المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
الرفاعية والسحر والشعوذة
الرفاعية طريقة من الصوفية ينتسبون إلى الشيخ أحمد الرفاعي .
قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ج 21 ص 77 –80 الرفاعي : هو الإمام القدوة العابد الزاهد شيخ العارفين أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرفاعي المغربي ثم البطائحي قدم أبوه من المغرب وسكن البطائح بقرية أم عبيدة ، وكان كثير الاستغفار عالي المقدار رقيق القلب غزير الإخلاص توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مئة في جمادى الأولى رحمه الله .انتهى .
وترجم الذهبي أيضا للرفاعي في " العبر " ج4 ص 233 ثم قال : تفقه قليلا على مذهب الشافعي وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ولين الكلمة والذل والانكسار والإزراء على نفسه وسلامة الباطن ، ولكن أصحابه فيهم الجيد والردئ وقد كثرالزغل ( التحريف والخدع ) فيهم وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق ، من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات ، وهذا لا يعرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه فنعود بالله من الشيطان الرجيم . انتهى.
وفي " وفيات الأعيان " لابن خلكان قال عن الرفاعي : كان رجلا صالحا شافعيا فقيها انضم إليه خلق من الفقراء وأحسنوا فيه الاعتقاد وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم الأحمدية والبطائحية ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات حية والنزول إلى التنانير وهي تضرم نارا والدخول إلى الأفرنة ، ويُـ ( ؟؟ !! && ) الواحد منهم في جانب الفرن والخباز يخبز في الجانب الآخر ، وتوقد لهم النار العظيمة ويقام السماع ( يعني الغناء والرقص ) فيرقصون عليها إلى أن تنطفئ النار ، ويقال أنهم في بلادهم يركبون الأسود ، ونحو ذلك وأشباهه . انتهى .
للمزيد : [ انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1ص171-172 ، شذرات الذهب لابن العماد ج 2ص260-262 ، البداية والنهاية لابن كثير ج 12ص 312] .
إذن ... كان الرفاعي رجلا صالحا ، ولم تُعرف مثل هذه الشعوذة والبدع في عهده ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 11 ص 493-496: ليست هذه الخوارق من شعار أحد من الصالحين لا من الصحابة ولا التابعين ولا شيوخ المسلمين لا المتقدمين ولا المتأخرين ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ولا غيره ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ أحمد بمدة طويلة ، ابتدعه طائفة انتسبت إليه ، فخالفوا طريق المسلمين ، وخرجوا عن حقائق الدين ، وفارقوا طريق عباد الله الصالحين . انتهى بتصرف .
وفي كلام الحافظ الذهبي في العبر والمذكور لك آنفا : وهذا لا عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه ، فنعوذ بالله من الشيطان .انتهى بلفظه .
كيف يلعبون بالنار والحيات والأفاعي فلا تضرهم ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : هذه المخاريق التى يفعلها هؤلاء المبتدعون من الدخول فى النار وأخذ الحيات هى نوعان :
أحدهما : أن يفعلوا ذلك بحيل طبيعية مثل أدهان معروفة يذهبون ويمشون في النار ومثل ما يشربه أحدهم مما يمنع سم الحية مثل أن يمسكها بعنقصتها حتى لا تضره، ومثل أن يمسك الحية المائية ومثل أن يسلخ جلد الحية ويحشوه طعاما وكم قتلت الحيات من أتباع هؤلاء .
النوع الثانى : وهم أعظم عندهم أحوال شيطانية تعتريهم ، فتنزل الشياطين عليهم كما تدخل فى بدن المصروع ، وحينئذ يباشر النار والحيات والعقارب ويكون الشيطان هو الذى يفعل ذلك ، كما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم الذين هم شر الخلق عند الناس (.. ) ويرى الإنسي واقفا على رأس الرمح الطويل ، وإنما الواقف هو الشيطان ويرى الناس نارا تحمى ويضع فيها الفؤوس والمساحي ثم إن الإنسي يلحسها بلسانه ، وإنما يفعل ذلك الشيطان الذي دخل فيه ، ويرى الناس هؤلاء يباشرون الحيات والأفاعي وغير ذلك ، ويفعلون من الأمور ما هو أبلغ مما يفعله هؤلاء المبتدعون الضالون المكذبون الملبسون الذين يدعون أنهم أولياء الله وإنما هم من أعاديه المضيعين لفرائضه المتعدين لحدوده والجهال - لأجل هذه الأحوال الشيطانية والطبيعية - يظنوهم أولياء الله ، وإنما هذه الأحوال من جنس أحوال أعداء الله الكافرين والفاسقين . [ مجموع الفتاوى ج 11ص610-611 ] .
_ أما النوع الأول ممن يلعبون بالنار فلا تضرهم ، فهم يفعلون ذلك بحيل وأدهان طبيعية مثل دهن الضفادع ودهن الطلق وغيرها من المواد الطبيعية التي يدهنون بها أجسادهم وأيديهم فلا تؤثر فيهم النار ، وهذا معروف كشفه غير واحد ممن اطلع على أفعالهم ، وتستطيع أن تجد وصف هذه الحيل والألاعيب وكيفيتها في كتاب " المختار في كشف الأسرار وهتك الأستار " للشيخ عبد الرحمن الجوبري ( المطبوع سنة 1302هـ = 1885م ) فقد تتبع زيفهم وكشف أفعالهم وحيلهم ، وكذلك فعل أحمد بن عبد الملك بن شُهيد في كتابه " الباهر في كشف الحِيَل " ( ما زال مخطوطا ، وقد اقتنيت تصويره ) .
ونذكر هنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد واجه هؤلاء وكشف زيفهم ، وله مواجهة طويلة معهم ذكرها رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 11ص445-450 ومواضع أخرى ، ثم قال بعد أن واجههم : وعامة ذلك عن حيل معروفة وأسباب مصنوعة ، أراد غير مرة منهم قوم إظهار ذلك ، فلما رأوا معارضتى لهم رجعوا ودخلوا على أن أسترهم ، فأجبتهم إلى ذلك بشرط التوبة ، حتى قال لي شيخ منهم فى مجلس عام فيه جماعة كثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة ومن احترق كان مغلوبا ، فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك .
.............. يُتبع ...................