بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد تابعت النقاش على أمل أن يجد بعض الإخوة لهذا مخرجا, خصوصا وأنني لاحظت الأخ التقرتي حريصا على معاودة ذكر الشيخ بوخبزة ومحاولة إظهار خطئه.
وعلى كل حال.
فإنه لا ينبغي الحديث في هذه الأمور التراثية إلا من خبير مستقرئ.
وكلام شيخنا بوخبزة صحيح. ولا عبرة بمن يتعاملون مع ظواهر الألفاظ بغير تأمل خبرة ومراس.على أنني راغب إلى الأخ التقرتي أن يراجع مطابقة عنوان المقال للمقال!!!
أود تنبيه أخينا تعالى أن الشيخ قال هذا عن ممارسته لكتب المالكية لا عن تأثر بالهلالي أو أحمد ابن الصديق
وأنبه الإخوة الذين خاضوا في هذا أنني أعرف قصد شيخنا بوخبزة حفظه الله تعالى من هذا كله.
ولي خبرة بكتاباته ومذهبه.كيف ومنه استفدنا هذا.
الشيخ يقصد معشر الأحباب كتب الفقه المالكية التي تولت ذكر الفروع المتكاثرة المخرجة بعضها على بعض. والمعتمد فيها على قال فلان وعلان. وإن شئت فراجع شرح خليل للزرقاني وحاشيتي البناني والرهوني. وتأمل عقيدة الفقهاء المالكية في هؤلاء الثلاثة. فإنهم يقولون: الفقه - ويقصدون مختصر خليل للأسف - إن شرحه الزرقاني وسلمه البناني والرهوني فشد عليه. ولا عبرة عندهم بالدليل.
ولذلك أقول للإخوة : قصد الشيخ كتب الفروع أمثال: الرسالة وابن عاشر والعشماوية ومختصر خليل والعمل المطلق والعمل الفاسي والعمل ...التطواني..!! وتحفة ابن عاصم الطويلة جدا !!ومختصرات المدونة كمختصر البراذعي الذي طبع مؤخرا, وكتب في الفروع اعتمد عليها القرافي في الذخيرة.بل من راجع الذخيرة وجد بها ذكرا لمئات الفروع من غير ذكر دليل لها سوى قال فلان وعلان.!! وكذلك مختصرات المشارقة كالتلقين للقاضي عبد الوهاب الذي ذكر الأخ التقريتي أن شرح المازري له بالدليل. وإني اسأله: أين رأى شرحه!!؟؟
بل من ذلك كتاب الكافي لابن عبد البر فإنه جرده عن الدليل ولم يوجد من استدل له
ومما ينبئك عن سياسة أصحاب المختصرات أنهم جعلوا في ما ينقل عن مالك المشهور والراجح والضعيف, وكأن قول مالك هو الدليل.وانظر إن أردت أن تعرف فلسفة المالكية – الفروعية – كتاب المعيار المعرب , ومن اللطيف أن تعرف أنهم كانوا يلقبون الجامع للفروع الفقهية التي يقيسون بعضها على بعض بالحافظ كما هو حال الحافظ ابن الجد الفهري, وكذلك الحافظ أبي عمران الفاسي وغيرهما!!!
لم يقصد الشيخ حفظه الله تعالى التمهيد والاستذكار وأمثالهما لأنهما شروح للحديث أي أنهما يصنفان على أنهما فقه للحديث وليسا كتابان في فروع الفقه المالكي.والفرق بينهما واضح.
ودع عنك أخي التقرتي محاولاتك . فالشيخ بوخبزة والشيخ وهبة الزحيلي والشيخ عبد الله ابن الصديق وغيرهما أولى منك في هذا. ولا عبرة بما أوردتموه فإنه ليس مورد النزاع كما قال الأخ الفاضل عصام البشير. فكفوا عن المشاغبة حفظكم الله تعالى. وليتكلم كل فيما يحسنه وإلا ليصمت أو ليستفسر.
بارك الله في الجميع.