمد أمام هذه الهجمات الشرسة الخبيثة التي وصلت إلى عقر دارنا, نحن بحاجة ماسة إلى أن تسمع المرأة من المرأة. الناس الآن يتحدثون عن المرأة وحقوق المرأة في الإسلام ولا يسمعون هذا الكلام في الغالب إلا من الرجال.
واستطرد فضيلته قائلاً؛ " إخوتي في الله: سرني وسر إخوانكم ومشايخكم في دار الإفتاء ما نقل إلينا قبل سنة أو أكثر أن فريقاً من النساء من أمريكا زرن جامعة الإمام وتحدثت إليهن محاضرات ومعيدات وأستاذات عن أن المرأة غير مظلومة وأنها تمارس حقوقها أي أنهن سمعن من النساء أنفسهن, بينما هن يسمعن من كثير من الرجال أن المرأة مظلومة ومهدرة حقوقها فلما وقفن أمام النساء اللاتي يحملن الشهادات ويزاولن العمل بالجامعات وأجبن عما أثير وأظهرن باعتزاز وفخر أن الإسلام كفل لهن الحقوق وأن مكانة المرأة في الإسلام لا تضاهى وأقمن الأدلة الواضحة من الواقع ومن الأصول الشرعية على ما يهدم هذه الترهات المبنية على الباطل مما كان له الأثر العظيم ورجعن برأي غير الذي دخلن به لأنهن سمعن من متخصصات يقمن بالعمل في مراكز علمية معروفة ومرموقة. وألتمس من الندوة أن تخاطب جامعة الإمام وإذا أردتم أن أقترح على المفتي أن نخاطبه بأن نقيم دورات دعوية في مراكز خدمة المجتمع لتنمية المهارات الدعوية عند المرأة الداعية ويتولى ذلك أساتذة من كليات الدعوة والشريعة ومن الذين يشتغلون في الميدان ونساء داعيات لهن فطنة متميزة وهذا في نظري سيثري العمل وسيجعل الجديد يستفيد من تجارب القديم في تصحيح مسيرة البناء.
"إخوتي في الله ـ أود أن أعرج على بعض العوائق التي تعيق الدعوة النسوية والتي ليس لها أصل في الشريعة مثل ذلك قول بعض الناس إن صوت المرأة عورة ولذلك لا يحب أن يسمع الناس صوت امرأته لكنك لو سألته من يشتري ثوبك وغترتك قال امرأتي يتركها تذهب إلى الأسواق تشتري أغراض البيت ولا يتركها تتحدث في مجال دعوي منعا منه لأن يسمعها الرجال, صوت المرأة ليس بعورة والقرآن نص على هذا بأدلة واضحة قال تعالى "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " والسؤال يستدعي جواباً, وقال الله تعالى "فلا تخضعن بالقول" معناه أنه يجوز لهن أن يقلن بدون خضوع أم لا؟ يجوز, والمحاورات النسوية الموجودة في الكتاب والسنة كثيرة جدا بل بعض المحاورات كانت في مجالات عامة في صلاة العيدين قامت امرأة سفعاء الخدين وتحدثت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب أمام الجميع, وتأتي المرأة الخثعمية في حجة الوداع وتسأل النبي أمام الناس فما أدري من أين خرجت هذه المقولة التي تقول إن صوت المرأة عورة, الأمر الثاني من العوائق استحياء بعض الناس من معرفة اسما بنته أو امرأته وهو إذا جاءت الوظيفة أو جاء الأمر.... يتمنى أن يرى اسمها في الصحف لكنه في الدعوة يستحي أن يخرج اسمها,وهذا ليس له نصيب في شرع، والمرأة تعرف باسمها الآن في المحاكم صك حصر الورثة تذكر فيه أسماء البنات والمرأة, حتى إن هذا الأمر يصل إلى حد أن المرأة لا تحب أن تخاطب المرأة.
وتحدث فضيلته عن الدعوة عبر الفضائيات والحجاب الإسلامي، فقال "إن الحجاب بمعنى تغطية الوجه إنما هو عند فئة أظن أنها أقل من 10 % من المسلمين بينما 90 % من المسلمين لا يشمل عندهم الحجاب تغطية الوجه وهو دين يدينون الله به، والخلاف في الحجاب بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن. وأضاف فضيلته " نحن نحب ونشجع إذا رأينا في القنوات الفضائية مثل (اقرأ) و (الشارقة) وغيرهما برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني، وينبغي لنا - إخواني - أن نفرح بهذا لأن تدعو 90 % من النساء المسلمات ليرين أن هذا الحجاب هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن باتباعه".
واستطرد فضيلته قائلاً "إن مما يؤسف له أنني كنت مع مسؤول من (اقرأ) ويقول (إننا نواجه نقداً شديداً و لاذعاً من بعض إخواننا - وخصوصاً في نجد - لخروج المرأة في الدعوة، ماذا نعمل؟) أنا في اعتقادي أن العالم الإسلامي بحاجة إلى خروج هؤلاء النسوة المعروفات بالدعوة واللواتي عندهن تجارب ليستفيد منها مجموع النساء في معاقل الدعوة في العالم الإسلامي كله".
وأشار الشيخ المطلق إلى حاجة المجتمع إلى دعوة المرأة الفقيهة العالمة التي تتحدث عن إيقاظ الضمير والاعتزاز بالإسلام وأخذ الدين على أنه سعادة أبدية في الدنيا والآخرة, مثلها مثل الرجال في هذا العصر لأنه تم اختراق العدو لمجتمعنا من خلال قضية المرأة وأسهبوا في توجيه الإيذاء لنا من خلال تكالب الأعداء من الخارج وساعدهم أبناء مجتمعنا من المفتونين من الداخل من خلال استغلال اسم المرأة, مضيفا أن تفعيل دور المرأة من الأمور المهمة في مجال الدعوة لكنه يحتاج إلى زمن للوصول به إلى الأهداف المرجوة.
ومن جهته أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي أن توجه الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة للتبشير بالليبرالية أو التحرر من كل القيود الدينية من الأمور الخطيرة التي يجب مواجهتها والتصدي لها لاستهدافها غزو مجتمعاتنا الإسلامية بمبادئ وقيم تتنافى مع أخلاق ومبادئ ديننا الإسلامي خاصة وأنها تحرص على عقد ندوات ومؤتمرات دولية بهذا الشأن في العديد من الدول الإسلامية.
وبين الوهيبي في كلمته في الندوة التي نظمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي أمس أن المبادئ التي تقوم عليها هذه الحملات الليبرالية مبادئ متنافية مع المبادئ الإسلامية من حيث التوجهات والأهداف, وتدعو إلى قيم متنافية مع الأخلاق الإنسانية, مضيفا أن الندوة تقوم بجهود كبيرة في سبيل تفعيل دور المرأة في مجال الدعوة الإسلامية لخدمة شريحة النساء والتي تمثل نصف المجتمع, والرد على الاتجاه الليبرالي الوافد إلينا من دول الغرب من خلال تفعيل التعاون والتنسيق بين الجمعيات والهيئات الإسلامية في مختلف البلاد الإسلامية.
وشهدت الندوة مناقشة عدة محاور تناول الأول منها أهمية الدعوة النسائية والثاني واقع الدعوة النسائية في المملكة فيما تناول المحور الثالث تجارب ناجحة في الدعوة النسائية, والمحور الرابع محاولات الدعوة النسائية, والخامس نحو تنسيق أمثل في مجال الدعوة النسائية والسادس معوقات العمل الدعوي النسائي والسابع ناقش رؤية مستقبلية للدعوة النسائية بمشاركة عدد كبير من المختصين والمهتمين في هذا المجال من الرجال والنساء بالمملكة.
يبدو أن الشيخ المطلق قرر الإنضمام إلى الديموقراطيين ! المتسمين بالوسطيين
بيان من الشيخ / صالح الفوزان حول ما نُـسـب للشيخ / عبدالله المطلق
صحيفة الـــوطــن حيث نشر التعقيب يوم الاثنين 29 / 2 / 1425هـ عدد 1298
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد - وبعد قرأت في "الوطن" عدد الجمعة 26 صفر 1425هـ كلاما نسبته لبعض المشايخ يهون فيه من ستر المرأة لوجهها عن الرجال ويأمر بخروجها في الفضائيات لأجل الدعوة بزعمه، ويقول إن 90% من النساء يرين أن الحجاب دون تغطية الوجه - ويقول الخلاف بين ابن عباس وابن مسعود يعني في تغطية المرأة لوجهها - ويقول: إن القول بأن صوت المرأة عورة لا أصل له في الشريعة الإسلامية - ولما قرأت هذا المقال توقفت عنده متعجبا كيف يصدر من رجل ينتسب إلى العلم فأردت أن أبدي عليه الملاحظات التالية:
أولا: استحسانه خروج المرأة في الفضائيات داعية وهي كاشفة وجها نقول له: هل النبي صلى الله عليه وسلم ولى المرأة خطبة العيد وغيره من الاجتماعات مع أن الجمع الذي يحضرها من الرجال والنساء قليل بالنسبة للذين يشاهدون الفضائيات ولماذا لم يولها الرسول الخطبة في هذا الجمع إلا لأنها عورة وفتنة.
وقد خطب صلى الله عليه وسلم في الرجال ثم ذهب إلى النساء وخطب فيهن ولم يكل الخطبة إلى المرأة حتى أمام النساء.
ثانيا - هذه الإحصائية التي ذكرها هذا القائل وهي أن 90% من النساء لا يرين حجاب الوجه من أي مصدر أخذها - وحتى لو فرضنا أن هذه الإحصائيات صحيحة فالعبرة باتباع الدليل لا بالكثرة وهو يعلم ذلك - قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) ثم هل الحجاب موكول إلى رأي المرأة أو أنه حكم شرعي.
ثالثا قوله: إن الخلاف في غطاء الوجه بين ابن عباس وابن مسعود - نقول له: ابن عباس هو الذي فسر إدناء الجلباب المذكور في قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) بأنه تغطية المرأة لوجهها كما ذكر ذلك ابن كثير وغيره من المفسرين وكانت النساء يغطين وجوههن وهي محرمات مع النبي صلى الله عليه وسلم كما روته عائشة رضي الله مما يدل على أنه معلوم عندهن.
رابعا: إطلاقه أن صوت المرأة ليس بعورة إطلاق غير صحيح لأن الله قال لنساء نبيه: (فلا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) فصوت المرأة إذا كان فيه فتنة يكون عورة تؤمر بتجنبه- وإذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم مأمورات بعدم الخضوع فيه خشية الفتنة مع صلاحهن فغيرهن من باب أولى خصوصا أنهن لا يسمعهن إلا القليل - فكيف بالتي يسمعها الملايين ممن قي قلوبهم مرض ممن يشاهدون الفضائيات.
خامسا: الكاتب - هداه الله - حينما حث المرأة على الخروج في الفضائيات كاشفة وجهها قاصدة من ذلك مشاركتها في الدعوة إلى الله ونقول له: الدعوة إلى الله لا تبيح ارتكاب المحظور والمرأة إذا خرجت في الفضائيات كاشفة وجهها ارتكبت محظورين: الأول: كشف الوجه، والثاني: الفتنة بصوتها الذي يطمع من في قلبه مرض، ومعلوم أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح وسد الذرائع معلوم وأخيرا - نقول للكاتب: إذا اختلف العلماء في أمر من الأمور فإن كان الدليل مع أحدهم وجب الأخذ بما قام عليه الدليل - والدليل هنا مع من يقول بوجوب تغطية المرأة بوجهها عن الرجال، وإن لم يتبين الدليل مع أحد المختلفين وجب الأخذ بما عليه العمل في البلد وأهل هذه البلاد يرون وجوب غطاء الوجه فمن خالف ذلك كان شاذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار) ونسأل الله لنا ولهذا القائل وللمسلمين التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
المطلق يعقب على ما نشر في "الوطن" حول خروج المرأة في الفضائيات
اطلعت على ما نشر في صحيفتكم يوم الجمعة الموافق 26/2/1425هـ منسوبا إليّ بعد أن امتدت إليه يد الحذف والتحريف وقد ساءني ذلك كثيراً وساء كل حريص على تماسك الأمة ووحدتها في ظل هذه الظروف الراهنة وحيث إن أصل هذا المنشور كلمة ألقيت في ملتقى دعوي أقامته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مدينة الرياض يهدف إلى مساهمة المرأة المسلمة الداعية في مجال الدعوة إلى الله من خلال الوسائل المشروعة لتساهم في رد الهجمة الشرسة على معاقل الإسلام التي أعلنها أعداء هذا الدين في الخارج وسعى لتحريكها تلامذتهم المخلصون في الداخل لذا فإني أطلب نشر هذه المقالة حيث التبس على كثير من الدعاة والعلماء الأمر وظنوا بأخيهم ظناً سيئاً وأنا بحمد الله تعالى قد عرضت رأيي في الحجاب مرات متعددة في جميع وسائل الإعلام وكنت ممن يرجح القول بتغطية الوجه ومنع الاختلاط لقوة الأدلة الشرعية ولدرء المفاسد الكثيرة ولست ممن يشجع خروج النساء في الفضائيات وإنما نصحت الداعيات بأن لا ينشغلن بالإنكار في مسائل الفروع المختلف فيها فيكون ذلك عائقاً عن وحدة الصف وجمع الكلمة في الوقوف جميعاً سدا منيعا في وجه التغريب والإلحاد والله ولي التوفيق.
الدكتور عبدالله بن محمد المطلق
جزى الله الشيخ صالح خير الجزاء
منقوووول عن مجلة الوعي الإسلامي
شيء من الصراحة في عمل المرأة الدعوي
المتتبع للعمل الدعوي سواء أكان في المساجد أم في خارجها يجد قصوراً ملحوظاً في القسم النسائي، وبعض الجماعات الإسلامية لا تُفرد قسماً خاصاً بالنساء، الأمر الذي أدَّى إلى ندرة الداعيات اللائي اشتهرن، وإذا الواحد منَّا أراد أن يتذكر أسماءهن فلا يتذكر إلا <زينب الغزالي> في مجال الدعوة"، و<عائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ> في مجال العلم والثقافة، وفي المقابل نجد كثرة في جانب الرجال تفوق ـ بنسبة كبيرة جداً ـ على عدد النساء، وقد تصل نسبة النساء الداعيات إلى 1% أمام الرجال الدعاة·
في حين تعج السيرة النبوية بأسماء الصحابيات اللواتي كان لهن دور كبير في خدمة الإسلام في نواحيه المختلفة كالدعوة والعلم والجهاد، فالمرأة المسلمة في العصر الأول لم تجلس مكتوفة الأيدي، ولم تدع للرجل أن يأخذ نصيب الأسد في خدمة هذا الدين، لأن الأمر الإلهي موجّه لكلا الجنسين سواء بسواء، وقال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم> التوبة:71، فالخطاب القرآني هنا ردٌّ طبيعي وعمل مضاد على أعوان الشر الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) التوبة:68·
فالشر يدعو إليه أصحابه من الرجال والنساء، والخير ينبغي أيضاً أن يدعو إليه أصحابه من الرجال والنساء، وأي تقصير في أحد الجنسين سيؤدي إلى غلبة الفريق الآخر·
وقد قدمت المرأة المسلمة في العصر الأول أنموذجات رائعة في خدمة الدين ونشره، فمن يُنكر دور عائشة رضي الله عنها في توصيل العلم النبوي إلى الناس، ومن يُنكر دور أم عمارة، وخولة بنت الأزور في الجهاد، ومن يُنكر دور أسماء بنت أبي بكر في الهجرة؟ وتروي كتب السيرة أن أبا طلحة الأنصاري كان الذي دعته إلى الإسلام إحدى النساء الأنصاريات التي أصبحت فيما بعد زوجته·
أما المرأة المسلمة اليوم فقد غُيِّبت عن العمل الإسلامي في كل نواحيه، ففي جانب العمل المسجدي لا نرى لها دوراً ملحوظاً، وفي جانب العلم والثقافة نرى قصوراً واضحاً، وفي جانب الجهاد لا نرى شيئاً أبداً، وعلى سبيل المثال لم نرَ ولم نسمع عن مجاهدة واحدة في الجهاد الأفغاني السابق، ولا في الجهاد الفلسطيني الحالي الذي تتزعمه حركة حماس، اللهم إلا في الآونة الأخيرة حين اشتد الحصار في مدينة رام الله، حيث ظهرت بعض الاستشهاديات، ولكن لم يتجاوز عددهن الثلاث· فلماذا هذا الغياب والتغييب لدور المرأة المسلمة؟ هل عصرنا لا يحتمل وجود داعيات وعالمات ومجاهدات؟ أم أن الأمر يعود للخلل الفكري في تصورنا لدور المرأة المسلمة؟
أنا أرى أن الخلل الفكري الذي أصاب تصورنا هو السبب الرئيس، بل هو السبب الأوحد لذلك، وأعود بالقارئ إلى بدايات القرن العشرين، فعندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها للطالبات لم يقبل الأزهر أن يفتح المجال لهن، فتخرجت في الجامعة المصرية دفعات كثيرة من الطالبات اللواتي تثقفن على الطريقة الغربية في التعليم، ثم بعد عشرين سنة قَبِل الأزهر أن يفتح قسماً خاصاً بالطالبات، ولكن بعد أن أخذت المرأة التي تخرجت في الجامعة المصرية الأماكن الحساسة في المجتمع، وبعد أن أصبحت الفئة المثقفة من النساء هُن ممن يحملن الأفكار الغربية بدءاً بهدى شعراوي، وانتهاء بنوال السعداوي، وحدث في الدول العربية والإسلامية مثلما حدث في مصر تماماً، وكانت النتيجة الطبيعية أن تخرجت أجيال نسائية تربّت على أفكار هذه الفئة من النساء، فتحولت المرأة المسلمة في عموم حياتها عن منهج الإسلام وتعاليمه، اللهم إلا من رحم ربي وهن قليل، وانتشر السفور بشكل كبير بحيث أصبحت المتحجبات قلة في المجتمع·
وقد تنبّه إلى هذا الخلل الكبير الذي أصاب مجتمعنا الإسلامي بعض العلماء وبعض المفكرين، فراحوا يُعيدون النظر في دور المرأة المسلمة في بناء المجتمع الإسلامي السليم بشكل عام، وفي دورها في العمل الدعوي بشكل خاص، فيقول ـ في هذا الشأن: <المسلمون في العصر الحديث حرموا المرأة حق العبادة في المساجد، ويوجد في مصر نحو سبعة عشر ألف مسجد لا ترحب بدخول النساء، ولم يُبنَ في أحدها باب مخصص للنساء كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجده بالمدينة المنورة، وهم رفضوا أن يكون للمرأة دور في إحقاق الحق وإبطال الباطل، وصيانة الأمة بنشر المعروف وسحق المنكر، ولم تدخل المرأة الأزهر إلا بعد تطويره الحديث مع أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل طلب العلم فريضة على الرجال والنساء، وعندي أن إفلات النهضة النسائية في قيود الإسلام الحقيقية يرجع إلى هذا العجز والغباء>(1)·
ويقول الدكتور ماهر حتحوت في هذا الشأن أيضاً: <لقد أسقطوا المرأة تماماً من حسابات الحركة الإسلامية سواء في تكوينها أو في مجالات النشاط المتاحة لها أو في أسلوب معاملتها، ورغم أنه أُفلت من هذا الحصار قليلات من الأخوات الفاضلات المناضلات، إلا أن العموم كان على غير ذلك تماماً وعلى نقيض، ولا أنسى يوم دُعيت لتجمع عربي مسلم وطلب مني أن أتحدث عن حقوق المرأة في الإسلام، وجالت عيني في القاعة فإذا هي خالصة للرجال دون امرأة واحدة، وتساءلت عن حقوق أي امرأة تتحدثون؟ وما جدوى حديث الحقوق إذا أُلغي الوجود؟>(2)·
وفي المقابل، فقد قامت المرأة التي تربّت على الثقافة الغربية بنشاط ملحوظ ومدروس في كل مرافق المجتمع، فوجدت في المراكز الثقافية والمؤسسات الاجتماعية والمنتديات والمؤتمرات، وشاركت في المهرجانات والوسائل الإعلامية المختلفة كأي عنصر فعَّال في المجتمع، ولم تدع مجالاً يمكن أن تؤدي فيه دوراً إلا ووضعت بصمات لها فيه·
في حين تراخت المرأة المسلمة الداعية، واقتصر نشاطها على بعض المساجد ضمن حدود ضيقة جداً، فأفسحت ـ بتقصيرها ـ للمرأة التي تربّعت على الثقافة الغربية أن تأخذ حصة الأسد في توجيه الأجيال النسائية، وقد كان التقصير بسبب بعض الحجج الواهية التي لا سند لها في الشرع، وأقول ـ صراحة ـ والحزن ملأ نفوسنا لو كان للمرأة الداعية دور فعّال كدور المرأة العلمانية لكان حال الأجيال النسائية اليوم يختلف تماماً عمّا هو عليه الآن·
وأنا هنا أفتح باب المصارحة مع بعض العاملين في الحقل الإسلامي ممن يخافون خوفاً ـ لا داعي له ـ على المرأة الداعية من مشاركتها في بناء المجتمع ظناً منهم أنهم يطبقون شرع الله في ذلك، فأقول لهؤلاء: إن ديننا دين رجال ونساء، وقد أعطى لكل منهما دوراً في الحياة، وإن دور المرأة المسلمة ليس في بيتها فقط، وإنما في كل مرافق المجتمع، ولكن بالقدر الذي حدده لها الشرع، بحيث تقوم بتأدية دورها ضمن سياج شرعي، ولكن حين لا يقوم المجتمع بتوفير هذاالسياج الشرعي، فلا يعني أن تحبس المرأة نفسها في بيتها، وإنما تسعى ـ كما يسعى الرجال المؤمنون ـ إلى إيجاد المجتمع الإسلامي ضمن مراقبة ذاتية·
فديننا الحنيف يسمح للمرأة أن تشارك في بناء المجتمع الإسلامي السليم، ولا سيما حين تكون هذه المشاركة لأجل الدعوة· فلا يوجد مانع شرعي من أن توجد المرأة الداعية في المساجد والمراكز الثقافية وفي كل مرفق من مرافق المجتمع، فتقوم بمهمة الدعوة بين جيل النساء، وتشارك في الندوات والمؤتمرات والمهرجانات المختلفة وغير ذلك من التجمعات الثقافية والاجتماعية·
وستضطر المرأة الداعية إلى كثرة الخروج من البيت، وقد يكون خروجها على حساب بعض المهام البيتية، ولا حرج ولا غضاضة في ذلك مادام خروجها لأجل الدعوة، ولكيلا تحدث خلافات في البيت تحاول الزوجة الداعية أن تتفاهم مع زوجها على مواعيد الخروج من البيت، فكما أن كثيراً من النساء يخرجن من البيت من أجل الرزق والعمل برضا الزوج، فلا مانع أن تخرج المرأة الداعية لأجل الدعوة، وعلى الزوج أن يتفهَّم ذلك، وما المانع من أن يضغط الزوج ـ في حال كونه من الإسلاميين ـ على نفسه قليلاً فلا يتضايق إذا رجع إلى البيت فلم يجد الطعام جاهزاً، إذا كان السبب هو خروج الزوجة للعمل الدعوي؟ ألسنا نرى بعض الدعاة يسمح لزوجته بالعمل الوظيفي لزيادة الدخل المالي للعائلة؟ فلماذا يتضايق عندما تُطرح عليه فكرة خروج الزوجة من البيت للدعوة؟ هناك يسمح لها من أجل المال، وهنا لا يسمح لها من أجل الدعوة·
وبعض الإسلاميين لا يجد حرجاً أبداً من إرسال ابنته إلى الجامعة <وهي في الأغلب جامعة مختلطة>، فيحدث احتكاك كبير بين الطلاب والطالبات ولا سيما في المختبرات والمعامل العلمية، ثم تجده يعترض على ابنته إذا أرادت الخروج إلى المسجد للمشاركة في الأعمال الدعوية، وذلك بحجة أن هذا الزمن زمن الفتن، وأن الأولى للمرأة أن تجلس في بيتها، أليست هذه المفارقات تحتاج إلى ألف استفهام عليها؟ وألا تدل هذه المفارقات على ضبابية في التفكير والتصور؟
ودعوتي إلى خروج المرأة من البيت للدعوة المقصود منه المرأة الداعية، ولا أقصد المرأة المسلمة العادية، لأن المرأة الداعية تكون ـ عادة ـ متسلحة بالثقافة الإسلامية ومشحونة بالإيمان الذي تكتسبه من العبادات المختلفة، ولديها الهمّ الدعوي الذي يحولها إلى صخرة صلبة أمام الفتن والمغريات، فتختلط بالمجتمع ونصب عينيهما هدف تغيير هذا المجتمع إلى مجتمع إسلامي·
ولا أعني أن تقوم المرأة الداعية بدعوة الشباب والرجال، وإنما تترك هؤلاء إلى إخوانها الدعاة، فتتجه هي إلى النساء، فتحاول ـ ما استطاعت ـ أن تنزوي بهن عن التجمعات التي يكثر فيها الذكور فتقيم معهن حوارات ومناقشات وصداقات لتعريفهن بأمور الدين·
وأركّز هنا على الصداقات النسائية، والمثل يقول: <الصاحب ساحب> لأن اللقاءات السريعة في التجمعات الثقافية لا تعطي نتائج مرضية، فلا بد من جلسات مطولة ولقاءات مركّزة، ويمكن أن تتعاون الأخوات الداعيات على صحبة واحدة ـ مثلاً ـ أو على صحبة مجموعة صغيرة، ومن خلال اللقاءات المتعددة بهن يمكن الوصول إلى الهدف المنشود·
وقدوة المرأة الداعية في هذا الاختلاط الصحابيات الجليلات اللواتي وجدن في كل مكان وُجد فيه الرجال كالمسجد والهجرة والغزوات، فقد كانت المرأة الصحابية تحضر دروس العلم في المسجد النبوي، وتشارك في الهجرة، وتخوض المعارك، وتقاتل المشركين وجهاً لوجه، ولم يمنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، بل لم يعتريه صلى الله عليه وسلم خوف لا داعي له عليها جراء هذا الاختلاط الشديد بين الصحابية والمشركين، مع أنه كان من المحتمل أن تشتبك الصحابية بالأيدي مع المشركين في حال وقوع السيف من يدها، وكان من المحتمل أيضاً أن تقع في الأسر، وتتعرض للاغتصاب، ومما يروى عن خولة بنت الأزور <وهي صحابية جليلة> أنها كانت تخترق صفوف الروم في معركة اليرموك، وتصل إلى نهاية جيشهم، ثم تعود إلى أوله، وفعلت ذلك مراراً، حتى أن خالد بن الوليد رضي الله عنه ذُهل من بطولتها وجرأتها وشجاعتها، ومع ذلك لم يمنعها ولم يعتره خوفٌ عليها كخوف الإسلاميين اليوم على المرأة المسلمة الداعية من اختلاطها بالمجتمع·والمشك لة تكمن في كون النساء يُشكِّلن نصف المجتمع، وترك هذا النصف من دون دعوة يسبب مشكلات جمة، بدءاً من كون المرأة سلاحاً خطيراً في حال استغلال أعداء هذا الدين لأنوثتها وجسدها، وانتهاء بكون المرأة مربية للأجيال، ومادام الرجال الدعاة لا يقومون بدعوة النساء، كان من الضرورة بمكان أن تتكفَّل النساء الداعيات بدعوتهن·
أما أن يخبئ كل واحد منَّا زوجته، وأخواته، وبناته الكبريات في البيت، ثم ننتظر بعد ذلك أن يتغير المجتمع، فهذا بعيد المنال، وبعيد عن المفهوم الصحيح لمهمة المسلم والمسلمة في الحياة، ولا سيما في هذا العصر الذي تكالب الأعداء علينا فيه من كل حدب وصوب·
وأنا لا أدري من سيقوم بدعوة النساء إذا فقدت المرأة الداعية في البيت؟ ومن الغريب في الأمر أن بعضهم يقول: إنه يكفي على المرأة الداعية أن تقوم بتربية أولادها على التدين، فأقول إن تربية الأولاد هو جزء من العمل الدعوي للمرأة ولابد أن يرافقه دعوة الناس·
ويرى الشيخ فيصل مولوي في كتيبه: <دور المرأة في العمل الإسلامي> أن خروج المرأة المسلمة من البيت للدعوة فرض عليها وليس مندوباً أو مستحباً أو غير ذلك فيقول: <إن الإسلام اليوم معرّض للخطر، وإن الشعوب الإسلامية كلها في خطر، وإن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، كل ذلك من أهم الواجبات الشرعية المطلوبة من الأمة كلها رجالاً ونساء، وللمرأة دور كبير في هذا المجال، يعرض عليها الخروج من منزلها، ويفرض على زوجها أن يأذن لها بذلك لتُسهم بدورها في بناء مجتمع نسائي مسلم يكون جزءاً من المجتمع الإسلامي المنشود>(3)·
فالإسلام اليوم يحتاج إلى تضحيات كبيرة، وخروج المرأة الداعية من بيتها للدعوة هو جزء من هذه التضحيات، وعلينا سواء أكنا آباء أم أزواجاً أم إخوة أم أبناء أن نتفهم ونعي هذا الأمر جيداً، وأن نعمل على حض نسائنا على الخروج من البيت لأجل الدعوة·
الهوامش
1 ـ كتاب <حصاد الغرور> دار الثقافة، ط23، 1985م، صفحة 257 وما بعدها·
2 ـ مقال: <قل للمؤمنين والمؤمنات> نُشر في مجلة <نوافذ> اليمنية، العددان السابع والثامن، شباط وآذار سنة 1998م·
3 ـ فصل <المرأة والرجال أمام التكاليف الشرعية> صفحة 2
بقلم الكاتب: نجدت كاظم لاطة
بارك الله فيكم ونفع الله بكم ووفقكم ربي لمرضاته
قلت رحمك الله قرار النساء في البيوت ، هل هذا أوانه ؟
أقول : قد آن أختاه وأكثر من قبل فوالله إنها لفتن عظيمة قل من ينجو منهاا ..
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من رحمة الله وهي في قعر بيتها) رواه الترمذي وابن حبان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى [الفتاوى: 15/ 297]: (لأن المرأة يجب أن تصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرجل، ولهذا خُصَّت بالاحتجاب وترك إبداء الزينة، وترك التبرج، فيجب في حقها الاستتار باللباس والبيوت ما لا يجب في حق الرجل، لأن ظهورها للرجال سبب الفتنة، والرجال قوامون عليهن) انتهى.
فتوى العلامة المحدث الألباني في خروج وتنقل المرأة للدعوة إلى الله عزوجل:
س : يقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء ، فيزرنهن في بيوتهن ، ويعقدن دروسا لهن ، فهل هذا يخالف ما أمرهن الله به من القرار في البيوت ، وهل يصح تسميتهن بالداعيات؟
الجواب:
[ اعتقد أن هذا العمل من مشاكل العصر الحاضر ، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم ، نقول : إن هناك دعاة وداعيات! ، وهذه طبعا – بلا شك – من محدثات الأمور ، فلا ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات ، لا بأس بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي بحيث أنهن يُقصدن من النساء بالسؤال ، لأن كثيرا من النساء يتحرجن أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء ،
فإذا وُجد في النساء علماء حقا ، وعلى الشرط الذي سبق بيانه آنفا أي العلم بالكتاب والسنة ، فينبغي على النساء أن يأتينهن ، وليس هو العكس ، لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم : وكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف .
وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا ، وربما في البلاد الأخرى ، أنها تصعد المنبر في المسجد لتلقي الدروس على النساء ! ، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون ليصلوا ، هذا بلا شك أنا لا أتورع أن أقول : إن هذا من البدع ، فالأمر كما ذكرت في سؤالك ، إن واجب المرأة أن تقر في بيتها ، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل ، فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال ، وتساويهم في الخروج كأنما ربنا ما قال في كتابه الكريم : { وقرن في بيوتكن } ، فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكن أن تحققها إلا بالخروج ، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة ، فلا يجوز لها أن تخرج تنطلق ، كما يقولون كداعية ، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم ، فهي تخرج لأنها يجوز لها أن تخرج إلى المسجد ، كما هو معلوم ، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام ، مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال لهن [ وبيوتهن خير لهن ] ، ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد ، حتى في صلاة العشاء ،
وجاء النهي صريحا ، : [ لا يمنعن أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء ]، وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر ، - كما جاء في حديث مسلم – [ وهن متلفعات بمروطهن ] ، فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد ، مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن ، ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم ، فإذا كان هناك امرأة ، فتجلس في بيتها ، ولا مانع من أن تحضر النساء إليها ، كل على حسب ظرفها وطاقتها ، أما هي فلا تخرج خروج الرجال ، لأن هذا من التشبه بالرجال]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – من سلسلة الهدى والنور ، شريط (189).
ويكفينا أختي هذا الحديث إذا حققنا ماجاء فيه كما يرضي الله عنا وإنها لمسؤولية عظيمة وليست بالسهلة وضُعت على عاتقنا وسنسأل عنها فهل أديناها كما يجب ..
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير.
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب/33]
هي آية من كتاب الله إذا هي صالحة لكل زمان و مكان و إن لم تدركها بعض العقول
و ما قلته يا أخت زوبيدة هو عين ما يهدف إليه أعداء المرأة
هل خرجت عائشة و هي أعلم نساء الأمة،الصديقة التقية بحجة دعوة النساء أم كانت ماكثة في بيتها و يِؤتى إليها للسؤال عن ما تعلم من أمور الدين؟هذا سؤال معلوم الإجابة فتدبرن أخواتي
هل خرجت عائشة و هي أعلم نساء الأمة،الصديقة التقية بحجة دعوة النساء أم كانت ماكثة في بيتها و يِؤتى إليها للسؤال عن ما تعلم من أمور الدين؟هذا سؤال معلوم الإجابة فتدبرن أخواتي
هل أم المؤمنين رضي الله عنها الفقيهة العالمة تؤتى أو يأتي إليها الصحابة ليتعلموا دينهم ، أعتقد أن هذا استدلال يحتاج إلى عمق الرؤية ... ومع ذلك أليس اجتهدت وخرجت لحقن دماء المسلمين التي تجري اليوم أنهارا ؟
أشكرك على الرد