مقام الترجيح يختلف عن مقام العزو كما هو معلوم لديك إن شاء الله
فأنا أتكلم عن مقام العزو، وهذا هو المفهوم من كلام أبي منصور الأزهري وغيره من أهل العلم.
ولكن المفهوم من كلام غيره أن الجمهور على المنع، كما هو ظاهر قول أبي الطاهر في قاموسه المحيط.
وكذلك ما قاله الخضري في حاشيته على ابن عقيل: إدخال أل عليهما لحن عند الجمهور.
فاختلفوا في النسبة إلى الجمهور أيضا في هذه المسألة كما يختلف الفقهاء في كون بعض المسائل هي قول الجمهور.
وقد كنتُ كتبت قديما مبحثا في ( الكل والبعض )، سأوافيكم به قريبا إن شاء الله.
( تذييل )
ذكر عباس أبو السعود في أزاهير الفصحى بيتا آخر شاهدا على جواز ( البعض )، وهو قول المجنون:
لا يذكر البعض من ديني فينكره ........... ولا يحدثني أن سوف يقضيني
ولم أجده في ديوانه، وأظن أنه محرف، والله أعلم.
ثم بحثت في الموسوعة الشعرية فوجدت الرواية ( لا يبعد النقد من حقي ... )
وكذلك ذكر د. عبد الرحمن محمد إسماعيل في مجلة المجمع مقالا عن هذه المسألة، واستشهد بقول المرقش الأصغر:
شهدت به عن غارة مسبطرة ......... يطاعن بعض القوم والبعض طوحوا
قلت: وهذه رواية أبي زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب، ولكن الرواية المشهورة في كتب الأدب ( يطاعن أولاها فنام مصبح )
واستشهد بعضهم أيضا بقول الخريمي:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا .......... فإن البعض من بعض قريب
قلت: وهو بعد عصر الاحتجاج فلا يحتج به.