نَدَّعيها لنا، ونحنُ ضحايا ها... ويَحلو لِجَهْلِنا أنْ يَتِيها!
ما مضَى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ وكذا الساعةُ التي أنْتَ فِيها
لاأدعي الغي ولاأهتنيه === ورب مقالي اليه يتيه
فان كان مطلوب ماأجتنيه=== من الاثم غيا فلي مقتنيه
وليس الكبير بما يتقيه === ولكنه قد يضر بفيه (اعني الكبير)
فيا راكبا بحر مانشتريه === أنيخوا الركاب بما نكتفيه
ففي بحر ذا الغي مانقتريه === لطول الخطوب وقهر السفيه
وعل الليالي لما نهتديه === تنار بصبح لنا ندعيه
الأخ الكريم.. الواحدي.. بارك الله فيه
ذكَّرتني مشاركاتك الأخيرة بالمعارضات الشِّعريَّة القديمة..
جزاك الله خيرا.
وقولك:
ما مضَى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ وكذا الساعةُ التي أنْتَ فِيها
كيف يكون المعنى هنا:
هل هو: وكذا الساعة التي أنت فيها (غيبٌ!) مثلًا.
ومِن أجمل ما قيل في معنى مقارب لما نحن بصدده، قول عمران بن حطّان الشاري:
يَأْسَفُ المرءُ على ما فاته --- مِنْ لُباناتٍ إذا لَـمْ يَقْضِها
وتَراه فَرِحًا مُسْتَبْشِرًا --- بالَّتي أَمْضى كأنْ لَـمْ يُمْضِها
إنها عندي كأحلام الكرى --- لَقرِيبٌ بعضُها مِنْ بعضِها
وهو شعر عميق، في لفظ يسيل رِقّةً، وإيقاع راقصٍ، يكاد ينسيك مرارة معناه؛ حتى إنه ليُستكثَر على شاعر خارجيٍّ كعمران أو يُستغرب صدوره عنه!
وبهذا نكون أزلنا القذى بالعيون، بكلام كان "الشاري" فيه نِعْمَ الزَّبون...
عدي بن زيد:
وما دَهري بأن كُدِّرتُ فَضلاً ولكن ما لَقيتُ مِنَ العَجِيبِ
وما هَذا بأَوَّلِ ما أُلاَقي مِنَ الحِدثَان والعَرَضِ القَرِيبِ
خَلاَ الأهوالَ إنَّ الهَمَّ غادٍ على ذي الشَّغلِ وَالبَثِّ الطَّروبِ
أَحظِّي كانَ سِلسِلَةً وقَيداً وغُلاٍّ والبَيانُ لَدَى الطَّبيبِ
وهُم أَضحَوا لَديكَ كما أرادوا وقد تُرجَى الرَّغائبُ مِن مُثِيبِ
وإن أَهلَك تَجِد فَقدي وتُخذَل إذا التَقَتِ العَوالي في الخُطُوبِ
وإنِّي قد وَكَلتُ اليومَ أَمري إلى رَبٍّ قريبٍ مُستجيبِ
لنْ تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوفَاسْتَشْعِر ِ الحُوبَا
وافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيمِ وَارْضَ بِمَا قَضَى المُهَيْمِنُ مَكْرُوهاً ومَحْبُوبَا
إِنَّ العَزَاءَ إِذَا عَزَّتْهُ جَائِحَة ٌ ذَلَّتْ عَرِيكَتُهُ فَانْقَادَ مَجْنُوبَا
فإنْ تنلكَ منَ الأقدارِ طالبة ٌ لَمْ يُثْنِهَا العَجْزُ عَمَّا عَزَّ مَطْلُوبَا
إنْ يندبوكَ فقدْ ثلَّتْ عروشهمُ وأصبحَ العلمُ مرثيًّا ومندوبا
ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ == وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ
إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى == أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ
مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ == وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى == مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ
لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ == حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ
إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ == مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ
وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ == للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ
لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ == مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه
قال الشاعر صالح العمري في شيخنا ابن جبرين شفاه الله :
مـا زادك الله إلا رفعـة وعـلا والوغد كسوته الخذلان والخجـل
كم نلت من كيدهم سراً وفي علناً ما لو علا جبلاً ...لزلزل الجبـل
قد كنت فينا عصا موسى بهيبتهـا إذا تجلت تولى السحر والدجـل
علمتنا جهـرة بالحـق صادحـة إذا تغشى النفوس الخوف والوجل
هذا جوادك مسروحـاً بصهوتـه فقم وخضها جهاداً أيها (البطـل)
حافظ إبراهيم:سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما
لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما
إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما
سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما
أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما
فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما
فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما
فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما
وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما
وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما
فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما
وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما
فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما
وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما
فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما
فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما
وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى
فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما
وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما
وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما
وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما
لا يغرنـك يـومٌ مــن غــدٍ == صَاحِ إِنَّ الدَّهْـر يُغْفِـي وَيَهُـبْ
صَـادِ ذَا ضِغْـنٍ إِلَـى غِرَّتِـهِ == وإذا درت لـبـون فاحـتـلـب
ليـس بالصافـي وإن صفيتـه == عيش من يصبحُ نهبـاً للرتـب
ما أبـو العبـاس فـي أثباتـهِ == لعب الدهـر بـه تلـك اللعـب
أقْبَـلَـتْ أيَّـامُـهُ حَـتَّــى إِذَا == جـاءهُ المـوت تولـى فذهـب
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ
فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي
كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل
أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ
جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
جاء في ديوان محمد صادق الرافعي تحقيق الدكتور ياسين الايوبي منشورات المكتبة العصرية بيروت في فصل (التهذيب والحكمة) ص 230-232 ما يلي :قال محاكيا حافظ ابراهيم في تقهقر اللغة العربية :ام يكيد لها من نسلها العقب .. ولا نقيصة الا ما جنى النسبكانت لهم سببا في كل مكرمة .. وهم لنكبتها من دهرها سببلا عيب في العرب العرباء ان نطقوا .. بين الأعاجم الا أنهم عربوالطير تصدح شتى كالأنام وما .. عند الغراب يزكى البلبل الطربأتى عليها طوال الدهر ناصعة .. كطلعة الشمس لم تعلق بها الريبثم استفاضت دياج في جوانبها .. كالبدر قد طمست من نوره السحبثم استضاءت فقالوا الفجر يعقبه .. صبح فكان ولكن فجرها كذبثم اختفت وعلينا الشمس شاهدة .. كأنها جمرة في الجو تلتهبسلوا الكواكب كم جيل تداولها .. ولم تزل نيرات هذه الشهبوسائلوا الناس كم في الأرض من لغة .. قديمة جددت من زهوها الحقبونحن في عجب يلهوا الزمان بنا .. لم نعتبر ولبئس الشيمة العجبان الأمور لمن قد بات يطلبها .. فكيف تبقى اذا طلابها غابواكان الزمان لنا واللسن جامعة .. فقد غدونا له والأمر ينقلبوكان من قبلنا يرجوننا خلفا .. فاليوم لو نظروا من بعدهم ندبواأنترك الغرب يلهينا بزخرفه .. ومشرق الشمس يبكينا وينتحبوعندنا نهر عذب لشاربه .. فكيف نتركه في البحر ينسربوأيما لغة تنسي امرأ لغة .. فانها نكبة من فيه تنسكبلكم لكى القول في ظل القصور على .. أيام كانت خيام البيد والطنبوالشمس تلفحه والريح تنفحه .. والظل يعوزه والماء والعشبأرى نفوس الورى شتى وقيمتها .. عندي تأثرها لا العز و الرتبألم ترى الحطب استعلى فصار لظى .. لما تأثر من مس اللظى الحطبفهل نضيع ما أبقى الزمان لنا .. وننفض الكف لا مجد ولا حسبانا اذا سبة في الشرق فاضحة .. والشرق منا وان كنا به خربهيهات ينفعنا هذا الصياح فما .. يجدي الجبان اذا روعته الصخبومن يكن عاجزا عن دفع نائبة .. فقصر ذلك أن تلقاه يحتسباذا اللغات ازدهت يوما فقد ضمنت .. للعرب أي فخار بينها الكتبوفي المعادن ما تمضي برونقه .. يد الصدا غير أن لا يصدأ اللهب
أبوالعتاهية:
ما أَقرَبَ المَوتَ جَدّا أَتاكَ يَشتَدُّ شَدّا
يا مَن يُراحُ عَلَيهِ بِالمَوتِ طَوراً وَيُغدى
هَل تَستَطيعُ لِما قَد مَضى مِنَ العَيشِ رَدّا
الغَيُّ أَوضَحُ مِن أَن يَراهُ ذو العَقلِ رُشدا
سامِح أُمورَكَ رِفقاً وَاجعَل مَعاشَكَ قَصدا
مِن حَزمِ رَأيِكَ أَلّا تَكونَ لِلمالِ عَبدا
ما تَأتِهِ مِن جَميلٍ يُكسِبكَ أَجراً وَحَمدا
تَموتُ فَرداً وَتَأتي يَومَ القِيامَةِ فَردا !
طوبى لِعَبدٍ تَقيٍّ لَم يَألُ في الخَيرِ جُهدا
وضـراغمٍ سكنت عرين رياسة تـركت خـرير الماء فيها زئيرا
فـكأنما غشى النضار جسومها وأذاب فـي افـواهها الـبلورا
أُسـدٌ كـأن سـكونها مـتحركٌفي النفس لو وجدت هناك مثيرا
وتـذكـرت فـتـكاتها فـكأنما أقـعت عـلى أدبـارها لـتثورا
وتـخالها والـشمي تجلوا لونها نـاراً وألـسنها اللواحس نورا
فـكأنما سـلٌت سـيوف جداول ذابـت بـلا نـارٍ فـعدن غديرا
وكـأنما نـسج الـنسيم لـمائه درعـاً فـقدر سـردها تـقديرا
وبـديعة الـثمرات تعبر نحوها عـيناي بـحر عجائب مسجورا
شـجريةٍ ذهـبيةٍ نـزعت الـى سـحرٍ يـؤثر فـي النها تأثيرا
قـد سـرجت اغـصانها فكأنما قـبضت بهن من الفضاء طيورا
وكـأنما يـأتي لـوقعِ طـيرها ان تـستقل بـنهضها وتـطيرا
مـن كـل واقـعةٍ ترى منفارها مـاءً كـسلسال الـلجين نميرا
خُرسٌ تُعدُ من الفصاح فأن شدت جـعلت تـغرد بـالمياه صفيرا
"الجنرال" محمود سامي البارودي ت 1322 هـ، إذ عاش في غير زمانه!:
كُلُّ صَعْبٍ سِوَى الْمَذَلَّةِ سَهْلُ • • • وَحَيَاةُ الْكَرِيمِ فِي الضَّيْمِ قَتْلُ
لَيْسَ يَقْوَى امْرُؤٌ عَلَى الذُّلِّ مَا لَمْ • • • يَكُ فِيهِ مِنْ صِبْغَةِ اللُّؤْمِ دَخْلُ
إِنَّ مُرَّ الْحِمَامِ أَعْذَبُ وِرْدَاً • • • مِنْ حَيَاةٍ فِيهَا شَقَاءٌ وَذُلُّ
أَنَا رَاضٍ بِتَرْكِ مَالِي وَأَهْلِي • • • فَالْعَفَافُ الثَّرَاءُ وَالنَّاسُ أَهْلُ
لا يَلُمْنِي عَلَى الْحَفِيظَةِ قَوْمٌ • • • غَرَّهُمْ مَنْظَرُ الْحَيَاةِ فَضَلُّوا
أَلِفُوا الضَّيْمَ خَشْيَةَ الْمَوْتِ وَالضَّيْـ • • • ـمُ لَعَمْرِي فَجْعٌ خَسِيسٌ وَثُكْلُ
كَيْفَ لا أَنْصُرُ الرَّشَادَ عَلَى الْغَـ • • • ـيِ وَعَقْلِي مَعِي وَفِي النَّفْسِ فَضْلُ
إِنَّمَا الْمَرْءُ بِاللِّسَانِ وَبِالْقَلْـ • • • ـبِ فَإِنْ خَابَ مِنْهُمَا فَهْوَ فَسْلُ
كَيْفَ لا تَشْمَلُ الدَّنَاءَةُ قَوْمَاً • • • نَشَأُوا فِي الصَّغَارِ حِينَ اسْتَهَلُّوا
هُمْ لَعَمْرِي أَذَلُّ مِنْ قَدَمِ الْنَّعْـ • • • ـلِ نُفُوساً وَالنَّعْلُ مِنْهُمْ أَجَلُّ
كُنْتُ لا أُحْسِنُ الْهِجَاءَ وَلَكِنْ • • • عَلَّمَتْنِي صِفَاتُهُمْ كَيْفَ أَتْلُو
ابراهيم الحضرمي
مدحت ونبهت الأنام وذمتهم == وأنَّبت اقبالاً فلم تتأنّب
وجشمت نفسي البر والبحر أبتغي == نصيراً فلم أظفر بقرم مهذب
فمن لي بمن يسمو الغداة إلى العلا == ويدعو بما أدعو ويطلب مطلبي
تترّب خد الدين فينا ووجهه == وما كان في آبائنا بمترب
أبيعت أبيعت بالندا ودموعها == تسيل ولم ترحم بنيَّة يعرب
فيال بني عبد المدان عمومتي == ويال بني همدان يا آل منصبي
أما تنقمون الثأر ممن يسومكم == مسام إلا ما في كل شرق ومغرب
أراكم خضعتم واختدمتم لكافر == وعلمي بكم لا تخضعون لمذنب
فما عاد كعب يحسن الطعن بالقنا == وهمدان أحلاس الخيول بنوأب
فناد بهمدان وناد بحارث == وقم ناصراً للّه يا بن المهذب
واختم قولي بالصلاة مسلما ً == على أحمد المبعوث من آل يعرب