بسم الله الرحمن الرحيم
هذا دليل جديد واضح وجلي على أن هنالك من لا يريد خيرا للبلاد والعباد ، ممن ينادون إلى تغيير كل شيء ، فليس كل تغيير خيرا ، وليس كل ما نحن عليه شرا ، بل كثير وكثير مما نحن عليه خير وفلاح ، ومطالبة تغيير الإجازة الأسبوعية من قبل أي فرد مسؤول أو غير مسؤول إلى السبت مطلب غير معقول وقفز على الحقائق والمصالح العليا للبلاد والعباد ، فالإجازة الأسبوعية هي الخميس والجمعة منذ قيام الدولة ، وقد كان الناس لا يتمتعون بالإجازة الأسبوعية إلا يوم الجمعة ، ثم وفي عهد الملك فيصل رحمه الله أضيف الخميس ، والملك فيصل رحمه والله ومستشاروه يعلمون أن غير المسلمين يتوقفون عن العمل السبت والأحد ، ولكن بثاقب نظره ووعيه ووعي من معه رأوا أن يوم الخميس هو اليوم الأصلح للبلاد في دينها ومصالحها ومصالح الشعب الحقيقية الواضحة لكل ذي عقل وفهم وبصر مهما قل .
الإجازة الأسبوعية الرسمية للمملكة العربية السعودية هي الخميس والجمعة
وهنالك ثلاثة محاذير كبيرة وواضحة لا تخاذ السبت بدل الخميس إجاز أسبوعية ولا يجوز أبدا المساس بها :
الأول : أن هذا تتبع لسنن اليهود ، فبدل أن يتبعوا سننا ، هنالك من يريد أن نتتبع سننهم وهذا محرم ولا يجوز للأدلة الواضحة في هذا
ثانيا : أنه مخالف لنظام المملكة العربية السعودية ونهجها وما قرره ولاة المر فيها تبعا للشرع والمصلحة العليا للشعب.
ثالثا : أنه يعني القضاء المبرم والشامل على استفادة المواطنين من الإجازة الأسبوعية بوضعها الحالي - الذين هم المستهدفون من هذه الإجازة فجميع خطط الدولة إنما هي لراحة المواطنين ورفاهيتهم وليس لإعناتهم - الذي يصادف الخميس مع الجمعة ، وذلك لوجود يوم الجمعة بعد الخميس الأمر الذي يعني الاستفادة من بقية الأربعاء مع الخميس كاملا ، والعودة من الآشغال بعد قضائها يوم الجمعة للصلاة ولاستعداد ليوم عمل ودراسة جديد ، بينما يعني أن تكون الإجازة يوم السبت عدم الاستفادة من بقية يوم الخميس مع الجمعة - حيث الجمعة هي عيد المسلمين الأسبوعي - وحيث لا بد من شهود صلاة الجمعة ، وأهل الرحلات والسفر والأشغال وهم كل الشعب تقريبا ، قد لا يتمكنون من أداء صلاة الجمعة إذا كانوا سيسافرون بقية يوم الخميس لقضاء أشغالهم او رحلاتهم - والذين سيسافرون للشغل وقضاء الحوائج لن يتمكنوا من قضائها يوم الجمعة حتما لأنه إجازة لا تتغير ولا تتبدل ، فلا يستفاد منه في قضاء الأشغال ، فلا يبقى أمام الناس إلا السفر بقية يوم الجمعة ، لكن يوم السبت سيكون اليوم الأخير من الإجازة ، ولا بد من العودة من الأسفار أو الراحة قبل أسبوع عمل أو دراسة ، بل سيكون حسب دعاة تغيير الإجازة يوم عطلة لا عمل فيه حيث ستغلق فيه جميع المصالح التجارية والصناعية والمؤسسات وغيرها فهل هذا مطلب معقول ؟؟ وهذا يعني عدم الاستفادة من يوم السبت مطلقا ، وهكذا لا يستفاد من إجازة السبت ، بل هي وبال على الناس وتضييق عليهم ، خاصةو أن يوم الجمعة سيقف في وجه كل تغيير ، وعليه فتغييبر العطلة الأسبوعية إلى السبت تغيير فيه إعنات على الناس وتضييق عليهم وإلغاء للحكمة من من إجازة الأسبوع بوضعها الحالي ، فهل نترك من اتضحت أهدافه في التخريب والإعنات على الناس والتضييق على المواطنين بل وعلى مصالح البلاد التجارية والاقتصادية ، هل يترك مثل هذا ليقول ويفعل ما يشاء ولو كان ضد الشرع ونظام الدولة ومصالح الشعب والبلاد كافة ؟..
إن عطلة الأسبوع الحالية هي وحدها ما يحقق مصالح البلاد والمواطنين من كل جهة ، وتغييرها تطويح بمصالح الناس بصورة تامة وإعنات كبير على المواطنين ، مهما كانت الذرائع والحجج ، والتي لا إخالها إلا واهية أمام الحقائق الكبرى الدينية والدنيوية ومصالح العباد التي لا يمكن ان تتحقق إلا ببقاء الخميس هو الإجازة حيث يوم الجمعة هو العامل الحاسم الذي لا يمكن أن يُقفز عليه ، وأعني بأنه العامل الحاسم ، أن كل تغيير للإجازة يذهب بفائدتها على المواطنين مطلقا ويوقعهم في حرج عظيم لا يمكن تصور مآلاته ، والله الهادي والموفق للصواب .
علي التمني
أبها في 20/2/1430