لا ضيرَ عندي (رأي خاص) في أنْ يعطي الشّيخ أو المُدرّس دروسًا في كافّة الفنون، ولو لم يكن مُتفّننا (بتعريف الإتقان التّام، ومعرفة كلّ شيء في الفنّ)، فالتّعليم يُشترط فيه أنْ تكونَ المعلومة صحيحة، فلو قرأ هذا المُدرّس شرحًا للألفيّة وفهمه، فلا شكَّ أنّه يُستحبُّ أنْ يُعلّمه للنّاس، ولا يكتمه، بحجّة أنّه (غير مُتفنّن بتعريف بعض الأفاضل)، أصلاً: كلمة (مُتفنّن) بدعة عندي (رأي خاص) ويوافقني في ذلكَ الصّفدي، فهو يقول: "العامة تقول: فلانٌ متَفنِّن. والمتَفَنِّن: الضعيف. والصواب مُفْتَنٌ. وقد افتنّ في الأمر: أخذَ من كلّ فنٍّ، وتفنّن: أخذ من الفَنَنِ، وهو ما لانَ وضَعُف من أعلى الغُصن"، وكذلكَ اشتراطه في التّدريس فهو بدعة مُختلقة.
(هذا رأي خاص؛ أرجو ممّن خالفته ألا يزعلَ علينا، وأرجو ألا يُقتبسَ قولي وُيردُّ عليه، فلستُ هنا للتّجادل والتّخاصم، إنْ أراد أحدٌ أنْ يردَّ على هلوساتي وجهلي، فليردَّ عليه، بدون اقتباس).