السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وازن الجاحظ في رسائله بين أمور عدة كموازنته بين" الجد والهزل" وبين "البطن والظهر" وبين "السودان والبيضان" إلخ.
وفي رسالته في المعلمين يوازن الجاحظ بين الاستنباط والحفظ على أساس أنهما ضدان عند بعض الناس.
قال : "وكرهتِ الحكماء الرؤساء أصحاب الاستنباط والتفكير جودةَ الحفظ لمكان الاتكال عليه وإغفال العقل من التمييز حتى قالوا :" الحفظ عذق الذهن". ولأن مستعمِل الحفظ لا يكون إلا مقلداً، والاستنباط هو الذي يفضي بصاحبه إلى برد اليقين وعز الثقة."
قلت: يظهر لي أن مراده بالحكماء الرؤساء "أساطين الحكمة من الفلاسفة اليونان".
رأي الجاحظ :
قال : والقضية الصحيحة والحكم المحمود أنه متى أدام الحفظ أضر ذلك بالاستنباط، ومتى أدام الاستنباط أضر ذلك بالحفظ، وإن كان الحفظ أشرف منزلة منه.
ومتى أهمل النظر لم تسرع إليه المعاني، ومتى أهمل الحفظ لم تعلق بقلبه وقل مكثها في صدره."