قطعاً للشك يا أخوان ماهي أقوال العلماء في حدود رؤية الخاطب للمخطوبة؟
قطعاً للشك يا أخوان ماهي أقوال العلماء في حدود رؤية الخاطب للمخطوبة؟
للفائدة في مسألة حدود نظر الخاطب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19850
الرواية فيها اشكال
في رواية اخرى للبخاري ان المتكلم غير ابي السنابل , بل ابو السنابل خطبها , فقال لها رجل آخر بان تجلس اخر الاجلين , ونص رواية البخاري :
فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت أن تنكحه فقال والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكحي .
ثم يقال : ان ابا السنابل دخل عليها وهو يظن انها معتدة , فكيف يدخل عليها وهي كذلك , الا ان يكون الداخل عليها من محارمها .
وفقك الله
أقسم بالله يا (أبا فياض) ولم تحلفني؛ أنني قد تركت كل أشغالي لأنهي ما وعدتك به.. والكلام حول الحديث له ذيول ومناحٍ مهمة أرجو عدم التعجل في طرح كلامٍ من بعض الإخوة لا يتناسب والأحكام الشرعية.. واللبيب بالإشارة يفهم..
وأشكركم على الحذف وتمشية الأمر بأنه متبع للسلف!!!
البحث قيد الإعداد أخي فاصبر، والعاقبة خير بإذن الله.
لم يعد الكلام إشارةً إذن يا شيخ سكران (ابتسامة)أرجو عدم التعجل في طرح كلامٍ من بعض الإخوة لا يتناسب والأحكام الشرعية.. واللبيب بالإشارة يفهم..
وأشكركم على الحذف وتمشية الأمر بأنه متبع للسلف!!!
الذي حُذف لك كان هجوما على أحد الإخوة يخلو من الرد العلمي، مع وعد بالمجيء بالرد، ونحن في انتظاره، بارك الله فيكم.
وأنا أرجو حقيقة ألا يضيق صدرك بشيء مما قلتُه أو قاله غيري في هذه الصفحة، وألا يفسد النزاع في هذه المسألة ودا بين الإخوان.
وأما ما قررتُ أنه خلاف قديم وللمخالف فيه سلفٌ، فهو كذلك شئنا أم أبينا، وليس ههنا محل فتح النزاع - من جديد - في دخول الوجه والكفين في عورة المرأة، والله المستعان.
بسم الله الرحمن الرحيموبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
حديث سبيعة بنت الحارث الأسلمية رضي الله عنها؛ حديث مشتهرٌ جداً قد تعددت طرقه ومروياته ومخارجه، بحيث كان لزاماً على من أراد أن يتجاوز المعنى العام للحديث كألفاظ فقط؛ وأن يستخرج منه حكماً ما = أن يستوعبها جميعها ليخرج بحل جميع الملابسات التي قد يتوهمها كثيرٌ من الناس.
وقد تتبعت جاهداً _ يعلم الله _ روايات هذه القصة فوجدت الأمر فعلاً لا ينجلي إلا بتتبعها جميعها، فهي تعطي وتيرة واحدة، وأحداثاً متناسقة، ومشاهد مترابطة للقصة بكل مناحيها.
وبعد دراستها _ ولله الحمد _ أقول وبالله التوفيق:
- القصة تروى عن (سبيعة) نفسها من كلامها من طريقين:
طريق (أبي سلمة بن عبد الرحمن) بسؤالها هي مباشرة .. ومن طريق (عمر بن عبد الله بن الأرقم) بسؤالها هي مباشرة.. وهناك طريق ثالث مختصر عند (ابن ماجة) و(ابن أبي عاصم) عنها أيضاً قد أعرضت عنه مكتفياً بهذين.
- كما تروى من طريق أم المؤمنين (أم سلمة)؛ من لجأت (سبيعة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها، والتي كانت حاضرة قصتها ومناقشتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ومن طريق من سأل أم المؤمنين (أم سلمة) عنها مباشرة.
أولاً: روايات (سبيعة) نفسها:
1) رواية (أبو سلمة بن عبد الرحمن) عنها:
- أقول هذه الرواية فيها من التوضيح والتفصيل والتفنيد لكثير من الملابسات المهمة في القضية؛ ما يفتح أبواباً كثيرة لفهم الحديث فهماً واضحاً، فأقول:
· هذا الطريق أخرجه من رواية (محمد بن إسحاق؛ قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحرث..) عنه به؛ كلٌ من:
الإمام أحمد في (المسند رقم 27478)، الطبراني في (الكبير ج 24/ رقم 746)، ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني رقم 3277).
ولفظ مجموعهم:
(دخلت على سبيعة بنت أبي برزة الأسليمة فسألتها عن أمرها؛ فقالت: كنت عند سعد بن خولة، فتوفي زوجي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قالت: فلبثت بعده شهرين، ثم وضعت ما في بطني، فمر أبو السنابل بن بعكك _ أخو بني عبد الدار _؛ فدخل عليّ حموي؛ وقد كان يريدني لنفسه، وقد تهيأت للنكاح وتخضبت، فقال: ما لك يا سبيعة؟! فقلت: أردت التزويج. قال: لا والله إنه لأربعة أشهر وعشرا. فلبست ثيابي وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة؛ فسألته فقال: "حللت فتزوجي").
قلت: هنا وقفات مهمة، ويأتي غيرها مثلها في الروايات الأخرى إن شاء الله:
- أن القصة متأخرة = بعد حجة الوداع.
- أن المرأة كانت حاملاً قبل موت زوجها، ثم بعد موته اعتدت لموته فلم تلبث أن وضعت حملها.
- أن أحداث القصة كلها كانت بعد وضعها للحمل وانقضاء عدتها.
- أن المرأة كانت ساكنة عند (حموها)، وسيأتي بيان ذلك بزيادة في الروايات الأخرى.
- أن المرأة كانت فاهمة الفقه الشرعي في هذه الحالة، وأنها قد صنعت ما عرفته من سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم، فقامت بخلع لباس العدة وإبداله باللباس المعتاد للمرأة الخالية من التزام شرعي من طلاق أو وفاة، وإضافة بعض الزينة الخارجية على نفسها مما يحسن مظهرها ويرغب الناس بها.
- أن أبو السنابل ممن أراد خطبة المرأة.. وصنيعه لها في تغيير الفقه الشرعي هو محاولة غائية لتأخير الوقت لغرض سيأتي بيانه إن شاء الله.
- أن أبو السنابل لم يدخل على المرأة مباشرة، بل هناك الوسيط بينهما وهو (الحمو) ولا يمنع هذا من أن يكون أبو السنابل قد رأى منها ما ظهر من زينها رغماً عنها، فغالب البيوت في ذلك الوقت ليست سوى غرفة مربعة.
- تحديد وتبيين ما هو التزين الذي قصدته في الحديث، وهو زيادة على الملابس تخضيبها يديها.
- لما أن كلام أبو السنابل لم يدخل إلى عقلها حاولت الذهاب إلى مصدر التشريع الثاني (محمد صلى الله عليه وسلم) فلبست ثيابها وأتته.. وسيأتي بإذن الله صفتها للبس ثيابها ومتى كان وقت خروجها، حتى يعرف البعض ممن رزقوا الفهم القاصر للنصوص والأدلة كيف يستنبطون منها ما يتمشى وأهوائهم.
2) رواية (عمر بن عبد الله بن الأرقم) عنها:
· هذا الطريق أخرجه من رواية عبد الله بن عتبة أنه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم أن يسأل سبيعة عن قصتها، كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه تعليقاً جازماً رقم 3770)، الإمام مسلم في (صحيحه رقم 1484)، أبو نعيم في (مستخرج مسلم رقم 3514)، أبو عوانة في (مستخرجه رقم 4644)، النسائي في (السنن من طرق تبدأ برقم 5712)، أبو داود في (السنن رقم 2306)، ابن ماجة في (السنن رقم 2028)، ابن حبان في (صحيحه رقم 4294)، الطبراني في (الأوسط رقم 1918) و(الكبير ج 24/ رقم 745، 749، 750)، الإمام أحمد في (مسنده رقم 27478 وما بعدها)، الإمام الشافعي في (الأم 5/224)، ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني رقم 3276)، البيهقي في (السنن رقم 15245 وما بعدها).
ولفظ مجموعهم:
(كتب عبد الله بن عتبة إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها، وعما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته، فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة يخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة _ وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا _؛ فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك _ رجل من بني عبد الدار _؛ فقال لها: مالي أراك متجملة؟! لعلك ترجين النكاح! فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فقال: "كذب أبو السنابك"، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزوج إن بدا لي).
قلت: هنا وقفات مهمة أيضاً زيادة على ما مضى:
- كل من روى هذا الحديث قاطبةً لم يذكر في روايته نوع الزينة التي تزينت بها المرأة، ولم يرد هذا فقط إلا في طريق (عبد الرزاق) عند الإمام أحمد والطبراني فقط.. وفي النفس من ثبوتها شيء.. فقد خالفت سائر الروايات التي أطبقت على عدم ذكرها. فتأمل
- حددت المرأة هنا وقت خروجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته، حيث قالت: (جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم).. ومفهوم هذا العمل منها = أنها كانت تتحين هذا الوقت بالتحديد، وهذا مما يدل على طلبها للستر وعدم البروز (سافرة) للآخرين وذلك بتجميع ثيابها عليها وبخروجها وقت المساء وانكفاف الناس والضوء.
ثانياً: رواية أم المؤمنين (أم سلمة) رضي الله عنها، و التي أتت (نسيبة) رسول الله في بيتها:
· وهذا الطريق أخرجه من رواية جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عنه به؛ كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه رقم 5012)، النسائي في (السنن رقم 5710)، الطبراني في (الكبير ج 23/ رقم 546، 547)، البيهقي في (السنن رقم 15249).
ولفظ مجموعهم:
(أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها؛ فتوفي عنها وهي حبلى، فخطبها رجلان؛ أحدهما شاب، والآخر كهل _ وهو _ أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه؛ وخطبت إلى الشاب؛ فقال: والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين. وكان أهلها غيباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "انكحي").
قلت: وهنا وقفات مهمة أيضاً على ما مضى:
- هنا تحددت ملامح الجانب الآخر من القصة، وهي الغاية من محاولة أبو السنابل إفهام المرأة خلاف ما تعرفه مسبقاً من الحكم.. حيث وضح هنا أنه قد تقدم إليها رجلان منهم أبو السنابل، لكن المرأة لما أنها لم تقبل بهذا الكهل أبو السنابل غاظ منها ومن صنيعها، فلذلك قال لها: (والله ما يصلح أن تنكحيه) وهذا تصريح منه بوجود طرف آخر معه يريد الزواج بها.
- معرفته المسبقة بغياب أهلها وبعدهم عنها، وأنها عند (حموها) جعله يخبرها بما أخبرها من أجل أن يؤخر عملية زواجها من الرجل الآخر حتى يتسنى لأهلها القدوم.
- أيضاً هنا لم يُصرّح بنوع الزينة التي تزينت بها المرأة. فتنبه
ثالثاً: رواية (كريب غلام ابن عباس) عن أم المؤمنين (أم سلمة) يسألها عنها:
· وهذا الطريق أخرجه من رواية أبو سلمة السابق في الطريق الأول؛ كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه رقم 4626)، الإمام مسلم في (صحيحه رقم 1485)، الإمام مالك في (الموطأ رقم 1225، 1228) ومن طريقه الإمام الشافعي في (المسند ص299)، الإمام أحمد في (المسند رقم 26758)، أبو نعيم في (مستخرج مسلم رقم 3515، 3516)، ابن الجارود في (المنتقى رقم 762)، أبو عوانة في (مستخرجه رقم 4645 وما بعدها)، النسائي في (السنن رقم 5702 وما بعدها)، الترمذي في (السنن رقم 1194)، الدارمي في (سننه رقم 2279)، ابن حبان في (صحيحه 4295 وما بعدها)، أبو يعلى في (المسند رقم 6978)، البيهقي في (السنن رقم 15248).
ولفظ مجموعهم:
(قال أبو سلمة: جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة جالس عنده؛ فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة. فقال ابن عباس: حلّها آخر الأجلين. قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} إذا نفست فقد حلّت للأزواج، فقال: إنما ذلك في الطلاق، فتراجعا في ذلك بينهما. فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي _ يعني أبا سلمة _، فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها؛ هل كان هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجاءه فقال: قالت: نعم؛ قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخُطبت؛ فخطبها رجل من بني عبد الدار يكنى أبا السنابل بن بعكك وأخبرها أنها قد حلت، فأرادت أن تتزوج غيره؛ فقال لها أبو السنابل: فإنك لم تحلي. وكان أهلها غيباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتزوج؛ فأنكحها).
قلت: وهنا وقفات مهمة أيضاً على ما مضى من قبل:
- انتشار أمر معرفة أم المؤمنين أم سلمة بالمرأة وقصتها فلذلك أرسل إليها لما عرف من ذلك من جهتها.
- تأكيد هذه الرواية على تقدم خاطبين لها منهم أبو السنابل؛ وأنه رفض من قبلها.. لكن هذه الرواية أبانت عن طرف مهم آخر في غاية أبو السنابل مما فعل؛ حيث أنه كان قد سبق الشاب لخطبتها؛ وأخبرها أنها بوضعها ولدها قد حلّت، لكن لمّا أن رفضته المرأة ولم تقبل به وقبلت بغيره = غير لها الحكم الشرعي في المسألة ليطول الأجل ليتسنى لأهلها القدوم ومن ثم طلبها منهم.
- لم يرد في هذه الرواية أي كلام حول ما هية الزينة التي تزينت بها المرأة. فتنبه
أكتفي بما علقته على الموضوع بما عقبت به الأحاديث.. وإلا الكلام على بيانه مما وفق الله أكثر من ذلك، من بيان الحكم الشرعي، وبيان مدلول الآية على الحديث، وغيرها، ولكن يعلم الله لم أجد من الوقت إلا هذا.. وفيما ذكر كفاية
ولكن شرطي الوحيد لفهم الكلام فهماً صحيحاً هو التدبر الرائق البعيد عن كل مشيّنات للفهم ومفسداته حتى تخرج بفهم سليم للحديث وأحداثه وملابساته.
قد تكون هذه آخر مشاركة لي معكم _ غفر الله لي ولكم جميعاً _ إن لم تكن آخرها.. فتجاوزوا واصفحوا.. واذكروا بخير.
وفق الله الجميع.
بارك الله فيك يا شيخ سكران، وجزاك الله خيرا على جهدك ووقتك المبذول.
أقول - وبالله المستعان - إنه ليس فيما تفضلت بجمعه - على التسليم بصحة فهمكم له- ما يتعارض مع الحكم الشرعي الذي أخذه من أخذه من الحديث بشأن تزين المرأة في بيتها لاستقبال خاطبها (وهذا هو موضوع هذه الصفحة)..
قولك وفقك الله:
أن المرأة كانت ساكنة عند (حموها)
القول بمكثها عند حميها بعد موت زوجها وتزينها للخطاب في بيته = مشكل جدا، ولا أدري ما الذي وجهكم إليه!! كأنك أردتَ أن تتأول دخول الأجنبي عليها في بيتها وهو يظن أنها معتدة بما يدفع عنهما الشبهة، فوقعت بما ذهبت إليه في شبهة أشد!! ليس فيما سقتَه من الروايات ما يدل على أنها كانت "ساكنة عند حميها" بارك الله فيك، وإنما فيها أنه دخل عليها وهي متهيئة للنكاح..
والذي يظهر والله أعلم - جمعا لهذا بما ورد من كون الداخل هو ابن بعكك نفسه - أن المرأة دخل عليها الرجل مع حميها جميعا ولم يدخل أي منهما منفردا، فلما ظهرت لهما في البيت على تلك الحال، تبين لهما من أمرها ما جاءت به الرواية، ثم دار الحوار بينها وبين ابن بعكك.
والإشكال لا يزال بعد قائما في استجازتها لأن يرى منها حموها أو ابن سنابل أو كلاهما ما رأياه منها (وهو التهيؤ والتزين للنكاح) ولو كان في بيتها، فحموها ليس من محارمها، بل إن التحذير من دخوله على المرأة معلوم! ففي الحقيقة ليس فيما وقفتُ عليه إلى الآن من الروايات ما يرفع هذا الإشكال. والذي أتصوره أن الداخل عليها لما رآها على هذا الحال، حول وجهه عنها، ثم عبر عن مفاجأته بحالها تلك بما قال.. إذ هو لم يدخل عليها بوصفه خاطبا، فلا يحل له أن يرى منها تلك الزينة، والله أعلم.
قلت سددك الله:
تحديد وتبيين ما هو التزين الذي قصدته في الحديث، وهو زيادة على الملابس تخضيبها يديها
فأين ما فيه الدلالة على أن الخضاب الذي قصدته المرأة في الرواية مقصور على خضاب اليد تحديدا؟ هذا تحديد لا يمكن الإفادة به من النص الذي أوردته، إذ هي لم تذكره.
قولكم
حتى يعرف البعض ممن رزقوا الفهم القاصر للنصوص والأدلة كيف يستنبطون منها ما يتمشى وأهوائهم.يا شيخ بارك الله فيك، أنت لا تصارع قوما مبتدعة من أصحاب الأهواء! أرجو من الله ألا يكون هذا ظنك بأحد ممن كتبوا في هذه الصفحة.
وتقول:
كل من روى هذا الحديث قاطبةً لم يذكر في روايته نوع الزينة التي تزينت بها المرأة، ولم يرد هذا فقط إلا في طريق (عبد الرزاق) عند الإمام أحمد والطبراني فقط.. وفي النفس من ثبوتها شيء.. فقد خالفت سائر الروايات التي أطبقت على عدم ذكرها. فتأمل
قلت: كون تلك الطريق تفردت بالزيادة من دون أن تكون العلة قادحة، هذا لا يعني رد الاستدلال بها عند إرادة معرفة ما تزينت به المرأة في تلك الواقعة، إن لم يكن في ذلك الأمر نص يعلوه في الدرجة..
ولا حاجة بنا إلى هذا على أي حال - ولا حاجة بالرواة إلى ذكر تلك التفاصيل أصلا - فالزينة مرجعها عرف الناس وما يفضلونه، وهي إنما يظهر منها - إن تلبست بها - بمقدار ما ينكشف من جسدها، وهذا مآله في مسألتنا هذه - عند القائل بمشروعيته في حق المخطوبة - إلى الخلاف في تعيين هذا المقدار الذي يشرع لها كشفه للخاطب، وهي بابة أخرى مستقلة.
وتقولون:
ومفهوم هذا العمل منها = أنها كانت تتحين هذا الوقت بالتحديد، وهذا مما يدل على طلبها للستر وعدم البروز (سافرة) للآخرين وذلك بتجميع ثيابها عليها وبخروجها وقت المساء وانكفاف الناس والضوء.ما لبسته خارج بيتها لا دخل له بما نحن فيه، إذ هي يقينا لم تخرج قاصدة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كانت تلبسه تهيؤا للخطاب.. بل كانت في جلبابها (إذ الواقعة كانت بعد فرض الحجاب على الصحيح) ولا فرق هل اختارت الخروج ليلا أم نهارا! فمن الذي أومأ ولو من بعيد إلى أن الحديث قد يفهم منه أنها خرجت سافرة الوجه (أو ضد ذلك)؟ لا يفيد الحديث أيا من الفريقين في مسألة كشف الوجه، وهذا لا تعلق له بمطلوبنا، بارك الله فيك. والذي يقول إن مجرد ظهورها لأبي سنابل بزينتها دليل على أن كشف الوجه كان مشروعا وأنه لم يكن داخلا في الحجاب = هذا يخلط خلطا مبينا، إذ الحال أنها كانت - حين رآها من رآها على هذا النحو - متهيئة للنكاح في بيتها، ولم تكن في حجابها خارج البيت! فكيف يقال إن الحديث دليل على مشروعية كشف المرأة وجهها للرجل الأجبني خارج بيتها! لا دخل للحديث بهذه المسألة أصلا.
أما قولك وفقك الله:
وإبداله باللباس المعتاد للمرأة الخالية من التزام شرعي من طلاق أو وفاة، وإضافة بعض الزينة الخارجية على نفسها مما يحسن مظهرها ويرغب الناس بها.
فهل نفهم من هذا الكلام أنك تنكر أنها تزينت تزينا مخصوصا للخطاب، يزيد على ما يكون من عادة النساء في بيتوهن، مما لاحظه عليها الداخل وسألها عنه؟ وإلا فكيف نوجه هذا الكلام؟
وأخيرا، فقولك:
قد تكون هذه آخر مشاركة لي معكم _ غفر الله لي ولكم جميعاً _ إن لم تكن آخرها.. فتجاوزوا واصفحوا.. واذكروا بخير
فأنا أسأل الله ألا تكون هذه آخر مشاركاتكم، وألا يحرمنا الله من الخير الذي عندكم، بارك الله فيكم وجزاكم عن إخوانكم خيرا.
أحسنت التنبيه , ولك أن تعذر أخاك , فالشبهات أصبحت تترى في باب السفور , وهذا الحديث قد اُستدل به على مطلوبهم , والواجب بيان الحق .
فإن كان الحديث في باب الخاطب وما يصلح من زينة المخطوبة له , إلا أن في اختلاف ألفاظ الحديث ما قد يستدل به من في قلبه هوى , وقد فعلوا , وإما إن كان النقاش في ما يجوز ومالا يجوز في باب النظر إلى المخطوبة , فالأمر سهل وهو قريب , وفقكم الله .