بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين و بعد :
فإن من واجبات طالب العلم في هذا الزمان النصح لإخوانه ، و إرشادهم للخير ، و تحذيرهم من الدغل و الضير ،( فالعلم رحم بين أهله ) و من التناصح بين طلاب العلم إرشاد بعضهم البعض للكتب النافعة و التصانيف المجودة و المؤلفات الفائقة ، لاسيما في هذا الزمن الذي كثر فيه الغثاء ، و صارت المكتبات تقذف علينا بالعجر و البجر دون تمحيص .
و من أجمل الكتب التي وقعت في يدي لشروح الحديث بشكل منهجي ، سهل ، ممتنع ، كتاب للشيخ ناصر العبودي – حفظه الله - ، في شرح لأحاديث الصيام من البلوغ ، و قد قرأته العام الفائت ، و أنا هذا العام أيضا أقرأه ، و أحببت أن أفيد إخواني بإضاءة على هذا الكتاب ، و نتدارس ما به من إيجابيات أو سلبيات ، لاسيما أن هذا أوانه و نحن في شهر الصوم :
اسم الكتاب :
شرح أحاديث الصيام من كتاب بلوغ المرام
اسم المؤلف :
ناصر بن إبراهيم العبودي ، أستاذ مشارك بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
دار النشر :
دار ابن الجوزي ط الأولى 1428 هـ ، و قد أبدعت في هذا الكتاب أيما إبداع ، من ناحية الصحة و الصف و الإخراج و استخدام الألوان في رؤوس المسائل و العناوين ، و الطباعة الفاخرة حتى صار الكتاب تحفة لا مزيد عليها يسر كل ناظر
منهج المؤلف :
و هذا هو زبدة الكلام ، حيث بين أن البلوغ لم يجد من يوفيه حقه من الشرح و استظهار المسائل ، فدفعه إلى شرحه فكان منهجه :
المقدمة و الدراسة و فيها تعريف بالمؤلف و كتابه و نبذه مختصره عن أحكام الصيام ذكر الحديث كما أورده الحافظ ابن حجر
الكلام على الحديث رواية : و فيها التخريج و دراسة الإسناد مع ذكر الشواهد و اختلاف الألفاظ و ترجمة بعض الرواة و الحكم عليه بعد هذا يذكر تحت عنوان ( تكميل ) ما وقع فيه الحافظ من الوهم أو النقص .
ثم يذكر الكلام على الحديث دراية : و فيه بيان غريبه و شرح مفرداته و إعرابه و ضبط ما أشكل من كلماته و ألفاظه ، و ذكر المسائل التي دل عليها مع عزوها لقائليها و ذكر أدلتهم و مناقشتها ثم الترجيح ، و كذلك ذكر بعض الفوائد العقدية أو الأصولية أو غيرها مما أفادها الحديث ، كل هذا مع عنونة كل فقره على حده . بترتيب بديع و هو في كل هذا ينسب إلى المصادر و المراجع .
و أنا أرجو من شيخنا الفاضل أن يشمر و يتحفنا بشرح كامل للبلوغ على هذا المنوال البديع ، و إن كان فيه مشقة .
أنتظر آراءكم لمن اطلع عليه ؟
و دمتم بخير ، في شهر الخير