الحمد لله , وصلى الله على نبيه ومصطـفـاه , وبعد:
سبحـان الله العظيم , ما أعظم هذا الدين , وما أجمل السُّنّة , وما أبهى وأجملَ وأرقى وأسمى سيدنا محمداً رسول الله.
خرجتُ اليومَ من جهةٍ دنيويةٍ كانت لي فيها مصلحةٌ وتعرقلت الأمور وسُدَّت الأبوابُ , ولعل سبب ذلك عائد إلى أخلاط نيتي وفسادها والله المستعـان.
خرجتُ والدنيا تكادُ تظلمُ في وجهي , وأخذ الشيطـانُ الرجيمُ يكرر على مسمعي أبيات المتشائم ابن الرومي غفر الله له يوم قال:
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها *** يكون بكاء الطفل ساعة يولدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها *** لأفسحُ مما كان فيه وأرغــدُ
اذا ابصر الدنيا استهل كأنه *** بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي *** بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ *** يقوم لما يشتد من يَتَشدَّدُ
فصليتُ العصر في جماعة وإذا بالإمـام (غفر الله له وفرج همه وأراح قلبه كما فعل بي) يقرأ عقب الصلاة الحديث الصحيحَ عن رسول الله![]()
لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس
فقلت في نفسي: أي أبا زيد.!!
إن ما فاتك لا يساوي معشار معشار المليون مليون مما طلعت عليه الشمس, وقد أبدلك الله خيراً , فلم أشعر إلا وأنا ألهج قائلاً:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" فانفرجت أسارير قلبي واطمأنت نفسي , وكأن شيئا لم يكن, والحمد لله .
ولو لم أجن من هذا الفوات إلا أن أقول عند كل فائت من الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " مسلياً نفسي يقينا بأنها كلماتٌ مباركاتٌ خيرٌ من ملايين ضعاف ما فاتني , لكَـفى.
والحمد لله الذي أكرمني بهذه النعمة في مقابل هذا الفوات.