السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فقد علق فى ذهنى منذ زمن أن حديث :" لا يخرف قارىء القران " هو حديث موضوع مختلق
تبعا لابن عراق الكنانى فى تنزيه الشريعة المرفوعة (55) و العلامة الألبانى رحمه الله فى الضعيفة
(270) و قد حكما عليه بالوضع لأن فى سنده لاحق بن حسين و هو كذاب و لكن لما تيسر لى الوقوف على سنده قمت بدراسته و استقصاء المصادر التى خرجته فوجدت الاتى:
تاريخ دمشق لابن عساكر(ج 64/ص18)
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد أنا أبو نعيم أنا لاحق بن الحسين نا خيثمة بن سليمان نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد بن يحيى بن جميل نا بكر بن شرود نا يحيى بن مالك بن أنس عن أبيه عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يخرف قارئ القرآن
اخبار أصبهان(2/343)
2019 - أخبرنا خيثمة بن سليمان إجازة ، وحدثنيه عنه لاحق بن الحسين ، ثنا عبيد بن محمد الكشوري ، ثنا محمد بن يحيى بن جميل ، ثنا بكر بن الشرود ، ثنا يحيى بن مالك بن أنس ، عن أبيه ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يخرف قارئ القرآن
و الديلمى (4/190) رقم (7843)
و هو من طريق ابى نعيم كما فى الضعيفة (270) و لم يتيسر لى الوقوف على سنده بنفسى
فالسند الذى خرجه الأئمة فى كتبهم كله من طريق لاحق بن الحسين عن خيثمة بن سليمان عن عبيد بن محمد الكشوري عن محمد بن يحيى بن جميل عن بكر بن شرود عن يحيى بن مالك بن أنس عن أبيه عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا.
ولكن ....
..........
و لكنى سأثبت خطأ تعصيب الجناية فى وضع هذا الحديث فى لاحق بن حسين
حيث وجدت الحديث فى جزء:"من حديث خيثمة بن سليمان" برقم (26)
26 - أخبرنا خيثمة ، حدثنا عبيد بن محمد الكشوري ، حدثني محمد بن يحيى ، حدثنا بكر بن الشرود ، حدثنا يحيى بن مالك بن أنس ، عن أبيه ، عن الزهري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليما قال : « لا يخرف قارئ القرآن »
و سأسوق اسناد جزء"من حديث خيثمة بن سليمان"
أخبرنا الفقيه الإمام العالم الحافظ شرف الدين زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسنش بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين قراءة عليه وأنا أسمع في مستهل ذي القعدة من سنة عشر وستمائة . قيل له : أخبرك الشيخ الأجل الأمين مخلص الدين أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي قراءة عليهش وأنت تسمع في عاشر المحرم سنة تسع وخمسين وخمسمائة . قال : أنبأنا الشيخ أبو الفضل عبد الكريم بن المؤمل بن الحسن الكفرطابي قراءة عليه وأنا حاضر في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة . قال : أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر التميمي قال : قراءة عليه سنة عشر وأربعمائة : أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي بدمشق سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة
فيكون قد تابع لاحق بن حسين فى هذا الحديث هو:
(أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر التميمي)
و لكن كل ما قام به لاحق بن حسين هو أنه وصل الحديث بعد أن كان عن الزهرى مرسلا فجعله عن أنس مرفوعا.
فيكون الحديث علته الارسال لأن الزهرى من التابعين بل مراسيله من شر المراسيل
هذا اذا لم يكن فيه علل أخرى.
فهيا بنا نعيد النظر فى هذا الحديث و نرتب أوراقنا و نترجم لرجاله و نقف على كلام الأئمة المتقدمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.