بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحببت أن أذكر فائدة في حكم مشابهة الكفار مع عدم قصد ذلك . وأن حديث : (( إنما الأعمال بالنيات )) ليس فيه دليل على جواز مشابهة الكفار إذا لم يقصد ذلك .
ولعلنا نبدأ بذكر كلام العلماء , والله الموفق.
قال الشيخ محمد صالح العثيمين – رحمه الله – في كتاب (( القول المفيد على كتاب التوحيد / باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح ))
عند شرح المسألة الأولى من مسائل الباب .
قال (( ... لأن الحكم عُلق على مجرد صورته , فهذا العمل لا يحتاج إلى نية لأنه مُعلق بمجرد الفعل . فالنية تؤثر في الأعمال الصالحة وتصحيحها, وتؤثر في الأعمال التي لايقدر عليها فيعطى أجرها , وما أشبه ذلك , بخلاف ما علق على فعل مجرد , فلا حاجة فيه إلى نية ...))
إلى أن قال :
((...وهذه النقطة نتدرج منها إلى نقطة أخرى , وهي التحذير من مشابهة المشركين وإن لم يقصد الإنسان المشابهة , وهذه قد تخفى على بعض الناس , حيث يظن أن التشبه إنما يحرم إذا قصدت المشابهة.
والشرع إنما علق الحكم بالتشبه , أي : بأن يفعل ما يشبه فعلهم , سواء قصد أو لم يقصد,
ولهذا قال العلماء في مسألة التشبه : وإن لم ينو ذلك , فإن التشبه يحصل بمطلق الصورة .
فان قيل : قاعدة (( إنما الأعمال بالنيات )) هل تعارض ما ذكرنا ؟
الجواب : لا تعارضه , لأن ما عُلق بالعمل ثبت له حكمه وإن لم ينو الفعل , كالأشياء المحرمة , كالظهار , والزنا , وما أشبهها ))
****************************** ***********
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد عند(( باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله)) :
المسألة التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده
تعليق إبن عثيمين (( وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن حصول التشبه لا يشترط فيه القصد , فإنه يمنع منه ولو لم يقصده , لكن مع القصد يكون أشد إثماً
ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ولو لم يقصده ))
****************************** ******
وقال الشيخ / عبد الرحمن السحيم في مجيباً على أحد أسئلة الأخوات : (( لا يُشترط في التقليد أو التشبّه بالكفار وجود النية في ذلك .
بل متى وُجِدت المشابهة تعيّن النهي .
ألا ترين – أيتها الكريمة – إلى نهي الله عز وجل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أن يتشبّهوا باليهود والمنافقين ولو بكلمة واحدة ، مع علمنا ويقيننا أن الصحابة رضي الله عنهم لا يُمكن أن يخطر ببالهم ما تقصده اليهود من تلك الكلمة .
قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وليس في هذا فحسب بل حتى في العبادة نُهينا عن التشبّه بالكفار ، وإن اختلفت المقاصد
فالكافر الذي يُصلي عند طلوع الشمس يركع ويسجد للشمس ، ويُشاركه الشيطان هذه العبادة ، وهو يتجه للشمس ويقع في الكفر .
والمسلم نُهي عن الصلاة في هذا الوقت ، مع اختلاف المقاصد وتباينها
فالمسلم يُصلي لله ، ويريد وجه الله ، وربما لا يخطر بباله طلوع الشمس وان هناك من يُصلي لها ولا أن الشيطان يطلع معها ليجعل له نصيبا من سجود الكفار .
ومع ذلك يُنهى المسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس ... والأدلة على مخالفة اليهود والنصارى كثيرة بل كثيرة جدا .
ومن هذه الأدلة يتبين أن المشابهة أو التقليد لا يُشترط فيها وجود القصد والنية
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=24808
وقال في موضع آخر : (( أما حديث " إنما الأعمال بالنيات " فهو عام في الأعمال ، وأحاديث النهي عن التشبّه خاصة بالتّشبّه ، ولا تعارض بين عام وخاص ))
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=43925