بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
للكتاني
" الحلقة الأولى " :
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
من المعلوم أن التأليف والتصنيف له أنواع وأشكال متعددة من ذلك التأليف ابتداءً ، والشروح ، والاختصار ، وجمع الفوائد و الملح في صعيد واحد بين دفتي كتاب ، أو استخراج فواد وملح ونوادر كتاب معين ، ومنه هذه الأسطر التي بين يديك الموسومة بـ " فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الادارية " لعبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
وهذا الكتاب أكثر مما عني به من التصنيف ـ وهو تسطير أسس وخطط ، والطرق التي سير عليه في الدولة الإسلامية في العهد النبوي ـ فقد احتوى على فوائد ونوادر قلّ أن تجدها في كتاب آخر ، الذي يظهر من خلاله على الحضارة الإسلامية ، مما فيه رد على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر.
فهذا الكتاب فيه جملة من المعارف والفوائد والملح تشرئب إلى معرفتها أنفس الطالبين ، وترتاح بمذاكرتها قلوب المتأدبين ..
ومما يدل على أهمية الكتاب غزارة المراجع التي رجع إليها في جمع مادة هذا الكتاب وتنوعها فشملت فنون العلم " التفسير ، الحديث ، والفقه ، والأدب ، والتاريخ ، واللغة ...... بل إن بعض هذه المراجع نادرة وغير متوفرة بين أيدي الناس (1م/21ـ 32).
ومما يقوي أهمية هذا الكتاب الكتب والرسائل والأجزاء التي يذكرها عندما يتكلم على بعض المسائل والأبواب جمعة بين الكثرة وقيمتها العلمية ، وبعضها يُظن أنها من ضمن ما فقدم من تراث هذه الأمة ، فقد وقف عليها ونقل منها ، ويذكر مكانها ؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر ندم على عدم تقيدها ؛ فحبذا لو انتدب أحد الطالبين للعلم ، والبحث عن الكتب النادرة لجمعها وترتيبها .
فهذا المصنف مشغوف في الوقوف على ما كتبه علماء هذه الأمة وجمعها ؛ حتى اجتمع لديه الشيء الكثير من المصنفات في شتى العلوم ، حتى أن مما ذكره من هذه الكتب لم يسبق لك الوقوف عليها بل السماع بها
على سبيل المثال حيث قال (1/36) : وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام ثم ذكر هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم ، وذكر ما طبع منها . ، وكذا ما يتعلق الشعر والشعراء زمن النبي (1/211) .
أنه يتوسع في الكلام على بعض المسائل ، بذكر الأقوال ، ومن قال بها ، والكتب ، والأجزاء في ذلك ، على سبيل المثال ، تكلمه على بداية التاريخ الهجري ، متى البداية بهذا التاريخ ، وهل أول من بدأ به هل هو النبي أم عمر ؟(1/180) ، وكلامه على أحكام الهجر ، والعزلة (1/301ـ 308) .
وهذا الكتاب كثير ما ينقل منه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ـ ألبسه الله لباس الصحة والعافية ـ ويشيد بهذا الكتاب .
فإلى هذه الفوائد والملح مراعياً في ذلك الاختصار ، والأكثر فائدة مما تجذب القارئ إلى قراءة هذا الكتاب المرة بعد المرة ، فقد جمع بين غزارة المسائل والفوائد العلمية ، والمتعة والأنس .
• اسم الكتاب كاملاً :
" كتاب التراتيب الإدارية ، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلية " .
المرجع الأساس لهذا الكتاب " تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع العمالات الشرعية " لأبي الحسن علي بن ذي الوزارتين محمد بن أحمد الخزاعي .
مع أهمية هذا الكتاب حافظ عليه المؤلف فدونه في كتاب ، وجعله بخط أسود وتحته خط .
• المؤلف :
عبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي .
في طرة الكتاب اهداء الكتاب إلى شيخه والده بأبيات لابن طباطبا العلوي يقول فيها :
لا تنكرن اهداءنا لك منطقاً منك استفدنا حسنه ونظامه
فالله عز وجل يشكر فعل من يتلو عليه وحيهُ وكلامه
وبأبيات لابن حجر يقول فيها : هنيئا لأصحاب خير الورى وطوبى لأصحاب أخباره
..... ....
(1م/10 ، 16) مقدمة نافعة بين فيها عن الحضارة الإسلامية ، ورد فيها على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة ، ومدنية تذكر .
وفي (1م/ 11) ناقشة ابن خلدون على قوله في " مقدمة العبر " (ص 349) : إن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة، وإنما أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه، كان الرجال ينقلونها في صدورهم، وقد عرفوا مأخذها من الكتاب والسنة، بما تلقوة من صاحب الشرع وأصحابه. والقوم يومئذ عرب لم يعرفوا أمر التعليم والتآليف والتدوين ، ولا رجعوا إليه ولا دعتهم حاجة ، وجرى الأمر على ذلك زمن الصحاية والتابعين ، ناقشه بكلام ماتن مفيد .
(1م/15) ذكر الخلاف في حكم معرفة وتعلم نسب النبي ومولده ونشأته ، ..... وغير ذلك من المعارف التي تخصه .
نقل عن ابن فارس أنه قال بالوجوب ، وبين الحد من سيرته التي يجب معرفتها ...
وذكر كلام ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 68 ) : وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
• من غايات مجيء محمد عمارة الدنيا والعمل للآخرة (1م/ 16) :
قال : ولا شك أن المسلم إذا تتبع السيرة لم يبق له شك في أن نبيه جاء بعمارة الدنيا والعمل للآخرة ، لا بخراب العالم والانقطاع عن العمل حاشا وكلاّ نعم جاء بعتم تعمير القلب بالدنيا تعميراً يغفل به المسلم عن ربه وتوحيدة ، ولا كن أمرك أن تجد وتجهد حتى تملا منها يدك ، وتترك قلبك لله وما يرضيه منك من وجوه مبرات وحسنات ....
• حكم طلب الرئاسة والمراتب العالية كالولاية والقضاء (1م/ 21):
استدل بعض أهل العلم بقوله : " وجعلنا للمتقين إماماً " أن الإنسان يجوز أن يطلب المراتب العالية .
وقال السيوطي على قول يوسف : " اجعلني على خزائن الأرض ... " جواز طلب الولاية ونحوه لمن وثق من نفسه القيام بحقوقه وجواز التولية عند الكافر والظالم .
• نقد مقولة : ما ترك الأول للآخر من شيء(1م/ 79):
نقل عن ابن عبد البر أنه قال : ما كان أضر بالعلم وبالعلماء وبالمتعلمين من هذه المقولة ، وقال عن كلمة علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسنه : قال لم يسبق إليه بهذه المقولة ، وأي كلمة أحض على طلب العلم منها .
• مكان المتقدمين عند الناس ، وتقديمهم على المتأخرين في العلوم وغيرها ، وأن من عادة الناس مدح الماضي ، وذم الباقي في هذا الشأن (1م/ 21):
نقل كلام المسعودي في كتابه " التنبيه والإشراف " (1/ 30) أنه قال : ونحن وإن كان عصرنا متأخراً عن عصر من كان قبلنا من المؤلفين ، وأيامنا بعيدة عن أيامهم فلنرجو أن لا نقصر عنهم في تصنيف نقصده وغرض نؤمه، وإن كان لهم سبق الابتداء فلنا فضيلة الإقتداء ، وقد تشترك الخواطر، وتتفق الضمائر، وربما كان الآخر أحسن تأليفاً، وأمتن تصنيفاً ، لحكمة التجارب ، وخشية التتبع ، والاحتراس من مواقع الخطأ . ومن هاهنا صارت العلوم نامية، غير متناهية، لوجود الآخر ما لا يجده الأول ، وذلك إلى غير غاية محصورة ، ولا نهاية محدودة ، وقد أخبر الله عز وجل بذلك فقال " وفوق كل ذي علم عليم " على أن من شيم كثير من الناس إطراء المتقدمين، وتعظيم كتب السالفين، ومدح الماضي، وذم الباقي، وإن كان في كتب المحدثين ما هو أعظم فائدة، وأكثر عائدة . فقد حكى الجاحظ - على جلالة قدره - أنه قال: كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني، الحسن النظم، وأنسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع تصغي إليه ولا الإردادات تتيم نحوه، ثم أؤلف ما هو أنقص منه رتبة، وأقل فائدة، ثم ينحله عبد الله بن المقفع، أو سهل بن هارون، أو غيرهما من المتقدمين، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين، فيقبلون على كتبها، ويسارعون إلى نسخها، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين، ولما يداخل أهل هذا العصر من حسد من هو في عصرهم، ومنافسته على المناقب التي عني بتشيدها ، وهذه طائفة لا يعبأ بها كبار الناس، وإنما العمل على أهل النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيء حقه من القول، ووفوه قسطه من الحق، فلم يرفعوا المتقدم إذا كان ناقصاً، ولم ينقصوا المتأخر إذا كان زائداً؛ فلمثل هؤلاء تصنف العلوم، وتدون الكتب. وانظر صبح الأعشى - (ج 5 / 484) .
علق الكتاني على هذا بقوله : وإذا كان هذا في ذلك الزمن زمن نفاق أسواق العلم ورجحان أهله بالمدارك والغايات فكيف بزماننا هذا زمن التأخر والانحطاط والتقليد الأعمى لكل مستهجن وغلبة الأعراض السافلة والمقاومة للكمال والكاملين والتشبت بأذيال الناقصين والساقطين سخطاً على الفضيلة ومقاومة لها .
ثم ذكر كلام ابن حزم في هذا الباب ؛ حيث قال : وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله " ، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد، إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع، وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل! وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد . وانظر " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " ( 3 / 166) .
علق الكتاني على هذا بقوله : فليت شعري ما يقال بعد خراب الأندلس وضعف الإسلام في القرن الرابع عشر . وجماع القول أن من جهل شيئاً عاداه ، والمزكوم لا يجد رائحة العطر بل يأباه .
• المراد بالخلافة (1/2) :
الخلافة هي : الرياسة العظمى والولاية العامة الجامعة القائمة بحراسة الدين والدنيا ، والقائم بها يسمى الخليفة لأنه خليفة رسول الله ، وأول خليفة هو أبي بكر الصديق .
• أول من اتخذ بيتاً للمال ، وأول من لقب بشيخ الإسلام (1/5) :
قال : أبو بكر هو أول من اتخذ بيت المال ، وقال السخاوي : وهو أول من لقب بشيخ الإسلام .
• المراحل التي مر عليها لقب " أمير المنؤمنين " وأول من لقب به (1/ 6 ـ 17) :
أول من سمي بأمير المؤمنين من الخلفاء عمر بن الخطاب اتفاقاً .
وأول من أطلق عليه هذا الاسم عبد الله بن جحش .
ثم قال : ثم توارث الخلفاء هذا اللقب سمة لا يشاركهم فيها أحد ، وتنافسوا فيها خصوصاً ملوك بني أمية ثم بني العباس ببغداد إلا من راء أنه أحق منهم بالخلافة .
• تقديم محمد النفس الزكية بالخلافة على بني العباس (1/7) :
محمد النفس الزكية بويع بالخلافة في المدينة قبل بيعة أبي جعفر المنصور فكان هو الخليفة الشرعي ، ولهذا مالك وأبو حنيفة يجنحان إليه ويرجحان أمامته على بني العباس ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر لأنقاد هذه البيعة من قبل .
• سبب انتشار مذهب مالك في المغرب (1/8 ) :
لأن إدريس بن عبد الله أمير المغرب أخ محمد النفس الزكية أمر أتباعه بإتباع مالك ، وقال نحن أحق بإتباع مذهب وقراءة الموطأ مالك .
• فائدة من عدم إعادة الفعل عند ذكر أولي الأمر في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } " النساء : 59"(1/17) .
قال الطيبي : أعاد الفعل في قوله أطيعوا الرسول إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة ، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته ثم بين ذلك بقوله فإن تنازعتم في شيء كأنه قيل : فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله .
• بيان أن لفظة الوزارة ، ومزاولة أعمالها كانت معروفة في عهد النبي ، وذكر أحاديث الوزارة ، والرد على من قال أن الوزارة أخذت من كسرى (1/17ـ 20) :
من أحاديث الوزارة حديث عائشة أن النبي قال : إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل الله له وزير صدق ...... " أخرجه أبو داود .
• نظم الأشياء التي كان النبي لا يردها(1/33) :
قال بعدما تكلم ونقل كلام أهل الحديث على الأحاديث فذلك :
وأنشد بعضهم : قد كان من سيرة خير الورى * صلى عليه الله طول الزمن
أن لا يرد الطيب والمتكأ * والتمر واللحم معاً واللبن
وأوصلها السيوطي إلى سبع :
عن المصطفى سبع يسن قبولها * إذا ما بها قد أتحف المرء خلان
فحلو وألبان ودهن وسادة * ورزق لمحتاج وطيب وريحان
وذكر نظم لأصحاب نعلي النبي في (1/34) .
• ضابط من يصلح للمناصب الدينية من الموظفين (1/40) :
قال : هاهنا قاعدة في الموظفين الشرعيين يصلح للمناصب الدينية كما في " الفوائد " كل وضيع وشريف إذا كان ذا دين وعلم ولا يصلح لها فاسق وإن كان قرشياً نعم يقع الترجيح إذا اجتمعا في شخص وانفرد الآخر فيما سوى النسب .
• نقده للمصنفين الذين يعزو الحديث لمسلم وحده مع أن الحديث عند البخاري (1/42) :
نقد الخزاعي صاحب " التخريج " بقوله : استفتح الخزاعي فصل الفقه في الدين في الحض على التفقه في الدين بحديث معاوية " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " مقتصراً على عزوه لمسلم مع أنه في البخاري وهذا معيب منه رحمه الله لما تقرر أن الحديث إذا كان في البخاري لا يعزى إلى غيره .
• ذكر من كان يحفظ القرآن على عهد النبي ، والرد على من قال إن أبا بكر الصديق لم يكن حافظاً للقرآن . (1/44) .
ومما يدل على إن أبا بكر كان حافظاً للقرآن قوله " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " وقد قدمه النبي في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار .....
• حكم تعلم المرأة للكتابة والقراءة (1/50) :
تكلم عن هذا المسألة بإسهاب وماتع ، ومما قاله أن في كتاب " نور النبراس " أنه قال : كان في عهده بدمشق فقيها سئل هل يجوز أن يتعلم النساء الكتابة فأجابه : لا يجوز تعليمهن الكتابة . قال الحافظ برهان الدين الحلي وغفل هذا المفتي عن الحديث الذي عند أبي داود ( ح 3887 ) عن الشفاء بنت عبد الله قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال لي " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " .
وذكر كلام فيه نوع من الطرافة ، وأن ما كان يخشاه بعض المجتمعات من تعلم النساء للكتابة والقراءة قد سبقهم لذلك أجيال بعد أجيال .
ومما قاله : يعجبني أن أثبت هنا قول عصرينا الشاعر المصري المشهور وهو الشيخ مصطفى الرافعي :
ياقوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل
• الرد على من قال إن اتخاذ المنير بدعة (1/63) :
قال اشتهر في كتب المتأخرين أن اتخاذ المحاريب في المساجد لوقوف الأئمة بدعة ، وأفرد ذلك الحافظ السيوطي بمؤلف ، وفي " عون المعبود " ما قاله القاري من أن المحاريب من المحدثات بعده ، وفيه نظر لأن وجود المحراب في زمنه يثبت من بعض الروايات ، أخرج البيهقي في السنن الكبرى [ جزء 2 - صفحة 30 ] ، عن وائل بن حجر قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أو حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب ... " وقال ابن الهمام لا يخفى أن امتياز الإمام مقرر شرعاً وثبتت المحاريب في المسجد من لدن رسول الله . .............
========================
تنبيه : هل كتاب التراتيب الإدارية نسخ في (cd) فإذا لم ينسخ فحبذا لو انتدب أحد الأخوة لنسخه