ما المعنى يا شيخ ، إذ لم تُخلق لهذا ؟وأعيذه من أن ينظر إلى الناس بمشاعر كهذه. ولن أترصَّدها، بل أتركها لشخصين يعرفانه تمام المعرفة، ويلازمانه باستمرار؛ وإن كان لا يعرف عنهما إلاَّ الاسم... إذ لم أُخلَق لذلك.
أشكر الشخين الكريمين : الهدلق والواحدي
فقد أمتعانا حقا ..
والعتب على أحد الأفاضل ، فقد كان يضرب ..ويلوذ فرارا
بلْ هُناكَ شك ، فقد قالَ :صرّح الشيخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أنّه لا يقبل الرأي الآخر ولا يصغي إليه. إذ قال: "لو أن أهل الدنياكلهم ذهبوا مذهباً لا أراه ؛ لم أذهب إليه ولو نثرت نثراً .." فما الفائدة من محاورته؟ ثم أردف كلامه قائلا :"ومن يعرفني يعرف حقيقة ما أقول.."!! وأكاد أقول: "صرنا لا نعرفك يا شيخ عبد الله!"
فهوَ يتكئ على دليل ، و لا يذهب مذهباً عن هوى ، أو محض المخالفة ، أو نَفسات العنصريّة ، فقد قالَ - كذلك - :التجريد المعرفي إذن هذا الذي أتغياه
إذاً هوَ رأي معرفي ، و ما ضرّ ابن تيمية عندما خالف جُل الفقهاء في عصرِهِ إذ كانَ يعتمد على دليل يراهُ هوَ حقاً ، و إن رأى - و الحديث موجه إلى الشيخ الهدلق - دليلاً أقوى من دليله سيرجع بلا أدنى شك !فأين من يتكلف صبغ مقالتي بهذا اللون العنصري الكريه عما كتبته عن أهلي ودمي في سطور تربو بكثير على ما كتبته عن الشعب البنغالي ؟
ثُم :
يا طَالِبَ التصريحِ يا كيّسُ --- صدقتَ فالتلويحُ لا يُونِسُوأعيذه من أن ينظر إلى الناس بمشاعر كهذه. ولن أترصَّدها، بل أتركها لشخصين يعرفانه تمام المعرفة، ويلازمانه باستمرار؛ وإن كان لا يعرف عنهما إلاَّ الاسم... إذ لم أُخلَق لذلك.
و اللهُ الموفق .
قال أحد "المنصفين" : فيما مضى ذهبت إلى سوريا وعاشرت أهلها زمانا طويلاً حتى تشكّل عندي من بعد لأيٍ في مخالطتهم (رأيٌ معرفيٌّ ) عن أعراقهم ,فإذا هم شعب لئيم ,شواربهم ودّ الصقرُ لو يقف عليها, وهم مع هذا أجبن من النعامة..تخيل :يسرق من حقيبتك مالَك أثناء تبسّمه لك!, على أن الخسة تلوح على وجوههم فلا تتعنى في ملاحظة ذلك , وإن كنت مغرقاً في السذاجة ...
فلمّا لمح أن وجهي قد تمعّر ,قال :ألا تصدقني؟!
فقلت مغاضباً:عفواً.. أمي سوريّة!
وهنا.. امتقع لونه حتى ظننته من بني الأصفر..(أكمل المشهد كما شئت)
----
هذا تعقيب على الأخ المكرم طالب الإيمان وفقه الله للحق وسدده
قد كان الموضوع -لا أصالةً، بل بما استتبعه من حواشٍ هي أنفس من الأصل نفسه!! (كحواشي شكيب أرسلان على حاضر العالم الإسلامي!)- من أمتع ما قرأنا من أسابيع، أو أشهر!!
فالشكر الجزيل لمن شارك فيه فأمتعنا!
والشكر للشيخ ابن عبد الهادي... تعقيبك الأخير (الجامع المانع) من أجمل "التلاخيص"!
بارك الله فيكم جميعا
... وقد أوحى إليّ البيتُ الذي أوردتَه بـ "طقطوقة"، أرجو ألاّ تُعتَبَر شِعرًا، فتُخضَع لنقدٍ أسلوبي وبنيوي بناءً على ذلك.
وهذا نصُّها:
يَغتالُنا الرَّيْحُانُ والنَّرْجِسُ فينتشي مِن شِعرِنا السُّنْدُسُ
ويَسْتبِينا الرَّمْلُ في غفْوةٍ وتَسْتبِينا الخُنَّسُ الكُنَّسُ
وتَسْتَبِينَا الشَّمسُ مختالَةً والسِّرُّ أنْ حُفَّت بها الـحِندِسُ
نحن شُداة الحـُسْنِ في نَبعِه نَحْدُو به عدلاً ولا نُلْبِسُ
ما ضرَّنا أنْ عابَه أَكْمَهٌ أو ذَمَّه "غُسْتافُ" أو "مَرْقسُ"
نرنو إلى الى العلياء نرتادُها إلى الدَّراري نُورَها نَقْبِسُ
ونَتركُ الظلماءَ مبثوثةً لِلْعُمْيِ رَمْسًا فيه كمْ أُركِسوا
ونُبْصرُ الإنسان في طُهرِه ما ضرَّنا لو بعضُه يَنجُسُ
ما الـحُسْنُ لولا القُبْحُ؟ ما سِرُّه لو لم تُلابِسْ غيرَه الأنفُسُ؟!
الرُّوح سِرُّ الله في خلقِه لَوْلاهُ ما كانُوا ولا اسْتَأْنَسُوا
إن يَطْهُرُوا ترجعْ إلى نبعها أو لُوِّثُوا تَدْنسْ بما دَنَّسُوا
في "الغَنْجِ"* شِعْري غَرْفَةٌ تُحْتَسى وفي الحنايا "الغَنْجُ" كم يأنَسُ
* الغَنْج: نهر الهند العظيم.
ملاحظة: القصيدة كلّها من وضع أخيكم؛ إلاّ اللون.. فقد استعرتُه من شيخنا الفاضل عدنان البخاري، حفظه الله. (ابتسامة)
جزاكَ اللهُ خيراً ..
و البيتُ الذي أتيتُ بِهِ ، إنما هوَ للورغي التونسي ، في مقامته الخمريّة :يا طَالِبَ التصريح يا كيّسُ --- صدقتَ ، فالتلويح لا يُونِسُ
بل إنما يَحسنُ كتمُ الخنا --- وكيف يخفى الأحسنُ الأنفَسُ ؟
فاسمعْ إذاً وانعمْ بها كلمةً --- ربي عليٌ و أنا تونسُ .و إلا ، فقصيدتُكَ أجمل ، و كيفِ يخفى الأحسنُ الأنفسُ ؟
وفقكَ اللهُ .
و كيفَ ؟و كيفِ
على الهامش...
جاء في "كنّاشة النوادر" للأستاذ عبد السلام هارون، رحمه الله، وهو يتحدّث عن "تفكير أسلافنا القدماء في أمور حضارية يزهو بها عصرنا الحاضر ويعدّها مِن مفاخره:
"يزدحم الناسُ على العامل أو التاجر، فيُحدث ذلك اضطرابًا أو تذمُّرًا أو صراعًا، لا يعالجه إلاَّ تنظيم العملاء. وهو الذي انتهى الأمر إليه في مدنيّتنا الحديثة بنظام الصفوف، كما هو واقعٌ الآن في التموين والمصارف، ودور اللهو ونحوها.
فلْننظر إلى هذا النصّ من كتاب "الحيوان" للجاحظ:
"وكان أهل المربد يقولون: لا نرى الإنصاف إلاّ في حانوت فرج الحجَّام، لأنَّه كان لا يلتفت إلى مَن أعطاه الكثير دونَ مَن أعطاه القليل، ويقدِّم الأوّلَ، ثمَّ الثاني، ثمّ الثالثَ أبدًا... حتّى يأتي على آخرهم. على ذلك كان يأتيه من يأتيه. فكان المؤخَّر لا يغضب ولا يشكو."
خرجت إلى هذه الاستراحة ، وجلست إلى حيث انتهى بي المجلس .
تشنف سمعي بما رأيت .. كنت أقرأ بصوت تسمعه أذناي اللتان حرمتا من سماع الجمال السمعي العالي منذ زمن ..
وسُرّ عقلي بهذه الغنيمة الأدبية التي عثر بها .. بعد رحلات وجولات ومحاولات للتخلص من خيوط الشبكة العنكبوتية.. التي التفت حوله بإحكام ! ..
وابتهجت نفسي حتى كانت أحياناً تأسى من وصف وردة تفرك بالأيدي ، لكنها تفرح لبقاء رائحة العبير .
جزى الله خيراً من جمع الورود فمتعنا بمرآها .. ومن فركها فمتعنا برائحتها الزكية .
عجبت من نفسي كيف غفلت سنين عما أقرؤه من كلام كثير من المفكرين ، عن طبائع الأمم والشعوب والعمران والإنسان .. بدءا من حكيم يونان بطليموس ، مروراً بابن خلدون ولُبُون !.
ومنشأ العجب - إن لم أجد من يعجب معي ! - أنهم ذهبوا إلى أن طبائع الأمم تختلف .. ففيهم أبيض بارد السجية وأسود حارّ الغريزة ، وأن الهواء قد يجمع الطباع أو يفرقها .
ذهبوا هذا المذهب واختلفوا في التفضيل .... إلخ .
لكن رأيت بلالاً وهو عبد حبشي ، وصهيباً وهو عبد رومي ، وسلماناً وهو عبد فارسي ، ومارية وهي أمة قبطية .. أولئك القادمين من الأمم المجاورة .. ودع عنك العرب .. الرعاة ثم الغزاة في سبيل الله .. كلهم أجمعوا ، والزمان زمان ، على أن لا فضل لأحد منهم على غيره إلا بمعنى جامع لحقائق الإيمان والعمل ، وهو ( التقوى ) .
وهم أوائل من يدخلون الجنة زمراً .
كيف نفاضل بين الأمم بالجملة والقضية على التفريد ؟.
وهذا من أسرار جمال الإسلام وبهائه الذي تأوي وتهوي إليه أفئدة من الناس .
تسجيل إعجاب بأدب كريم وفضل ظاهر .
تحية للشيخين الأديبين .
قليل من الكتاب من يجمع في كتاباته بين الإمتاع و الفائدة
بارك الله في شيخنا الفاضل عبدالله الهدلق
و في الاخ الكريم محب الأدب
على الهامش أيضاً :
قال أبو حيان التوحيدي - في كتابه الإمتاع والمؤانسة - :
الأمم عند العلماء أربع : الروم ، والعرب ، وفارس ، والهند،
ولكل أمة فضائل ورذائل ، ولكل قوم محاسن ومساوٍ ، ولكل طائفة من الناس في صناعتها وحَلِّهَا وعقدها كمال وتقصير ؛
وهذا يقضي بأن الخيرات والفضائل والشرور والنقائص مفاضة على جميع الخلق ، مفضوضةٌ بين كلهم.
فللفرس السياسة والآداب والحدود والرسوم.
وللروم الحكمة
وللهند ( ومنهم البنغال ) الفكر والرؤية والخفة والسحر والأناة
وللترك الشجاعة والإقدام
وللزنج الصبر والكد والفرح
وللعرب النجدة والقِرَى والوفاء والبلاء والجود والذِّمَام والخطابة والبيان
ثم إن هذه الفضائل المذكورة ، في هذه الأمم المشهورة ، ليست لكل واحد من أفرادها ، بل هي الشائعة بينها ؛ ثم في جملتها من هو عارٍ من جميعها ، وموسوم بأضدادها ، يعني أنه لا تخلو الفرس من جاهل بالسياسة ، خالٍ من الأدب ، داخلٍ في الرعاع والهمج ؛ وكذلك العرب لا تخلو من جبانٍ جاهلٍ طياش بخيلٍ عيي ، وكذلك الهند والروم وغيرهم
وها هنا شيء آخر ، وهو أصل كبير لا يجوز أن يخلو كلامنا من الدلالة عليه والإيماء إليه ، وهو أن كل أمة لها زمان على ضدها ،
وهذا بين مكشوف فإذا أرسلت وهمك في دولة يونان والإسكندر : لَما غلب وساس وملك ورأس وفتق ورتق ورسم ودَبَّر وأمر ، وحث وزجر ، ومحا وسطر ، وفعل وأخبر ...
وكذلك إذا عطفت إلى حديث كسرى أنوشروان : وجدت هذه الأحوال بأعيانها ، وإن كانت في غُلْف غير غُلْف الأول ، ومعارض غير معارض المتقدم.
ولهذا قال أبو مسلم صاحب الدولة حين قيل له : أي الناس وجدتهم أشجع ? فقال : كل قوم في إقبال دولتهم شجعان . وقد صدق ؛ وعلى هذا كل أمة في مبدأ سعادتها أفضل وأنجد وأشجع وأمجد وأسخى وأجود وأخطب وأنطق وأرأى وأصدق ؛ وهذا الاعتبار ينساق من شيء عامٍ لجميع الأمم ، إلى شيء شاملٍ لأمة أمة إلى شيء حاوٍ لطائفةٍ طائفة ، إلى شيء غالبٍ على قبيلةٍ قبيلة ، إلى شيء معتادٍ في بيتٍ بيت ، إلى شيء خاص بشخصٍ شخص وإنسانٍ إنسان.
وهذا التحول من أمة إلى أمة ، يشير إلى فيض جود الله تعالى على جميع بريته وخليقته بحسب استجابتهم لقبوله ، واستعدادهم على تطاول الدهر في نيل ذلك من فضله ...
ومن رقى إلى هذه الربوة بعين لا قذى بها ، أبصر الحق عياناً بلا مرية ، وأخبر عنه بلا فرية ؛ ومتى صدق نظرك في مبادئ الأحوال وأوائل الأمور ، وضح لك هذا كله كالنهار إذا متع ، واستنار كالقمر إذا طلع....
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا، أيّها الأديب النحرير، وأحسن إليك، على هذا النقل النفيس.
كان لك الفضل في افتتاح هذا الموضوع الممتع النافع، بإذن الله. وظنّي أن سيكون لك الفضل في اختتامه بكلمات، لو فكِّكت وضُربت لها الأمثلة والشواهد لشغلت صفحات وصفحات.
وإن كان من عتب عليك، فلاعتبارك ما نقلتَ "على الهامش"؛ إذ هو في صميم الصميم.
رُفِعت الأقلام، وجفّت الصحف...
بلًّ الله بوابل رحمته تلك الأيام ..
جزاكم الله خيرا
لنا المرهفاتُ الغضـابُ البواســـــــمُ * لنا صيحة الحق حيــن التصادم
فنحن الأســــــود الأباة الضـياغـــم * نَفُــل الــــحديد بـعـــزم شديـــد
إذا الحرب جاءت بلحن الرصاص * نزلنا على الكفـر نـبغـي القصاص
يســـاقــون للموت ما من مـــناص * و نـسـقـي ااـهدى من دماء الـوريد
و نردي بحدِّ الحســـــام الـرؤوس * و نشفــي بضرب العُــداة النفوس
فــأبشر عــدوي بـيـوم عـَــــبُوس * ليُشــرق في الكون مجــد تـَـلـيـــد
قِــراع الأســـنة لحــن الرجـــال * و في الحرب عز وَرِيـف الظــلال
فـــقــم للــخـــلـود أخـــيا تعـــالَ * و دع عنك درب الكــسول البلـيــد
إذا الــنَّار شــبتْ فنحن الضرام * نــحــرق بالـسـيف جــمعَ الـطـغـام
و نَمحو عن الكون ليل الــظلام * فـيـبـزُغ فـــي الــكـون فـجرٌ جـديـد
صوارمُنا في الـعدى قــاطــعاتُُ * و أفـعـالـنـا فـي الورى سـاطــعـات
و نمضي على النهجِ حتى الممات * بـتـوحيد ربـِّي و سـيـف رشــيــــد
فيا قومي قوموا لقــرعِ الـسِّــيوف * فـما الـعـيـش إلا بـظـل الـحــتوف
نـمـوت بـعـز و نـحـن وقـــــوف * و لا خيــر في العيش عيش الـعبـيد