ولهذا صور :
منها : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وقت حياته كانت علاقته بكل شخص تتعدد ، فإضافة لكونه نبيّاً فهو أيضاً زوج وأب وحاكم وجار وأخ .
وعليه فإن ما يصدر ممن حوله وهو حي من أقوال تدل على الكفر الباطن قد لا يدل على الكفر بسبب قيام شبهة ، وهو أن المتكلم لعله يخاطب فيه صلّى الله عليه وسلّم الجانب البشري المحض وينسى أو يغفل عن حقيقة أنه نبيّ معصوم .
فمن ذلك عدم قتل من لمزه في الصدقات .
وزوجاته رضي الله عنهنّ قد سألنه العدل عندما أرسلن إليه فاطمة ؟
وكذلك الرجل الّذي قال له : أن كان ابن عمّك ؟ في قصة اختصامه مع سعد في شراج الحرة .
فهذه الغفلة مانع من عدّه ما صدر منهم دليل على كفر الباطن .
أمّا من جاء بعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلا يُقبل هذا المانع في حقه لأن موت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أسقط وأبطل كل رابطة بينه وبين أحد ممن بعده إلا رابطة النبوّة .