يا شيخ أمجد
إذا كانتْ هذه الأخطاء من جنس تخطئة البصريين للكوفيين والعكس فلا تزول عن كونها أخطاء ..وعبارة : ((اختلاف مذاهب)) التي تكررت في هذا الموضوع لم أفهم ماذا أردتم منها ..فحتى لو كانت اختلاف مذاهب فثم خطأ وصواب وحق وباطل (غالباً) ولشيخ الإسلام مذاهب في مسائل النحو تخالف ما عليه سيبويه وطبيعي أن يرى الشيخ خطأ سيبويه فيها وكون هذا اختلاف مذاهب نعم.فكان ماذا(؟؟)
هي مع ذلك خطأ وصواب..وقد يُخطئ الشيخ سيبويه في أشياء من هذا الجنس لم يُسبق إليها وليس عليه حرج فهذا علم صناعي وليس أهله بأمة معصومة بل يجوز على مجموعهم من الخطأ ما يجوز على غيرهم..والصواب منثور في الأمة قد لا يبلغ إلا واحداً في القرن ويخفى على غيره..فلا محل لذمه بمجرد عدم السبق؛إذا فما من أئمة العربية الكبار إلا مذموم وإذا كان هذا علم صناعي فيه قياس وسماع فقد يدرك كذب السماع واحد ويخفى على الباقين ويظهر فساد القياس لواحد ويخفى على الباقين وليس النحو بدين محفوظ..
نأتي للمهم:
هب أنها كانت من جنس آخر كأن تكون أخطاء منهجية وكأن يرى الشيخ أن أصول نحو سيبويه وأقرانه ليست أصول نحو الخليل وأبي عمرو بن العلاء وأن في نحو سيبويه أشياء لا تجري على سنن العرب (مثلاً يعني) = وأن من بعد سيبويه إلى أبي حيان عكفوا على كتاب سيبويه وما بعده ونظائرهم عكوف المتلقي وقبلوا وردوا لكن وفق منهج سيبويه ومنهج ذلك النحو نفسه (مثلاً يعني)= وأن الشيخ يخطئ أشياء في هذا المنهج =وعنده في ذلك الباب من التحرير مثل الذي عنده من التحرير في الاعتقاد والفقه والأصول واللغة والمنطق والتفسير(الذي يرى هو أنه اهتدى لأشياء لم يهتد له فيها من قبله من المفسرين بنص كلامه)= عندنا يا شيخ أمجد لا شئ يمنع هذا وآيات نظائره مزبورة فيما ترك الشيخ ولا نحتج على ذم مثله بمخالفة أهل الفن فليس أهل الفن هم الأمة المعصوم مجموعها بل هم بعضها..وأهل الفن إنما سطروا علمهم وقد سبقهم نحو مائتي عام فيها علم كثير وقطعاً في تلك المائتين من العلم ما يخالف ما هم عليه =ذلك الصدر الأول يهدي الله لما كانوا عليه من يشاء ويُضل من يشاء..ولا تنسى..كل هذا (مثلاً يعني)..(ابتسامة)