قال العلامة ابن مفلح رحمه الله تعالى في الآداب2/84:
وقال مهنا :إن أبا عبد الله سألوه عن القصص فرخص فيه ،فقلت له:حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يخرج من المسجد يقول:ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ما خرجت.
فقال لي:يعجبني القصاص اليوم لأنهم يذكرون عذاب القبر ويخوفون الناس ،
فقلت له:حدثنا ضمرة قال:جاءنا سفيان هاهنا فقلنا:نستقبل القصاص بوجوهنا؟فقال:ول ا البدع ظهوركم.
فقال أحمد :نعم ،هذا مذهب الثوري.اهـ
وفي هذا النقل فوائد منها:
1-اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان وهو أصل مهم من أصول الفتوى كما ذكره القرافي وابن القيم وغيرهما.
2-أهمية تنقيح المناط في المنقول عن السلف.
3-أن مخالفة ظاهر الأثر لاختلاف المناط لاتقدح في اتباع الإنسان وكونه على جادة السلف بل ليس هذا مخالفة للمنقول عند التحقيق .
4-أن المنقول عن واحد من السلف قد يكون مذهبا شخصيا له وليس علما على منهج السلف بحيث يبدع مخالفه ولهذا قال الإمام"هذا مذهب الثوري".
5-أنه يتسامح في الوعظ والرقائق في رواية الأحاديث ما لايتسامح في أحاديث الأحكام وهي مسألة خلافية والجمهور على ذلك وإن شدد فيها بعض أهل عصرنا .