عندما ترجم الإمام المزي - رحمه الله - لـ (عبد الكريم بن أبي المخارق) رمز له بـ : البخاري تعليقًا، ومسلم وغيرهما.
وعبد الكريم ليس بمنزلة من يخرج له الإمامان.
ولذا اعتذر ابن حجر - رحمه الله - عن البخاري بأمرين.
وأما مسلم، فقال ابن حجر: قال المؤلف: روى له في المتابعات، وهذا الإطلاق يقتضي أنه أخرج له عدة أحاديث، وليس كذلك.
ليس له في كتابه سوى موضع واحد، وقد قيل إنه ليس هو أبا أمية، وإنما هو الجزري.
أقول: لم يجزم الإمام ابن حجر بأنَّ عبد الكريم في سند مسلم - الذي سيأتي - ليس هو أبا أمية، وإنَّما شكك فقط.
فهل الصواب عند المزي أم عند الإمام المنذري الذي جزم بأنَّ مسلما لم يخرج لابن أبي المخارق شيئا، لا متابعة ولا غيرها.
وإليكم الحديث:
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ وَأَيُّوبَ وَحُمَيْدٍ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَ ةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: ((أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ؟)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَاحْلِقْ رَأْسَكَ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ - وَالفَرَقُ ثَلاَثَةُ آصُعٍ - أَوْ صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً)). قَالَ ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ « أَوِ اذْبَحْ شَاةً)).
وجزى الله من يجيب خيرًا.