السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
سمعت اليوم كلمات رائعة للشيخ الشنقيطي حفظه الله تعالى
أختي الحبيبة ...يامن ترفضين الزوج المتزوج
ويامن تمنعين زوجكِ من التعدد وتهددينه ..
أرجو أن يتسع صدركِ لهذا الكلام ...فهناك والله أخوات من هي فوق الخمسين وتقول نحن خمس أخوات أكبرنا فوق الخمسين وأصغرنا تعدت الثلاثين ولم تتزوج منا واحدة ...
يقول الشيخ :
أما قضية التعدد فهي قضية بيَّن الله حكمها وأنزل على نبيه فصل القول فيها،
فلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحرم ما أحل الله.
أختي المسلمة: ارضي بما كتب الله وأعيني زوجك على تحصين فرجه،
حتى يكون ذلك أغض له عن الحرام وعن الفواحش والآثام، ليس في التعدد غضاضة،
فلو كانت فيه غضاضة لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين،
إن التعدد يجمع شمل أهل الإيمان، حتى إن الرجل يتزوج أربع نسوة إذا مرض مرضت بيوت المسلمين؛
لأن هذا رحيمه وهذا رحيم لرحيمه فتجتمع القلوب وتتآلف ويصبح الناس كالبيت الواحد،
ولذلك ما إن فقد الناس هذا المعنى حتى أصبح الرجل يعيش في الحياة هو وزوجه فقط،
فلذلك التعدد هدف سامٍ إسلامي نبيل يكثر به عباد الله وأولياء الله، وينتشر به النسل الطيب،
وكذلك يعم به الخير ويكون فيه من المصالح والمنافع ما الله به عليم،
والله أعلم بخلقه وأحكم بشرعه ونظامه. فينبغي على المؤمنة أن ترضى بحكم الله جل وعلا،
ولا ينبغي لها أن تضايق زوجها، ولا تضيق على بعلها في زواجه من الثانية،
اتقي الله فإن الله سيجعل لك فرجاً ومخرجاً، كم من امرأة كرهت زواج الثانية فكان زواج الثانية سبباً في صلاح زوجها،
تزوج زوجها الثانية فعرف فضل الأولى وهذا من حكمة الله جل وعلا، أن المرأة لا يعرف فضلها إلا بغيرها.
فلذلك أوصي أخواتي المسلمات خاصة الصالحات والمتدينات،
فإنه للأسف أن بعض الصالحات والمتدينات يكرهن ذلك ويشنعنه، حتى إن بعضهن يقلن:
ذاك رسول الله وتلك الصحابيات، ومن لنا نحن برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبمن يشبهه في حسن عشرته وغير ذلك من الأعذار، لا ينبغي هذا ولا يجوز،
ينبغي على المؤمنة أن تتقبل حكم الله بكل رضاً وبكل تسليم، يقول الله جل وعلا لنبيه:
" فَلا وَرَبِّكَ" [النساء:65] يقسم سبحانه
" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [النساء:65].
فسلمي رحمك الله تسليماً، وإذا علمت أن زوجك يريد تحصين فرجه فأعينيه، أو كفي أذاك عنه؛
فإن الله لا يحب من المؤمنة أن تكون أذية على المؤمن، أسأل الله العظيم أن يبصرنا بحكم دينه،
وأن يعيننا على التزام شريعته، والله ما منعت امرأة بعلها وضيقت عليه من الزواج من الثانية
فصبر خوفاً من قطيعة رحم، وما زال يتعرض للفتن فآذته أن يتزوج الثانية حتى وقع في فتنة
أو في حرام إلا كان لها من ذلك نصيب. اتق الله إذا رأيت البعل يريد أن يحصن فرجه خاصة
في هذا الزمان الكثير الفتن، الكثير المحن، فأعينيه أعانك الله .. أعينيه على دينه ..
أعينيه على إعفاف فرجه وإحصان نفسه، وكوني مؤمنة حقاً ملتزمة بشريعة الله تعالى،
فلعل الله أن يجمع شملك بامرأة صالحة، وبصالحات يعنك على ذكر الله وطاعة الله،
ودعي وساوس الشيطان وكوني من الصالحين من أهل الإيمان، والله تعالى أعلم.
انتهى كلام الشيخ حفظه الله..
نحن نعيش في مجتمعنا الإسلامي الذي قال عنه الرسول في هذا الحديث الرائع ..عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
رواه مسلم
واسمعي لقول الله تعالى "وَالْمُؤْمِنُو َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ" {التوبة:71}
ما معنى إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ؟؟
أتراني لو تألمت قدمي أو كان بها جرح أجلس ولا أفكر بها ؟؟ لا استطيع لأن الجرح يؤلمني بل يعكر علي حياتي ..
هذا هو المقصود من هذا الحديث أن تنألم لآلامهن ألما فعليا ..
نرى أخوات لنا في الله والله يتفطر قلبي هما وكمدا لما أراهن قد شارفت على الأربعين أو الخمسين ولم تتزوج بعد بل وفقدت الأمل في ذلك تماما ..
فالسبب لا يقتصر على إعفاف نفسه ولكن إعفاف أخوات لنا في الله لعلنا بإرضائهن واحتساب ذلك الأجر على الله أن يكتب لنا الله نعيما لا شقاء بعده حيث أنالمشكلة الآن أصبحت مشكلة المجتمع كله وعلى كل أبناء هذا المجتمع أن يفكروا في حل لها ..
كلنا يا حبيبة نغار ولا نحب ذلك ولكن آن الأوان لمجاهدة النفس وترغيبها في الآخرة
وبقدر إيمان المؤمن تتقد فيه تلك المشاعر الطيبة وتنمو ويزيد الشعور بإخوانه المسلمين
ويقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم :(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.) متفق عليه.
فالذي أعني هو مجرد مجاهدة من كل زوجه لنفسها على تطبيق هذا الحديث تطبيقا عمليا ..
وهو ليس بالأمر اليسير ولكن من يتصبر يصبره الله ..
اللهم آتِ نفوسنا تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم اجعل الله ورسوله أحب إلينا من أنفسنا وأزواجنا والناس أجمعين, والله الموف وهو الهادي إلى سواء السبيل.