{{ بين صناعة الموت وصناع الحياة } }
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6973
بقلم / أحمد بوادي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد :
لفت انتباهي عنوانا لبرنامج يعرض على قناة العربية الفضائية بعنوان
" صناعة الموت "
وتوقفت عند معنى هذا اللفظ قليلا فوجدت في هذا اللفظ
" انحراف عقدي لا يصح التلفظ به "
خاصة وإن علمنا أن معنى الصناعة قد يأتي بمعنى الخلق
قال تعالى : {وَاصْطَنَعْتُك لِنَفْسِي} (41) سورة طـه
قال ابن عباس: أي اصطفيتك لوحيِّ ورسالتي. وقيل: "اصطنعتك" خلقتك مأخوذ من الصنعة. القرطبي
فالموت مخلوق وخالقه وصانعه هو الله ، وليس لأحد من الخلق أن يصنع شيئا
تفرد الله بخلقه وصنعته ، وليس للخلق حيلة في ذلك الأمر كله
وإن اعترض علينا شخص ما ليقول : ما أردنا من المصانعة هنا الخلق وإنما المصانعة بمعنى المفاعلة كمن يصنع سيفا أو مركبا
أقول : كذلك لا يصح إنزاله على الموت
فالموت ليس مادة أو جسما يكال أو يوزن أو له وجود في الكون حتى يصنع المرء منه
شيئا فيحوله من مادة إلى أخرى ليصح عليه لفظ المصانعة
فالموت بالنسبة لنا مجهول الكيف ، محسوس وليس بملموس ، عرض وليس بجسم
فكيف للخلق قدرة على صناعة ما جهلوه وما لم يلمسوه
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " يؤتى يوم القيامة بالموت على هيئة كبش أملح، فينادي منادٍ: يا أهل الجنة! فيشرئبون وينظرون، فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم نعرفه؛ إنه الموت ، وكلهم قد رآه. فينادي منادٍ: يا أهل النار! فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم نعرفه؛ إنه الموت فيؤمر بذبحه بين الجنة والنار، وينادي منادٍ ويقول: يا أهل الجنة! خلود فلا موت، ويا أهل النار! خلود فلا موت).
فينبغي الانتباه لهذا اللفظ وعدم تداوله ، وإشاعته بين المسلمين
وهذا ما شرح الله به صدري من فهم هذا اللفظ .
فإن كان عند أحد من الأخوة مزيدا من التنبيه والترشيد ، فلا يحرمنا فوائده
تنبيه / أثناء مراجعتي لما كتبت وجدت أنني كتبت خطأ صناع الحياة بدلا من صناعة الموت
فتذكرت أن هناك برنامجا لأحد الدعاة الموديرن بهذا العنوان فوجدت أن لا فرق بينهما فما قلته عن صناعة الموت يتنزل على صناع الحياة
والله أعلم
أخوكم / أحمد بوادي